فيصل خالد الخديدي
بيت التشكيليين بجدة صرح فني ثقافي بدأ تأسيسه قبل سبعة وعشرين عاماً تقريباً وهو أقرب لأن يكون مؤسسة مجتمع مدني تقوم على الدعم الذاتي والتسويق لأنشطته بشكل شبه تطوعي, عرفه القائمون عليه في فترة من الفترات من خلال موقعه الإلكتروني بأنه (مؤسسة ثقافية اجتماعية ذات شخصية اعتبارية بالمملكة العربية السعودية وتهدف إلى المساهمة في إعداد المواطن الصالح من خلال النشاطات التشكيلية والبرامج), حمل البيت على عاتقه خدمة الفنون التشكيلية بأكثر من شكل بين دورات تدريبية وورش عمل ومعارض ومشاركات داخلية وخارجية تتوسع قليلاً وتضيق وتنحصر على حسب حرص وحماسة الإدارة التي تمر على إدارة البيت, ومع تعاقب الإدارات على بيت التشكيليين استمرت وتعاقبت الأزمات التي كانت جلها تنتهي بالأزمات والالتزامات المالية, أفلحت بعض إدارته في التغلب على الأزمات المالية بالعلاقات والمخاطبات الرسمية وكان تغلباً وقتياً, ووقف البعض أمامها عاجزاً لتتراكم المبالغ ويكبر حجم المسؤولية والالتزامات, فأغلق البيت لأكثر من مرة ولكنه يعود ليفتح أبوابه من جديد إما بدعم أمير المنطقة أو بتكاتف أعضاء مجلس إدارته والحراك بكل اتجاه لتأمين إعادة الحياة له مرة أخرى...
وقبل أيام تفاجأ الوسط الثقافي والتشكيلي بخبر إغلاق بيت التشكيليين مجدداً بطريقة لا تليق بصرح ثقافي فني ولا بتاريخ الثقافة المحلية وتاريخ بيت التشكيليين, ربما يكون المبرر للإغلاق تراكم الديون على البيت من إيجارات ومصروفات ولكن الأمر أكثر من تراكم ديون وإيجارات فعلى الرغم من حل المشكلات السابقة التي تسببت في إغلاق البيت لأكثر من مرة إلا أن العودة لنفس القضايا سيعود بالبيت للإغلاق مرات ومرات فالعودة من نفس الطريق وتوقع نتائج مغايرة أعتقد أنه أمر يفتقد للحكمة ويشي بعدم وجود شيء من التخطيط الجيد الذي يمكن البيت على الأقل أن يتجاوز نفس الأخطاء السابقة لإغلاقه, وحتى هذه المرة لو حلّت إشكالية قفل البيت بأي طريقة دون الرجوع لأساس المشكلة سنتفاجأ بعد سنوات بإغلاقه ثانية, فالبيت وإن تجاوز أزمته الحالية وعاد للحياة من جديد وهذا ما نأمله ونعلق الآمال الكبيرة على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وعلى الغيورين من أبناء المنطقة من تجار ورجال أعمال وأيضاً الأمل مناط بوزارة الثقافة وهيئة الثقافة للوقوف مع البيت وتجاوز أزمته الحالية, فإن البيت بحاجة للترتيب الداخلي والتخطيط السليم بخطط قصيرة وأخرى إستراتيجية طويلة واقعية قابلة التنفيذ, فوجود الإدارة الثقافية التسويقية في البيت أمر بالغ الأهمية والعمل الدؤوب على إيجاد مصادر متنوعة للدخل والاستثمار يكفل وجود دخل يعطي البيت شيئاً من نبض الأنشطة والحياة, وعقد شراكات مع القطاع الخاص والحكومي يدفع بعجلة سير البيت والحرص على جعله بيت خبرة في أكثر من مجال فني يزيد من فرص استثماراته البشرية... الإدارة الواعية والعمل بحب والتفاف التشكيلين حول بيتهم والتسويق الجيد باحتراف يعيد الحياة للبيت وإلا سيكون بيتاً من الماضي.