ناهد باشطح
فاصلة
((مهما يكون الحيوان متوحشا، فإنه ينسى شجاعته عندما يوضع في القفص))
- حكمة لاتينية -
اعتذر بعض المشاهير من الدعاة والإعلاميين والفنانين عن تغريداتهم التي كانت بمثابة ترويج لأحد المشاريع الذي ورط نحو 700 شاب سعودي عام 2011، وصدر ضده حكم قضائي، وكأنهم نكأوا جراح الضحايا.
في جريدة الوطن أعجبني التقرير الذي نشره الزميل «ياسر باعامر» يوم الأحد الماضي 22-5-2016
لمهنيته ولأنه قدم لي كمتلقي معلومات كاملة عن حقيقة تورّط الشخصيات العامة في إعلانات تويتر.
الموضوع ليس أن تنشر تغريدة عن منتج أو تروج لتاجر بضاعته ثم تعتذر سواء قبضت ثمن التغريدة أم لم تقبضها، سواء كنت تعلم بقضية سابقة للمنتج وأصحابه أم لا تعلم بها، القضية أن الضرر عليك كشخصية عامة خطير اجتماعيا وقانونيا إذ يمكن مقاضاتك، حسب نظام الجرائم المعلوماتية، حيث ينص النظام وفقا للمادة الثانية منه على «معاقبة الوسطاء أو المشاركين في تدليس وخداع الناس البسطاء» وأيضا تنص المادة التاسعة من النظام «على معاقبة كل من حرض غيره، أو ساعده، أو اتفق معه على ارتكاب أي من الجرائم المنصوص عليها بهذا النظام».
وبما أن «الشركة المروجة لهذا المشروع تم إدانتها بحكم قضائي نهائي، فإنه يحق للمتضررين مقاضاة المحرضين والمروجين لها لعدم حرصهم على الاقتصاد الوطني».
التغريد مقابل المال، ليس جديدا فلطالما ظهر المشاهير في إعلانات في القنوات الفضائية ويظل هذا السلوك قرار الشخص المشهور في تشكيل صورته الذهنية لدى الجمهور.
لا يوجد خطأ في أن تستثمر شهرتك في الإعلانات لكن الخطأ أن تخفي ذلك عن الجمهور أو أن تخضع لعملية تغرير من قبل المعلنين لاستغلال اسمك .
احترمت اعتذار الفنان فايز المالكي لأنه كان شفافاً وذكيا حين قال «إنه شارك في إعلانات للشركة المسوقة بـ45 ألف ريال، وإنه قرر أن يهب المبلغ المتبقي منه وهو ما يقرب من 30 ألف ريال لأحد المتضررين، وهو السجين المعوق في الحقوق المدنية بمحافظة الطائف سليمان محمد الذي انتشر مقطع له في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع»
لكل هل يعفي الاعتذار تلك الشخصيات العامة من المحاسبة قانونيا أو المحاسبة اجتماعيا ؟
ربما كان على تلك الشخصيات إن كانت جاهلة بالقضية المشار إليها التعامل بأكثر من حسن النيّة تجاه الترويج للقطاعات الأهلية بشكل عام.
نحن في زمن الانفتاح المعلوماتي ولذلك من السهل قبل أن تدعم أي قطاع أ تبحث في تاريخه حتى لا يبحث الجمهور في تاريخك.