أمل بنت فهد
السؤال البسيط كفيل بجمع خيوط المشكلة بالإجابات الأكثر بساطة أيضاً.. بشرط أن تكون جريئة وشفافة.. وخالية من الميل والمحاباة.. بعد أن نعرف الهدف الذي من أجله طرحت الأسئلة.
الترفيه السعودي ليس معجزة أو مشكلة.. بل قضية اختصارها هجرة الأموال مع السائح السعودي.. هجرة المواهب السعودية.. اختصار الترفيه في أنشطة لا يمكنها أن تنافس محلياً ولا عربياً ولا عالمياً.
الترفيه ليس مجرد رفاهية.. هو أكبر من ذلك بكثير.. هو قوة اقتصادية تصب في خزائن خارجية نحن أولى بها.. هو مساحة الإبداع التي تكتشف فيها المواهب.. هو منطقة الاجتماع الأسري الصحي والذي مل تكرار الأماكن المغلقة التي لم تقدم شيئاً يُذكر.
كتبت مرة في مقال مسرح وسينما:» تنوّع رغبات الجماهير إن لم تؤخذ في حيز الاعتبار.. نفقد الكثير منهم في تسرّب مادي وبشري مهيب نحو الخارج.. بعيداً الوطن.. وأبلغ وضع يحكي الحال ما يحدث في كل مناسبة وطنية أو دينية أو اجتماعية يرافقها احتفال واحتفاء.. رغم أنها موسمية محدّدة التوقيت إلا أنها تعامل بمبدأ الطوارئ ذاته والذي يخاف من خروج الموقف عن الوضع الآمن كمن يلقي بطرفة وينتظر ضحكات مكتومة أو «ع الهزاز».. تلك الحشود المتعطشة للفرح والترفيه.. بلا مكان يناسب ضخامتها.. وتنوّعها.. إنما فوضى ترصدها أجهزة الجمهور وتنشرها لتعيد التقييم وتأخذها مادة لتهكم المجالس وبكاء المنابر.. هكذا كل عام.. لا جديد يذكر.. ويمكنك أن تتوقّع نفس السيناريو والحوار ذاته! أليس هذا عبث محض.. أو قلة حيلة ليس لها مبرر؟»
وبعد أن أتت بشائر الاعتراف بالترفيه على أنه ضرورة إنسانية وطنية اقتصادية.. يأتي دورنا كلنا لنضع مع المسئول خطتنا.. وعودة إلى بداية المقال نعرض بعض الأسئلة التي نحتاج إجابتها فعلاً.. فالترفيه ليس موسمياً إنما يومي وأسبوعي.. منظماً ومدروساً كذلك:
1 - أين يقضي الفرد السعودي وقت فراغه اليومي والأسبوعي، وهل يلبي حاجته لتجديد طاقته ومزاجه؟
2 - أين تسافر الأسرة السعودية في كل إجازة، ولماذا تختار دولة دون غيرها؟
3 - ما هي أنواع الجماهير السعودية وماذا تريد؟
4 - ماذا تقدم المسارح السعودية التي أنشئت؟ وما لذي يقف في وجه تفعيلها؟
5 - هل نبدأ برياضة المشي كأبسط رياضة لا تكلف أكثر من مضمار مشي قريب من كل حي سكني؟
6 - هل أخذنا في الاعتبار تنوع أمكنة ومناشط الترفيه بحسب شرائح المجتمع العمرية (طفل ومراهق وشاب ومُسن)، والنوعية (إناث وذكور)؟
7 - أين يذهب أهل المواهب والهوايات (الفنية والعلمية والإعلامية...إلخ)؟
كلنا معني بهذه الخطوة.. كلنا بحاجة لها.. لتكبر وتنمو وتؤتي ثمارها.. لنا وللأجيال القادمة.. ليكون لنا وجهة واضحة ومرضية لاختلاف الأذواق والتوجهات.. ولسوف نصطدم مع بعض العقليات التي تخاف التجديد والتحرك.. وتشك بقدرة المجتمع على ضبط ذاته.. لا بأس.. فالمجتمع أثبت هشاشة مخاوفهم بعد أن أصبح السائح السعودي محل ترحيب في العالم.. المجتمع السعودي ليس فوضوياً.. إنه مجتمع واعٍ وأذكى من التوقعات والتوجس والريبة.. مجتمع يستحق المساحات الشاسعة ليملئها ثقافة وتقدم وحضارة.