جدة - «الجزيرة»:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأحد الماضي حفل الانطلاق الرسمي للمبادرة الوطنية السعودية للإبداع، والمتزامن مع اليوم الختامي للموسم السعودي الأول للإبداع، والإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة التقديرية للمبادرة «بارقة الإبداع»، وذلك بالشراكة مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة.
وكرَّم محمد الوافي وكيل محافظ جدة الفائزين بجائزة «بارقة الإبداع»، بحضور الأميرة هيفاء الفيصل، والأميرة صيتة بنت عبدالله، والأميرة ريما بنت بندر آل سعود، والدكتورة ثريا عبيد عضو مجلس الشورى، والدكتور غازي بن زقر عضو مجلس الشورى، وبندر عسيري رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع، والدكتور عبدالله دحلان رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، ومازن بترجي، نائب رئيس غرفة جدة، وفايز الحربي عضو مجلس إدارة غرفة جدة، والعديد من الشخصيات البارزة.
من جهتها قالت سفانة دحلان، رئيسة المبادرة في كلمتها: إن المبادرة تأسست لتكون نموذجاً للتحول الاقتصادي المعرفي الوطني، وهي مبادرة تنموية تأهيلية تهدف إلى دعم المبدعين والصناعات الإبداعية من خلال خلق منصات متعددة لنقل المعرفة الإبداعية والرقمية كإنشاء البوابة الرقمية السعودية للإبداع أول بوابة متخصصة للمبدعين لتمكنهم من عرض أعمالهم وتسهيل الوصول لهم والتواصل معهم.
وأضافت: «إن الكثير من الناس ينظر للنجاح والتفوق من جانبه المضيء فقط، ويغفل عن بقية الجوانب الأخرى المهمة، التي قد تكون هي السبب الرئيس بعد توفيق الله تعالى إلى الوصول إلى ما وصل إليه المبدع، حيث أن هناك أموراً تسبق الإبداع وتصاحبه وتستمر معه، منها: بذل التضحيات، والتنازل عن الكثير من راحة البال والبدن والأهل والأقارب، والسعي المتواصل في ترقية النفس، وكلَّما ارتقى الإنسان ازدادت هذه التضحيات والمسؤوليات».
وأشارت دحلان، أن المبدع يستقطب إليه الأنظار على حسب نجاحه، وتكون هذا الأعين راصدة مترقبة ما بين محب مشفق أو حاسد متحفز، كما أن الحياة للمبدع كلها جهاد لا ينتهي، ويجب أن يسايرها في الركض والمتابعة، ومن يتوقف تتوقف به الحياة ومن يبذل ويواصل يزداد نجاحاً وتألقاً، ولو استعرضت مسيرة المبدعين المحتفى بهم في جائزة بارقة الإبداع لعرفنا مقدار ما بذلوه من جهد وصبر ومصابرة ليواكب ما حققوه كمبدعين.
من جهتها قالت الدكتورة ثريا عبيد عضو مجلس الشورى: إن هناك مبادرات كثيرة في أنحاء المملكة والتي يمكن أن تدخل في إطار اقتصاد المعرفة، ولكنها تبحث عن دعم من خلال فسح المجال لها بما فيها تعديل التشريعات، والتنسيق بين الوزارات والمؤسسات وربطها إلكترونيا، واعتماد البرامج الرقمية لمعاملاتها، وتسهيل المعاملات عامة، وفتح مجالات فنية واقتصادية جديدة للاستثمار.
وأضافت «هذا فعلاً ما تهدف له رؤية 2030 من خلال التوسع في مجالات عديدة منها على سبيل المثال: السياحة والفنون والترفيه والصناعات الصغيرة والمتوسطة، والمملكة غنية بتنوع ثقافاتها فلكلِّ منطقة هويتها وشعرها وحرفها وفنونها وعاداتها وجمالها ومواردها الطبيعية، وكل هذا يجعل المملكة أرضاً خصبة لتبني الاقتصاد الإبداعي، وهذا يتطلب التخطيط الصحيح من خلال سياسات تنموية واستراتيجيات وبرامج متقدمة والاعتماد على المعلومات والإحصاءات لمعرفة حجم المساهمة، وكيف يمكن تمكين المواطن من الإنتاج المبدع الذي يعطيه مردوداً مالياً والتزاماً ثقافياً وانتماءً وطنياً»
وأوضحت عبيد، أن المملكة تستطيع أن توجه اهتمامَها إلى إيجاد الرابط الإبداعي الذي يجلب المستثمرين ويبني قدرات مبدعة في المجتمع ويحسن البنية التحتية لتكنولوجية المعلومات التي تستفيد من التطورات العالمية وتوسيع الإمكانات التجارية في السوق المحلي والعالمي، وهو ما سيؤدي إلى منافع منها: زيادة فرص العمل، وتحسين نوعية الحياة اجتماعياً وثقافياً، وتطوير القدرات الابتكارية، بما يتناغم مع برنامج التحول الوطني».
وتابعت عبيد «تمرُّ المملكة حاليا في مرحلة انكماش اقتصادي، مر العالم في عام 2008 بانكماش وصل إلى 12?، ولكن تؤكد دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP والـUNCTAD أن قطاع الاقتصاد الإبداعي لم ينكمش بل توسع قطاع تصدير سلع الإبداع والخدمات بحدود 14؟ سنوياً لمدة ثماني سنوات، وهذا يعني أن الاقتصاد الإبداعي ملائم للدول التي تعمل على تنويع اقتصادها كما هو هدفنا في المملكة.
