سلطان المصادري
قبل 13 عاماً، أعلن إيلون ماسك بعد تأسيسه لشركة تيسلا عن رؤية ثورية لتحويل صناعة السيارات إلى مفهوم النقل المستدام الذي يحافظ على البيئة عبر نقلها من استخدام الغاز الناضب إلى الكهرباء المتجددة. كما أحدث نيكولا تيسلا عالم الفيزياء والهندسة الكهربائية ومخترع القرن العشرين ثورات هائلة غيرت عصره وكل العصور من بعده، تبنت شركة تيسلا هذه الفلسفة الثورية عبر مفهوم تغيير العالم.
أنتجت الشركة منذ 2008 ثلاثة موديلات عصرية امتازت بالفخامة وحملت ابتكارات كهربائية غير مسبوقة لكنها جميعاً عانت من مشكلتين، القدرة الإنتاجية المنخفضة والسعر العالي. لكن «تيسلا» أعلنت قبل أسابيع عن موديل 3، وهي أحدث إنتاجات الشركة الرائدة.
موديل 3 هي سيارة سيدان ذات أربعة أبواب وخمسة مقاعد وتمتاز بمكينة قوية قادرة على اجتياز سرعة 100 كيلو متر خلال 6 ثواني وتتمتع بشكل جميل جذاب وقادرة على قطع مسافة 350 كيلو بالاعتماد على البطارية. لكن الشيء الفريد في موديل 3 هو أنها تأتي بسعر منافس يبلغ 35 ألف دولار مع خطط إنتاجية عالية لطرح السيارة الكهربائية بأعداد كبيرة في دول الولايات المتحدة والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وغيرها.
موديل 3 ببساطة سيحقق رؤية إيلون ماسك ووعد «تيسلا» في طرح سيارة كهربائية جماهيرية ذات سعر معقول يستطيع الإنسان العادي اقتناءها.. لكن ما أهمية مثل هذا الطرح؟.. هل سيغير بيع عشرات الآلاف من السيارات الكهربائية من حاضر ومستقبل صناعة السيارات في العالم؟ ألم تطرح جنرال موتورز سيارة شيفروليت بولت في يناير الماضي والتي حملت مواصفات مشابهه؟.
أهمية «تيسلا» موديل 3 تكمن بأنها ستكون الحجر الذي يكسر جليد وجمود صُناع السيارات حول العالم تجاه تقنيات النقل المستدام قبل أن تحترق الأرض ومن عليها بسبب الاحتباس الحراري. موديل 3 سينقل السيارة الكهربائية من رسومات الخيال إلى أزقة الواقع وسيدفع بخطط بناء محطات الوقود الكهربائي في كل منطقة وحي إلى حاجة ملحة لا مفر منها. بالرغم من جنرال موتور طرحت سيارة كهربائية منافسة، إلا أنها كغيرها من صانعي السيارات العالميين تعتبر السيارات الكهربائية مجرد هواية تعمل بها على الهامش لتحاشي غضب مستثمري وأعضاء مجلس الإدارة الذين يرون في نجاح «تيسلا» سؤال محير. «تيسلا» هي الشركة الوحيدة التي تحمل رؤية ثورية لتغيير العالم.
لهذا، «تيسلا» استطاعت في 24 ساعة الحصول على 230 ألف طلب مبدئي لشراء موديل 3 والرقم وصل اليوم لما يقارب 450 ألف طلب. نحو نصف مليون أمريكي قاموا بدفع مبلغ ألف دولار لسيارة لم يروها بأعينهم ولم يختبروها ولن يحصلوا عليها إلا في 2017. هل اقترب وعد «تيسلا» في تغيير العالم ووقف الاعتماد على النفط؟ نون عين ميم.