جاسر عبدالعزيز الجاسر
أثناء قراءتي للورقة البحثية التي قدمها وعرضها العميد مهندس بسام بن زكي عطية في ملتقى «الإرهاب والتنظيمات الإرهابية.. التحديات الخطر والمواجهة» الذي نظمه مجلس الشورى الخميس الماضي، استرعى انتباهي النشاط التجسسي لنظام ملالي إيران وتركيزهم على قطاعات معينة في المملكة العربية السعودية، فبالإضافة إلى جمع المعلومات عن القطاعات العسكرية وأنواع الأسلحة والقواعد والمدن العسكرية وكل ما يهم القدرات العسكرية السعودية من خلال أدق التفاصيل عن المناورات العسكرية والدورات التدريبية والموانىء العسكرية والقيادات والهياكل التنظيمية ومحاولة الحصول والاطلاع على الوثائق السرية وتقارير العمليات والمعلومات العسكرية التكتيكية وعدد السفن والعتاد العسكري والتدابير الأمنية والإجراءات في القواعد البحرية والاسطول السعودي إضافة إلى المشاريع العسكرية والأسلحة والصواريخ، وكل هذه المعلومات ما يبحث عنه الجواسيس، وهو ما تعمل على جمعه وتتبعه شبكات التجسس، وأنا أضيف إليه الوضع الاقتصادي في الدول وقطاعات خاصة في فترات معينة كجمعيات العمل السياسي والاجتماعي والأنشطة السياسية ومعرفة الناشطين السياسيين ومحاولة اختراق الأحزاب والنقابات المهنية خاصة ذات النشاط السياسي التي يمكن استغلالها وتوظيفها لخدمة الجهات التي تشكل وتطلق شبكات التجسس.
كل هذا معروف ومعلوم لكل الجهات التي تعمل على مكافحة التجسس، إلا أن الذي يسترعي الانتباه ويتطلب الحذر التام هو إضافة جواسيس ملالي إيران لكل ما أوردناه من أهداف لشبكات التجسس التركيز على جهود المملكة العربية السعودية وما تقدمه من خدمات للحجاج والمعتمرين من المسلمين القادمين لأراضي المملكة بهدف أصبح مكشوفاً ألا وهو تخريب هذه الجهود إذ أبانت الورقة البحثية المقدمة من العميد مهندس بسام بن زكي عطية أن النشاط التجسسي الإيراني استهدف وبشكل خاص وبتركيز على استغلال موسمي الحج والعمرة من خلال جمع المعلومات وتوظيفها لتنفيذ أعمال ارهابية ضد ضيوف الوطن من الحجاج والمعتمرين، وأظهرت اهتمامات جواسيس إيران بجمع معلومات عن تحركات وأعداد الجهات الرسمية السعودية التي جندتها الدولة السعودية لخدمة الحجاج والمعتمرين ومعرفة تفاصيل تحركاتهم وما يقومون به لتسهيل تحرك وأداء المسلمين القادمين للمملكة أداء مناسكهم، وخصوصا الأجهزة الأمنية وقطاعات الخدمات الصحية والمعيشية وتحركات كبار المسؤولين وخاصة الأمراء وضيوف المملكة من القادة ورؤساء بعثات الحج وأماكن تواجدهم، بالإضافة إلى حجم وأماكن تواجد القوات الأمنية وأعداد القوات العسكرية وحرس الحدود والحرس الوطني وقوات المباحث وغيرها من القوات المساندة.
أما الذي يثير الريبة ويكشف عن خبث وسوء المقصد لدى ملالي إيران وعملائهم من جواسيس وتابعين طائفيين هو تقصيهم للأوضاع الصحية في المملكة بصفة عامة وفي موسم الحج بصفة خاصة ومعرفة الوضع الصحي لولاة الأمر.
البحث عن معلومات في هذه المجالات لاستغلالها وتوظيفها لتخريب جهود المملكة العربية السعودية لتقديم أفضل خدمة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين يؤكد أن ملالي إيران والنظام القائم هناك يعمل بكل الوسائل لإيذاء المسلمين ومحاربتهم أسوأ وأخطر من أي نظام وجهة معادية للمسلمين، ومثل هذا النظام الذي تكشف أعماله وممارسته عداءه السافر للمسلمين وللمملكة التي تحتضن الأراضي المقدسة تتطلب من كل الدول الإسلامية ومن المسلمين كافة فضحه وكشف كل أعماله الإرهابية والإجرامية.