وأردفت «إن مجتمع المملكة في حراك كبير به المدُّ وبه الجزر كما يحدث في كل المجتمعات. وبه أيضا مبادرات أولية ومتقدمة في مجال الاقتصاد الإبداعي. وتقوم بعض مؤسسات الدولة بهذا الحراك ولكن الحركة الحقيقية هي في مؤسسات خاصة أو تطوعية ومؤسسات المجتمع المدني. وما المبادرة الوطنية السعودية إلا نموذجاً متقدماً لهذا الحراك لتأسيس وتطوير الحراك الشعبي من خلال الاقتصاد الإبداعي. ولذلك من المهم أن ندعم هذه المبادرة مادياً ومعنوياً ًلتكون نموذجاً ناجحاً نتعلم منه الدروس لنستفيد ولنفيد المشروعات اليافعة. وعلينا أيضا أن نبحث حولنا عن مبادرات مماثلة وندعمها لتنجح حتى يتطور المجتمع إنتاجياً وثقافياً وحتى يشعر المواطن أن عمله وإنتاجه يعطيه القيمة الاجتماعية والراحة النفسية والمشاركة في المجتمع بفاعلية، أي يشعر بمواطنته في بلد يسهم في دفعه للأمام وطنياً وعربياً وعالمياً».
من جهته قال بندر عسيري رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع: إنه استمراراً لدعم الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع للمبادرات الوطنية والمشاريع التنموية في مجال تطوير قدرات وإبداع أبناء وبنات الوطن لصناعة المستقبل عبر كافة المجالات، فقد رحبت الهيئة وشاركت منذ بداية انطلاق المبادرة الوطنية السعودية للإبداع في دعم تلك المبادرة عبر توقيع اتفاقية شراكة بين القائمين على تلك المبادرة وبين الهيئة لتقديم الدعم والاستشارات الإعلامية اللازمة لفريق عمل المبادرة بقيادة الأستاذة سفانة دحلان وفريق العمل الذي معها، كما حرصت الهيئة على الحضور والمشاركة في جميع مراحل أعمال تلك المبادرة، حتى المشاركة في حفلها الختامي للموسم الأول، وأبواب الهيئة مفتوحة لدعم وتطوير قدرات المهتمين في الشأن الإعلامي المرئي والمسموع.
وتضمَّن الحفل ورشة عمل عن تطوير المهارات القيادية بطرق ثقافية مبتكرة قدمها ميها بوجانك، سفير ثقافي عالمي من الجمهورية السلوفاكية، وحلقة نقاش حول دور المراكز والمؤسسات الثقافية في تنمية الصناعات الإبداعية وندوة أخرى عن الاقتصاد الإبداعي من منظور رؤية 2030 تحدَّث فيها بندر عسيري رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، والمهندس محي الدين حكمي نائب أمين غرفة جدة، بالإضافة إلى ورشة نقاش عن دور التعليم وبناء القدرات والمهارات لتطوير القوى العاملة الإبداعية».
وأبرز المعرض الثقافي المصاحب لليوم الختامي مراحل التطور والخطوات التي خطتها الصناعة الإبداعية السعودية بدءاً من خمسينيات القرن الماضي التي تواجد فيها مبدعون سعوديون آمنوا بوجود الإبداع وإمكانيات المملكة في تطوير وتعزيز هذا المجال ليعرف الحضور بجهودهم وإنجازاتهم التي بذلوها في الماضي، وكان نتاجها حاضراً مليئاً بالفرص ومستقبلاً واعداً بالأمل».
كما استعرضت الفعالية معرضاً للنقد الفني من خلال منصة بهانس العالمية بالإضافة إلى سلسلة اللقاءات التي شارك فيها عدد من المتحدثين: الدكتورة ثريا العبيد، عضو مجلس الشورى، والدكتور غازي بن زقر عضو مجلس الشورى، والأستاذ بندر عسيري رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، والدكتور عبدالله دحلان، رئيس مجلس إدارة جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وعدد من الأساتذة والمتخصصين في مجالات الإعلام والإبداع والمهتمين بصناعة الإبداع المحلي»، كما تم تسليط الضوء خلال الحفل على أهمية صناعة الإبداع في المملكة والتعرف على الهوية الإبداعية السعودية من الماضي وحتى الحاضر وكيف سيكون مستقبلها واستعراض نتائج الموسم السعودي الإبداعي.
المبادرة هي مبادرة تنموية تهدف لدعم الصناعات الإبداعية من خلال منصات متعددة لنقل المعرفة الإبداعية، كما أن الموسم الإبداعي الرسمي الأول للمبادرة استمرت فعالياته على مدار ثلاثة أشهر، وغطَّى 12 قطاعاً إبداعياً، حيث تضمن الموسم الإبداعي 114 ورشة عمل، 38 ندوة، بالإضافة إلى 114جلسة استشارية في ثلاث مدن: الرياض وجدة والخبر، كما أن الأسابيع الإبداعية تم اختيارها لتغطي 12 قطاعاً في المملكة، وهي المبادرات الخلاقة، الابتكار الاجتماعي، الهندسة المعمارية والتصميم الحضري، الصحافة والنشر، الفنون البصرية والرقمية، تصميم التطبيقات والألعاب الإلكترونية، الإعلام والإعلان، الحِرَفُ اليدوية والحرفيون، تصميم تنمية البرامج السياحة، صناعة التجميل والأزياء، فن الطبخ، بالإضافة إلى صناعة الحليِّ والمجوهرات.
وانطلقت فعاليات المبادرة هذا الموسم، بالتعاون مع العديد من القطاعات الحكومية والخاصة، والتي يأتي في مقدمتها هيئة الإعلام المرئي والمسموع، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومؤسسة مكة للطباعة والنشر، وبرعاية ذهبية من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) وفضية من كلٍّ من: شركة عبق الأسطورة، والمجلس الفني السعودي، ومؤسسة Fullstop.