سلطان المصادري
تمكن الأندرويد، أو الرجل الآلي الذي يحمل ملامح بشرية، من السيطرة بشكل شبه تام على شاشات العالم من هواتف ذكية وأجهزة لوحية وساعات وتلفزيونات ذكية وحتى وصلت أشعته الخضراء السيارات الحديثة والكاميرات الرقمية وقائمة طويلة من الأجهزة المنزلية.
مع حلول الذكرى السنوية الثامنة للإعلان عن ولادة وحش قوقل الأخضر، والذكرى السابعة لإطلاق أول هاتف يعمل بنظام الأندرويد، من الصعب جدا تصديق أنه تم بيع ثلاثة مليارات ونصف مليار هاتف ذكي ونصف مليار جهاز لوحي يعمل بنظام الأندرويد، إضافة إلى عدد مليوني غير محصور من الأجهزة الذكية والرقمية والمنزلية الأخرى.
من الصعب جداً تصديق أن نظام تشغيل واحد استطاع احتلال المرتبة الأولى في المبيعات والحصة السوقية خلال فترة لم تزد عن خمس سنوات.
والأصعب من ذلك كله، تصديق أن هذا النظام الذي هزم آيفون وآيباد آبل وأطاح بقطاع الهواتف وهز قطاع الكمبيوترات في مايكروسوفت كان من بنات أفكار موظف سابق عمل في تلك الشركتين قبل أن تقتنصه قوقل. كيف بلور موظف آبل ومايكروسوفت السابق، آندي روبن، رؤيته المستقبلية لنظام تشغيل مفتوح المصدر يحتل غالبية المنصات الذكية التي يستخدمها البشر؟ كيف لعب الأندرويد دوراً مهماً في سيطرة قوقل على العالم؟
حلم أندرويد «من كوخ شاطئي»
كانت البداية من جزر كايمان في البحر الكاريبي بعام 1989، حيث التقى آندي روبن مخترع نظام الأندرويد الذي كان يقضي إجازته الصيفية بسائح أمريكي يعمل في شركة آبل يدعى بل كازويل. كازويل التقى روبن صدفة بعد أن طردته صديقته من كوخه الشاطئي واقترح روبن قضاء الليلة في محل إقامته لتنشئ صداقة حميمة بين الاثنين.
قام كازويل بعرض وظيفة على روبن في شركة آبل مستغلاً خبرة الأخير الوظيفية لمدة 3 سنوات في تطوير الروبوتات بعدد من الشركات. حب تطوير الروبوتات انتقل مع آندي روبن إلى آبل, حيث أطلق عليه زملاؤه بالشركة لقب «أندرويد» وقاموا بتقسيم الكلمة إلى جزئين، الأول اختصار لاسمه اندرو «اندي» والثانية «درويد» أي جهاز آلي والمقتبسة من سلسلة أفلام «حرب النجوم». بالطبع كلمة أندرويد والتي تعني رجل آلي ذو ملامح بشرية تم صياغتها من اللغة اليونانية وأول من أشار اليها هو الفيلسوف والطبيب الألماني ألبيرتوسماغنوس الذي أطلق اسم «أندرويد» على آلة صنعها في القرن الميلادي الثالث عشر.
خرج روبن من آبل في عام 1995 ليعمل في شركة تابعة لها تدعى «جنرال ماجيك» وبعدها بسنتين إلى شركة «ويب تي في» التي أسسها صديقه ستيف بيرلمان والتي استحوذت عليها مايكروسوفت وبهذا انتقل للعمل في شركة نظام النوافذ. وكما هي عادته في التنقل بين الشركات، غادر مايكروسوفت في عام 1999 ولكن هذه المرة لتأسيس شركته الخاصة، «دانجر» والتي أطلق عبرها أول هاتف محمول يحمل رؤيته للهواتف الذكية.
إذا أردت معرفة شكل الأندرويد في عام 2002، ابحث عن هاتف “T-Mobile SideKick”.
حلم الأندرويد في «خطر»
كان أندي روبن يحمل رؤية عصرية لتأسيس نظام تشغيل مفتوح المصدر يلغي به سيطرة شركات الاتصال العالمية على سوق الهواتف المحمولة.
نظام تشغيل تستطيع أي شركة مصنعة للهواتف المحمولة استخدامه مجاناً لإطلاق هواتف عصرية ذكية بدون أي تحكم من شركات الاتصالات.
