فهد بن جليد
لستَ وحدك من يُعاني من مشاكل الحياة، كل من تعتقد أنهم سعداء لديهم مشاكلهم الخاصة، الفرق الوحيد أنهم لم يجلبوا مشاكلهم معهم إلى كل مكان، لذا يبدون لك (خالين من الهم) سالين في هذه الحياة!.
إعطاء المشكلة حجمها الطبيعي - دون مُبالغة - يجعلك تتجاوزها بسهولة، حجم المشكلة محدود فلا تجعلها بلا حدود، بالتجربة مُعظم الناس يتملكهم الخوف والقلق من آثار وتداعيات المشكلة، أكثر من المشكلة نفسها، وهو ما يجعلهم يفكرون بها في الوقت الخاطئ والمكان الخاطئ، مما يؤثر على جوانب حياتهم الأخرى، ويجلب لهم (الهمّ) طوال الوقت!.
اترك مشاكلك ولا تحملها معك، عد إليها عندما تجد نفسك قادر على مواجهتها والتعامل معها، فلا يجوز تصدير المشاكل أو التفكير فيها طوال الوقت، حاول أن تتغافل المشاكل وتعيش بلا قيود، هذا لا يتعارض مع أهمية مواجهة المشاكل بجدية، والحذر من التهرب منها، وتأجيل حلها حتى تتراكم، فالتسويف عدو النجاح، ولكن اختيار المكان والوقت المناسبين للمواجهة، هو ما يجعلك مُستعد للتغلب على مشاكلك بقدرة أكبر!.
للاستشارة أهميتها، ولكن تذكر أن أفضل شخص قادر على حل مشاكلك هو أنت، فأحذر من المشورة الخاطئة، اعتمد على نفسك، فكر بهدوء ستكتشف أن الحل قريب وبسيط وسهل، صحيح أن الحلول تختلف باختلاف المشاكل، ولكن السِّمة المشتركة أن الحلول البسيطة أكثر نجّاعة، خذ ورقة وقلم واكتب المشكلة ستجدها واحدة، وبالمقابل أكتب الحلول المقترحة ستجدها كثيرة!.
احذر أن يُصيبك (جالبوا المشاكل) بالعدوى، هم أشخاص يعيشون من حولنا، لا نشك في حبهم لنا، ولكنهم لا يعرفون العيش في الحياة بلا هم، أو خطر يقترب، يعشقون حياة المظاليم، وربما تركوا مشاكلهم لمناقشة مشاكلنا، تخلص من هؤلاء أو قلل من الجلوس معهم ليكون يومك طبيعياً!.
قبل أن نكمل في - مقال قادم - تذكر أن الإيمان بقضاء الله وقدره، والرضا والقناعة - أهم أسلحة المواجهة - ولكنها لا تعني الاستسلام بالضرورة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.