ناهد باشطح
فاصلة:
(إن الحب لهو في أساس كل إبداع سياسي وفكري وفني)
-سيمون كانويل-
هرمون الحب أو هرمون العناق يسمى الأوكسايتوسين (Oxytocin) وهو الهرمون المسؤول عن الروابط الاجتماعية فهو يعزز العلاقة بين الأم ورضيعها خلال الولادة وخلال الرضاعة ويعزز العلاقة الحميمة بين الأزواج وعلاقات الصداقة والشعور بالانتماء والترابط بين البشر، بل وحتى الحيوانات.
يفرز هذا الهرمون في حالات الحب والثقة والهدوء، وإذا ما ارتفعت نسبة هرمون الأوكسيتوسين في الدم لدى الإنسان فإنه يزيد من قدرته على الثقة بالآخرين، كما يزيد من فرص الحوار والتفاهم بين الزوجين على المواضيع الشائكة.
إذا لم تعانق في يومك أحداً ممن تحب، أو لم تشعر أنك مصدر ثقة يلجأ إليه الآخرون، أو لم تقض وقتاً مع من تحب، أو لم تساعد أحداً لا تعرفه فالهرمون لن يفرز بالشكل الذي يمكنك ان تستمتع بفوائده.
هذا الهرمون يهدئ ويحسن الحالة المزاجية، ويخفض ضغط الدم ويصد هرمونات التوتر والضغط ويساعد على تخفيف الالتهابات وينشط وظائف التمثيل الغذائي مثل الهضم والنمو، ويجلب مشاعر مختلفة كالاسترخاء وتفضيل الآخرين والإيثار والحب.
الهرمون ينشط أثناء التفاعلات الاجتماعية ولذلك الذين لا يدركون معنى الحب الواسع في تفاعلك مع كل من حولك وما حولك بشكل إيجابي يحرمون أنفسهم من التمتع بحالة مزاجية رائعة.
أليس غريباً أن يمنحنا الله هذا الهرمون الذي لا يكلفنا شيئاً إلا تعاطي الحب والتفاعل الإيجابي مع من حولنا ومع ذلك نشقى بالأمراض الجسدية والتعب النفسي!!.
لا يجب أن يكون إيماننا بالحب مرتبطاً بمرحلة عمرية أو بظروف مكانية، علينا أن نتخلص من البرمجة القديمة لحصر الحب في علاقة الرجل بالمرأة فالحب في كينونته أعمق من حصره في علاقة ثنائية تعتبر جزءاً من كل.. عندما تتخذ الحب أسلوب حياة ستدرك إلى أيّ مدى يمكنك صنع واقع أقوى بكثير من تحديات الحياة.