قبل عصر الآيفون والأندرويد، كانت شركات الاتصال العالمية هي الآمر الناهي في كل شيء يخص الهواتف التي تستخدم في شبكتها.
كانت شركات الاتصال تتحكم في شكل الجهاز، اسمه، سعره وحتى طريقة تسويقه.
كان الهاتف الواحد يحمل أسماء عديدة وقدرات مختلفة بحسب شركة الاتصال التي تبيعه. لم يكن العملاء متصلين بشكل مباشر مع صناع الهواتف كما هو الحاصل في الوقت الحالي، بل كانت علاقتهم مباشرة بشركة الاتصالات التي تتحكم في كل شيء يخص الجهاز وتحشوه ببرمجياتها وتطبع عليه حتى شعارها.
أندي روبن أراد تغيير هذا الواقع المرير، كما كان هناك رجل آخر يدعى ستيف جوبز يحمل نفس الفكرة وقام بتطبيقها بعدها بسنوات. أسس روبن شركة «دانجر» (أو خطر في اللغة العربية) وأطلق أحد أول الهواتف المتصلة بالإنترنت بالتاريخ بتصميم ومواصفات مقاربة لهواتف اليوم, حيث كان يحتوي على تطبيقات للبريد الإلكتروني ومتصفح الانترنت وغيرها. لكن جهاز Sidekick تم بيعه بشكل حصري عبر شركة تي-موبيل الأمريكية وتم تسميته وتسويقه بواسطة الأخيرة ويعتبر الاسم «سايدكيك» الأكثر نجاحاً بتاريخ الشركة واستمرت بإصدار نسخ جديدة منه مصنعة بواسطة شركات مصنعة أخرى باعتبار هذا الاسم التجاري علامة تجارية مملوكة لشركة تي-موبيل وليس شركة «دانجر». لغاية اليوم، لا يعرف أغلبية العملاء الذين اقتنوا هاتف «سايدكيك» الأول بأن آندي روبن وشركة «دانجر» كان تقف خلفه.
بالطبع، لم يكن هذا يحقق رؤية آندي روبن ولهذا غادر الشركة بعام 2003، لتأسيس شركة «أندرويد» واستخدم الاسم الذي يلقبه به زملاؤه في آبل اسماً للشركة الجديدة.
حلم أندرويد «مستحيل»
بسبب خيبة الأمل التي اكتسبها روبن من فشله في إبطال سيطرة شركات الاتصالات على سوق الهواتف المحمولة، بدأ في شركة أندرويد العمل على تأسيس نظام تشغيل للكاميرات الرقمية مبني على نواة لينكس واستمر لشهور.
بعدها، وبسبب ضغوط من المستثمرين الذين كانوا يرفضون الاستثمار ودفع أموالهم في نظام للكاميرات الرقمية في سوق استهلاكي محدود المبيعات، قام روبن بتحويل مسار المشروع ليكون الأندرويد نظام تشغيل مفتوح المصدر مخصص للهواتف المحمولة محاولاً ولمرة ثانية تحقيق رؤيته الأولى. لكن المشروع كان ما يزال مستحيل التحقيق. كان أنموذج الأعمال الذي تقوم عليه شركة أندرويد يتمثل في تزويد الشركات المصنعة للهواتف بنظام الأندرويد بشكل مجاني والاستفادة لاحقاً من بيع خدمات حصرية (كما هو الحال اليوم مع الأندرويد). لم يكن هذا الأنموذج الذي يحاول به روبن تحدي شركات الاتصالات وبنفس الوقت منح النظام لمصنعي الهواتف بالمجان مقنعاً لمستثمري وادي السيلكون ومرت شركة أندرويد بضائقة مالية حادة في منتصف عام 2003 منعها من تسديد إيجار مكتبها الصغير بعد فشلها بجذب أي استثمارات تذكر.
اتصل روبن بصديقه ستيف بيرلمان يشكي له الحال المرير واقتراب ضياع حلمه الوحيد بإحداث ثورة في سوق الهواتف المحمولة.
كان بيرلمان صديقاً شهماً حيث أقرض صديقه في اليوم التالي مبلغ 10 آلاف دولار استغلها روبن في تسديد الايجار وجزء من رواتب العاملين المتأخرة.
