جاسر عبدالعزيز الجاسر
انشغل من يمسكون بالملف السياسي والأمني في العراق من جماعة مافيا المحاصصة، فنشطت مليشيات داعش الإرهابية وقامت بتنفيذ عدداً من العمليات الانتحارية أدت إلى مقتل وجرح مئات العراقيين تجاوز عددهم الخمسمائة مواطن عراقي جميعهم من المدنيين ومن الطبقات الشعبية الفقيرة.
العمليات الانتحارية التي أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن تنفيذها والتي توزعت على أحياء بغداد شملت مناطق تسكنها أغلبية شيعية كمدينة الصدر ومدينة الكاظمية وحي تسكنه أغلبية سنية حيث استهدف حي الجامعة الذي تعرض لتفجير انتحاري.
بداية مسلسل الانفجارات الانتحارية بدأ صباح الأربعاء الماضي عندما انفجرت سيارة مفخخة في سوق شعبي بمدينة الصدر معقل التيار الصدري الذي يقوم بتظاهرات واعتصامات ضد نظام المحاصصة المطبق في العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، وقبل أن تلملم مدينة الصدر ضحاياها حتى هز تفجيران آخران بعد ساعات قليلة في مدينة الكاظمية شمال العاصمة بغداد وشارع الربيع في حي الجامعة مما أسقط أكثر من مائة قتيل وجريح رفع حصيلة ضحايا وجرحى يوم الأربعاء إلى أكثر من 236 قتيلاً في مدينة الصدر والكاظمية وحي الجامعة.
وفي اليوم الثاني يوم الخميس الماضي هاجم تنظيم داعش الإرهابي مركزاً للشرطة في أبو غريب بواسطة انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما فيما حاول ثالث اقتحام مركز الشرطة إلا أنه قتل وتسبب الهجوم في مقتل 20 شخصاً إضافة إلى ثلاثة انتحاريين من إرهابيي داعش.
هذه الموجة من العمليات الإرهابية التي أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنها جميعاً، جعلت الذين يتابعون المشهد العراقي يربطون بين انتفاضة الصدريين والقوى الوطنية والتي تنتسب إلى المكون السني وأن هدف عمليات تنظيم داعش هو الانتقام من الذين شاركوا في التظاهر والاعتصام في المنطقة الخضراء وساحة التحرير، ولهذا فإن عمليات التفجير استهدفت مدينة الصدر والكاظمية وأبو غريب وهي مناطق تتبع التيار الصدري فيما استهدف شارع الربيع في حي الجامعة الذي تسكنه أغلبية سنية لأنهم شاركوا الصدريين التظاهر ومواجهة مافيا المحاصصة الطائفية، وقد أكد المحللون السياسيون العراقيون أن قيام تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ هذه التفجيرات الإرهابية يؤكد العلاقة الأثيمة بين الإرهابيين والطائفيين، وكلاهما يخدم الأجندات الإيرانية، إذ إن تكفل تنظيم داعش الإرهابي بالتصدي للصدريين والقوى الوطنية السنية يصب في مصلحة مافيا المحاصصة التي تحظى برعاية وحماية ملالي إيران والتي تسعى لتنفيذ أجندتهم الطائفية.
ويؤكد هؤلاء المحللون العراقيون أن ما حصل يومي الأربعاء والخميس الماضيين يؤكد ما قيل دائماً وتكرر عن علاقة ملالي إيران بتنظيم داعش الذي لا بد وأن حصل على تسهيلات من الذين يحكمون العراق ويسيطرون على العاصمة بغداد لتنفيذ أربع عمليات وتفجيرات إرهابية في الجهات الأربع من بغداد شمالاً الكاظمية وجنوباً أبو غريب وغرباً مدينة الصدر ووسطاً حي الجامعة.. وهذا التواطؤ إضافة إلى انشغال القوات الأمنية بتحصين وحماية المنطقة الخضراء وترك المناطق والأحياء الشعبية سهّل للجماعات الإرهابية استهداف المدنيين الأبرياء.