فهد بن جليد
كنت أعتقد بأن زواج (المسفار) انقرض، حتى دعاني أحدهم مؤخراً للشهادة على (عقد زواج) من النوع (الطياري)، متوخياً في مُحدثكم السّرية والكتمان وأنني لن أفضحه -كما أفعل الآن- ولكن على نفسها جنت براقش، فقد اعتذرت له بأن أصل بطاقة الهوية الوطنية مع (المدام) رفع الله شأنها، ولا أحمل سوى صورة (طبق الأصل) للتنقل بها صيفاً، على طريقة اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي!.
زواج (المسفار) لمن لا يعرفه، هو الزواج الصيفي بين (رجل وامرأة) بهدف السفر للخارج أثناء فترة الصيف، ثم الطلاق البائن فور عودة (الطيور المُهاجرة) ولله في خلقه شؤون، لن نتحدث عن هذا الموضوع ولكننا سنتحدث عن (ظاهرة صيفية) أخرى، وهي علاج (المسفار) الذي ينشط في ثلاثة أمراض هي (الصلع والسمنة والأسنان)!.
السائحون (الصلعان) يقعون كل صيف ضحية لدعايات وإعلانات سماسرة زراعة الشعر في بلاد الفرنجة، وعواصم العرب التي تخلت عن العلاج (بلحسة البقرة) لإنبات الشعر، يخسرون نقودهم في تركيا ولبنان والمغرب بدعوى توفير نحو 60 % من تكلفة العلاج محلياً، وبمجرد أن يتخلى أحدهم عن الطاقية أو الشماغ (تلمع صلعته) بالوراثة من جديد !.
الهند والفلبين والصين اشتهرت -كوجهات سياحية- للباحثين عن علاج وزراعة (الأسنان)، صحيح أنهم يوفرون نحو 78 % من تكلفة العلاج لدينا، ولكن سرعان ما تصفّر الأسنان، ويضحك الثرمان!.
بقي أمامنا (سياحة التخسيس) وهذه تمتد من التشيك وصولاً إلى هونج كونج، لا فضل للمصحات فيها كما نعتقد، فالتخلي عن (تباسي الكبسة)، واعتماد السير على الأقدام في الأجواء المفتوحة عوضاً عن استخدام السيارة، هو ما يخفض الوزن، الذي يعود تدريجياً مع كثرة العزايم و(كأنك يا بوزيد ما غزيت).. إلخ!.
كل هؤلاء لم يستمتعوا بالسياحة صيفاً مثل (بقية خلق الله)، عاشوا بين (الوهم والخسارة) كما عاشها (أهل المسفار) من قبلهم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.