سعد الدوسري
كلما تفتح الصحف، تجد أخباراً عن إحباط محاولات تهريب شتى أنواع المخدرات، إبتداءً من حبوب الكيبتاجون، انتهاءً بالهيروين. وتشعر بالفخر الشديد للإنجازات التي يحققها أبطال مكافحة المخدرات ورجال الجمارك؛ هؤلاء لا تغمض لهم عين في مواجهة هذا السيل العارم والمرعب من محاولات التهريب التي تفوق بعبقريتها حدود العقل البشري.
نحن ندرك لماذا شبابنا وشاباتنا مستهدفون، ولماذا تم وضعهم على رأس أولويات عصابات الدمار.
وندرك أيضاً، أنه بحجم ما يتم إحباطه من محاولات التهريب، فإن هناك مالا يتم كشفه.
وحري بنا، كمؤسسات وكأفراد، أن نكون جنوداً للمكافحة، سواءً بالتبليغ أو التوعية.
فحين يسقط الشاب في وحل المادة المخدرة، فإن السبيل لتنظيفه منها سيكون صعباً، وسيتطلب نفقات عالية، المجتمع أحوج بها في خطط تنميته.
من جهة أخرى، فإن الشاب أو الشابة هما عماد الحراك التنموي، فإن تمَّ تخديرهما، سقط المشروع كله، ودخلت البلاد في دوامة الضياع.
ويرافق حملات تطهير البلاد من المخدرات، حملات موازية لتطهيرها من فكر الإرهاب، الذي يتحرك جنباً إلى جنب مع فكر الغيبوبة، فكلاهما يقتل ويدمر، وكلاهما يستعين بالشباب دون غيرهم.
ومن هنا، فإن على الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والإعلام، وغيرها من المؤسسات المعنية برعاية وتأهيل واحتضان الشباب، أن تؤدي دورها كاملاً في مواجهة عصابات المخدرات، وفي محاربة عصابات الفكر المتطرف؛ لا مجال للقول بأن الدولة هي المسؤولة الوحيدة عن هذا الأمر، فكلنا في مركب واحد، وسنغرق جميعاً.