بيرلمان لشهامته رفض اعتبار المنحة المالية استثماراً دائماً في شركة أندرويد وطلب فقط سدادها لاحقاً. كانت تلك المنحة الزهيدة سبباً لثورة الهواتف الذكية التي نشهدها اليوم، لولاها، لما خرجت البلاكبييري ونوكيا بهواتفها العتيقة من السوق لغاية الآن، ولشهدنا اليوم خبر إطلاق Bold 90000 وN979895.
حلم أندرويد «في قوقل»
محاولة روبن تحدي شركات الاتصالات وخلق نظام تشغيل عصري مفتوح المصدر يلغي سيطرتهم الأبدية كانت «محاولة لغلي المحيط» كما قال أحد مستثمري وادي السيلكون في ذلك الوقت. شركات الاتصالات هي المسوقة للهواتف، فكيف يمكن تسويق جهاز يعمل بنظام تشغيل وليد وغير معروف من دون موافقة هوامير الاتصالات؟ بالفعل كانت فكرة مجنونة لكن روبن استمر بالعمل عليها حتى جاءه اتصال من شركة قوقل «الأكثر جنوناً بتاريخ الشركات التكنولوجية».
كان اتصال العمر. اتصل به لاري بيج (أحد مؤسسي قوقل والرئيس التنفيذي الحالي لـ ألفا بيت) وطلب لقاءه في حرم قوقل في ماونتن فيو بكاليفورنيا.
كان اللقاء مجرد جس نبض من قبل قوقل ومحاولة لمعرفة المزيد عن نظام أندرويد, حيث كان لاري بيج مهتماً جداً بفكرة نظام مفتوح المصدر مخصص للهواتف المحمولة بينما كان سيرجي بين (المؤسس الثاني لقوقل) غير مهتماً. عبر لاري بيج عن إعجابه بهاتف «سايدكيك» وبكونه يعتبر الأفضل ويقدم ثورة امام الهواتف التقليدية وبرغبته برؤية شيء جديد مشابه يعمل بنظام الأندرويد المفتوح المصدر. مر اللقاء بشكل جيد وخرج فريق أندرويد محملاً بمخاوف من محاولة قوقل خلق نظام منافس بعد أن كشف فريق أندرويد أوراقهم. اتصل به بيج بعد مرور شهرين وطلب لقاء آخر وربما عرضاً لأول نسخة تجريبية لنظام أندرويد ولمح لاحتمال شراء قوقل لشركة أندرويد.
انتهى اللقاء الثاني بنجاح ودفعت قوقل مبلغ بخس لا يزيد عن 50 مليون دولار للاستحواذ على شركة أندرويد الصغيرة نظاماً وموظفين وتم الحاقهم بشركة قوقل.
كان ذلك الاستحواذ الصغير هو الأكثر نجاحاً في تاريخ قوقل، وبتاريخ الشركات قاطبة عبر تاريخ البشر. استحواذ واحد مكن قوقل (ألفابيت)، وبمبلغ لا يعادل راتب أحد موظفيها، من الهيمنة على مليارات من الشاشات الذكية.. ومن السيطرة على مليارات من المستخدمين.. ومن التحكم بنظام التشغيل الأكثر استخداماً بالعالم.
حلم أندرويد «في شركات الاتصال»
انتقل فريق أندرويد إلى مقر قوقل في منتصف العام 2005 بقيادة آندي روبن. كان شرط آندي الوحيد لاستمراره بالعمل في قوقل يتثمل في استقلالية أندرويد عن قوقل وعدم تدخل تنفيذي شركة محرك البحث في عمل أندرويد. استمر روبن بإدارة مشروع أندرويد وكأنه ما زال شركة ناشئة وحقق بذلك عزلة كان يحتاجها عن قوقل. لنشر أندرويد، كان يحتاج لإقناع إحدى الشركات المصنعة للهواتف أولاً، إحدى شركات الاتصال ثانياً وأن يلحق بركبهم الشركات الأخرى ليتم تبني النظام الأخضر من قبل أكبر عدد مكن. لم يكن ذلك ممكناً. رفضت الشركات المصنعة للهواتف استخدام النظام المفتوح المصدر والمشكوك في أهميته وقدراته في اجهزتهم ولم تنجح مفاوضات فريق الأندرويد العسيرة مع شركات الاتصالات في انتزاع موافقة مسبقة لتبني النظام.
