جاسر عبدالعزيز الجاسر
يُصاب بالدهشة كل من يشاهد ويستمع للمحطات الفضائية التابعة للانقلابيين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح التي يديرها كوادر حزب الشيطان اللبناني حزب الملا حسن نصر الله من الضاحية الجنوبية في بيروت، إذ إن جميع محطات التلفزيون التابعة للانقلابيين تبث من لبنان رغم ادعاء الانقلابيين سيطرتهم على العاصمة صنعاء المفترض أن تبث تلك المحطات من استوديوهاتها التي استولى عليها الانقلابيون في الأيام الأولى لانقلابهم على الشرعية، إلا أنهم محاصرون بعداء وكره الصنعانيين الذين وإن فرض عليهم هيمنة القادمين من كهوف صعدة وسنحان إلا أنهم لن يتركوا الانقلابيين يهنئون بانقلابهم وسيطرتهم على صنعاء التي يتربص في كل شارع وزاوية مقاتل يتبع المقاومة الشعبية الوطنية للاقتصاص منهم، ولهذا فإن مراكز الترويج والدعاية للانقلابيين سواء الحوثيين أو فلول علي عبدالله صالح لم تستطع ممارسة دجلها في الأراضي اليمنية فاتجهت إلى الأراضي اللبنانية حيث يوفر لها جماعة حزب الشيطان من أتباع الملا حسن نصر الله الحماية ويمدهم بالكوادر والخبرات الإعلامية والفنية، ويدعمهم بمحطات أخرى تابعة لولي الفقيه لمحطات العالم الإيرانية والميادين الممولة من ملالي إيران ومحطة المنار التابعة لحزب الشيطان، هذه المحطات إضافة إلى المحطات الطائفية في العراق وسوريا، تروج وتبث أخباراً تصور الأوضاع في اليمن وكأن الانقلابيين يسيطرون سيطرة تامة على ربوع البلاد وخصوصا في المحافظات الشمالية، ولا تنقل الحقيقة حتى يتصور المشاهد الذي لا يتابع أوضاع اليمن على المحطات المحايدة الأخرى، وكأن الحوثيين وفلول علي عبدالله صالح ممسكون بالوضع وأنهم يسيطرون على صنعاء وتعز والبيضاء وعمران والجوف ومأرب بالإضافة إلى صعدة، وهو قول وادعاء بعيد كلياً عن الحقيقة، إذ إن اليمنيين وخصوصا الذين لا يزالون على أرض اليمن يعلمون أن الانقلابيين محاصرون في صنعاء وأنهم تم طردهم من الجوف ومأرب وتعز ولا وجود لهم في المحافظات الجنوبية، ولهذا فهم يحاولون الانتقام من مدينة تعز التي تعاني من هجمات صاروخية انتقامية، وأنهم يتواجدون فقط في الحديدة وصنعاء وصعدة وفي أجزاء من حجة وعمران وهذه المحافظات في مرمى قوات التحالف العربي وأهداف قادمة للتحالف والمقاومة الشعبية الوطنية والجيش اليمني الشرعي وأن هذه القوات التي تتفوق على عناصر الانقلابيين ومجاميع المتمردين من جماعة علي عبالله صالح، وهي تنتظر ما ستسفر عنه محادثات الكويت لتقرر كيفية التعامل مع الخارجين على الشرعية، إذ إن الحكومة الشرعية وقيادات التحالف والمقاومة الشعبية لا يمكن أن تنتظر طويلاً وتتقبل ما يقوم به وفد الانقلابيين من مناورات وتكتيكات لتطويل مفاوضات الكويت لكسب الوقت وزيادة معاناة اليمنيين، ولهذا فإن الخطط أصبحت جاهزة لطرد الانقلابيين من صنعاء أولاً، وقد أصبح لدى قيادة التحالف العربي معرفة تامة بمواقع إقامة قادة الانقلابيين بما فيهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي حدد مكان إقامته من خلال رصد تحركاته وتنقله بين مقرات سفارات أجنبية لها علاقات واتصالات مع الحوثيين والإيرانيين، كما حددت إقامة وتحركات قادة الحوثيين وكبار الضباط الذين يدينون بالولاء للرئيس المعزول، وأن قيادة التحالف والمقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني ينتظرون فقط الإعلان عن فشل مفاوضات الكويت لينجزوا بالقتال ما عجزت عنه المفاوضات.