كانت معضلة مستحيلة، فبدون مصنعين الهواتف ومزودين الاتصالات كيف يمكن نشر النظام؟ قرر روبن أن يقوم فريق أندرويد في بناء أول هاتف يعمل بنظام الأندرويد وقام بتأجيل معضلة تسويقه لوقت لاحق. اختار شركة تايوانية صغيرة تدعى htc لإنتاج أول هاتف يعمل بالنظام الأخضر.
كان اختياراً موفقاً فـ htc انطلقت للعالم بسبب أندرويد وأندرويد نجح بسبب التعاون مع htc . في منتصف عام 2006 وبعد الانتهاء من هاتف أندرويد، بدأت مفاوضات تسويق الهاتف عبر أحد شركات الاتصال في أمريكا. رفضت جميع الشركات وبشدة تبني نظام مفتوح المصدر بالرغم من التنازلات الكثيرة التي قدمها فريق أندرويد.
باختصار لم تحب الشركات فتح شبكتها لهاتف طفيلي نشئ بعيداً عن عيونهم ومختلفاً عن استراتيجيتهم المعروفة في التصنيع والتسويق.
بعد محاولات مريرة وبعد استخدام أحد مؤسسي أندرويد نيك سيرز لعلاقته القديمة بشركته السابقة تي-موبيل، وافقت الأخيرة على تسويق هاتف أندرويد وبعد شروط قاسية أهمها تحديد الاسم وامتلاكه كعلامة تجارية خاصة بالشركة. بدأت العمل على قدم وساق لإطلاق هاتف جي1 والذي يعمل بنظام أندرويد في الربع الأول من العام 2007، لكن الإطلاق تأخر لعام ونيف لاشتعال ثورة غيرت كل شيء وكل شيء كان سببها، الآيفون.
حلم أندرويد (بين بلاكبييري وآيفون)
باختصار، الإعلان عن آبل أيفون في يناير 2007 واطلاقه في يونيو 2007، غير قواعد جميع الألعاب وامتد أثره لقطاعات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والكومبيوترات الشخصية وكل ما بينهم. قوقل وأندرويد وقبلهم أندي روبن، كانوا يملكون الذكاء الكافي لمعرفة أهمية هذا الهاتف الثوري واستقرئوا مبكراً دوره المستقبلي في إحداث ثورة تكنولوجية غيرت تاريخ العالم (وهذا ما فشلت به بلاكبييري ونوكيا). كان هاتف جي1 والذي يعمل بنظام أندرويد الوليد يعتمد على تصميم مشابه لهواتف البلاكبييري والذي يحمل لوحة مفاتيح كوريتي منزلقة للخارج وكورة صغيرة تحل محل الفأرة ولا يدعم شاشة اللمس.
لكن بعد إطلاق الآيفون، تم إحداث تغيير هائل في الواجهة الرسومية لتدعم اللمس المتعدد وهو السبب الذي أخر إطلاق هاتف جي1 إلى نوفمبر 2008.
لذلك، كان هاتف جي1 نسخة هجينة من جهاز البلاكبييري حيث حوى لوحة مفاتيح كوريتي كاملة، وشاشة لمس تشبه مثيلتها بالآيفون. وكما كان ستيف جوبز يردد دائماً مقولة بابلو بيكاسو الشهيرة «الفنانون الجيدون يقتبسون، والفنانون العظماء يسرقون»، سرق الأندرويد واجهة الآيفون، وبكل فخر وبدون خجل.
وخيراً فعلوا.
حلم أندرويد (تحالف عالمي)
سبق إطلاق هاتف جي1 في اكتوبر 2008، الإعلان عن تأسيس اتحاد عالمي مفتوح للهواتف النقالة زف للعالم خبر ولادة نظام أندرويد ومكون من 34 شركة تشكلت من خليط من شركات اتصال ومصنعي هواتف وشركات للبرمجيات والمعالجات الدقيقة وأشباه الموصلات وأخرى برمجية متنوعة في نوفمبر 2007.
شُكل هذا التحالف لدعم نظام الأندرويد في محاولة مبكرة من عدد من الشركات لمنافسة هاتف الآيفون ولإنتاج نظام مفتوح المصدر يحدث نقلة نوعية في قطاع الهواتف الذكية كما أحدث نظام ويندوز حراكاً مشابهاً في قطاع الكمبيوترات الشخصية.
تحالف عالمي يضم مصنعين للهواتف مثل سامسونج وسوني وال جي وموتورولا واتش تي سي ولأشباه الموصلات مثل انتل وكوالكوم وانفيدياوبرودكوم وتكساس إنسترومنتس كان يحمل هدفاً موجهاً بدعم وحش قوقل الوليد. هذا التحالف استمر متماسكاً منذ إطلاقه وظل يرحب بالوافدين الجدد حتى أضحى اليوم يضم 84 كياناً عالمياً يحمل كل منهم رايات أندرويد الخضراء.
كيف تحول حلم أندرويد «حقيقة»
أول الأسباب التي كانت خلف نجاح واكتساح الأندرويد وبلا شك هي الآيفون. فكما أن «مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ» فإن «فَلاَحُ قَومٍ عِندَ قَومٍ إِنْتِصار وغَلَبَة واكتساحاً لم يشهده التاريخ». نجاح الآيفون الشديد وتحوله إلى جهاز مثير لا يحمله الا قلة محظوظة وكونه يوزع حصرياً عبر شبكة «أي تي اند تي»، دفع بشركات الاتصالات ومصنعي الهواتف المنافسة لتبني نظام الأندرويد ودعمه ودفعه بالسوق كمنافس وحيد لنظام «الآي او اس» والذي يعمل به هاتف الآيفون.
كانت منافسة مثيرة استمرت لثلاث سنوات حتى انتهى السجال لصالح الأندرويد والذي كان يتلقى دعما لوجستيا وأسلحة نوعية من قبل عشرات الشركات العالمية.
معركة الآيفون ضد الأندرويد كانت بالأساس حرباً كونية ضد شركة آبل لإخراجها من السوق ويعد استمرار الآيفون ونجاحه لغاية الآن أمراً عجيباً يثبت شراسة شركة التفاحة المقضومة من جهة، وقوة هاتفها الثوري من جهة أخرى. بالرغم من عدم نجاح هاتف جي1 في البداية وتحقيق مبيعات منافسة لجهاز الآيفون، إلا أن شركات تحالف الأندرويد استمرت بإطلاق نسخ جديدة تعمل بنظام الأندرويد واستمرت قوقل بإصدار نسخ محدثة حتى تمكن الأندرويد من هزيمة الآيفون، سبب وجوده في الدنيا.
كان أول الإصدارات التي هددت عرش الآيفون هو هاتف درويد المصنع من قبل شركة موتورولا الأمريكية والتي تبنته الشركة التي رفضت تسويق الآيفون (وعضت أصابع الندم بعدها) وهي شركة فيرايزون الأمريكية والتي دفعت مبلغ 100 مليون دولار في حملة درويد الإعلانية الحمراء اللون.
بعدها جاءت جحافل من المنافسين أطاحت بهاتف الآيفون من عرش الصدارة الذي لم يتمتع به طويلاً وكان أولها سلسلة الجلاكسي اس من قبل سامسونج والزي من سوني والجي من ال جي وغيرها عدد لا يحصر من الهواتف المنافسة التي هزت عرش الآيفون ونقلت بلاكبييري ونوكيا من السوق إلى كتب «مزبلة» التاريخ.
حلم الأندرويد «كل شيء أندرويد»
الأسباب التي جعلت الأندرويد يحتل ما يزيد عن 4 مليار جهاز، هي ببساطة مجانيته وتفوقه وإمكانية تركيبه على كل شيء. الأندرويد اليوم انتقل من عالم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والساعات الذكية إلى السيارات والتلفزيونات والكاميرات وصولاً إلى المنازل الذكية والثلاجات والمايكرويفات وربما لمبة غرفتك وفرشاة أسنانك وحتى مراءتك ووسادتك.
قوة الأندرويد هو أن أي شخص يستطيع تركيبه على أي جهاز، وبأن أي جهاز يمكن أن يستفيد من إمكانياته الثورية. لذلك، النظام الوحيد المرشح للعب الدور الرئيسي في التقنية الثورية القادمة «انترنت الأشياء»، هو نظام الأندرويد.
لهذا، سيحتل الأندرويد جميع المنصات في حياتك وستجده أينما ذهبت وحيثما حللت.
باختصار، طموحات الأندرويد لا يعلوها سقف ولا يحدها حائط ولا يمكن أن يقف أمامها حاجز.
الأندرويد يريد أن يكون في كل شيء وأن يكون هو كل شيء.
أشعة أندرويد الخضراء، لن يقف أمامها شيء.
خبروا «آبل».