محمد الشهري
قَدَر الهلال منذ أن عرفناه، أنه الحاضر الدائم للمهمات الصعبة، خصوصاً عندما تدلهم الأمور، وعندما يتوارى غيره (هواناً وعجزاً وقلّة دبرة) ومع ذلك تُلتمَس لهم الأعذار والمبررات، لعل من آخر الأمثلة على ذلك هو تحمّله أعباء الحفاظ على ماء وجه الكرة السعودية قارياً على صعيد الأندية للموسم الثالث على التوالي، وهو ما أبقى لكرتنا حقها في الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من المقاعد، وذلك من خلال نتائجه واستمراره في مشوار المنافسة إلى أبعد مدى ممكن، ورغم ذلك لم (تُحمد) له صنائعه تلك، بل على العكس تماماً، فقد ظل يعاني صنوف الجحود والترصّد الداخلي على مدى عقود، هذا عدا معاناته من تسلّط حكام اتحاد القارة بشكل سافر يندى له الجبين؟!!.
ذلكم أن الحديث عن اختلاق المعوقات في سبيل ألاّ يحقق المزيد من المنجزات للكرة السعودية قارياً، طويل وقديم ومتجذّر، لعلنا نتذكّر منها على سبيل المثال بعض وقائع تجريده من أسلحته العناصرية الفعّالة في منعطفات حسّاسة ومهمة كان خلالها على أعتاب إضافة المزيد من المنجزات للوطن، بذرائع وحجج مضحكة، ومنها (القَسَم المغلّظ) لأحد أصحاب القرار آنذاك بأنه سيستقيل من منصبه في حال سُمح للهلال بالاستفادة من دولييه في مباراته الآسيوية التي خسرها، وكان من الطبيعي جداً أن يخسرها بعد أن جُرّد تماماً من أدوات الكسب نزولاً عند رغبة المسؤول الكبير، هذا فقط غيض من فيض، فالقائمة طويلة وحافلة بالكثير من الوقائع (المزرية)؟!!.
خلال هذا الموسم شاركه التمثيل آسيوياً ثلاثة أندية من المصنّفة في الساحة من الكبار وهي ( بطل الدوري للموسم الماضي ووصيفه، وثالثهما صاحب شعار الآسيوية لعبتي) والذي جاء تأهله كإحدى ثمرات مستويات ونتائج الهلال الجيدة خلال الموسم الماضي، ولكن الثلاثة ودّعت المسابقة من أدوارها الأولى، دور المجموعات كما هو معلوم، ولم يتأهل إلى الدور الثاني سوى الهلال وحيداً.
فلنتخيّل إذن أن الهلال غادر المسابقة من دورها التمهيدي برفقة الاتحاد والأهلي والنصر، فهل كنا نستطيع إقناع أنفسنا، ناهيك عن إقناع آسيا بوجودنا في قلب الأحداث، فقط لأننا نمتلك هذا الزخم الإعلامي والفضائي البرامجي الهائل، وبالتالي فلا حاجة بنا للتواجد ميدانياً، ولو أقنعنا أنفسنا مثلاً، فهل سيقتنع صانع القرار الآسيوي؟!.
من هذا يتضح بأن مهمة الهلال تتجاوز مسألة البحث عن إضافة اللقب القاري السابع، والتأهل لنهائيات مونديال الأندية للمرة الثانية، إلى مهمة الحفاظ على موقع الكرة السعودية على خارطة المسابقة الأهم آسيوياً، وعلى عدم تأثرحصتها في المشاركة القادمة بعد أن خذلها الثلاثة.. أي أن مهمة الهلال الآن أضحت مهمة (وطنية) بالدرجة الثانية بعد مهمة المنتخب، وأنها أبعد وأهمّ من مجرد البحث عن لقب.
وهنا يتحتّم طرح السؤال البديهي الموجه لمن يعنيهم أمر الكرة السعودية: ماذا أعددتم من موجبات الدعم الواجب لممثلكم الوحيد قارياً، مادياً ومعنوياً وتحفيزياً، لكي يواصل مهمته القارية، أسوة بما تقدمه البلدان المجاورة وغير المجاورة من دعم مُعلن وغير مُعلن لممثليها؟؟.
لننتظر ونرى.
على مسؤوليتي
أستطيع المراهنة على عودة الكابتن (خالد شراحيلي) لتألقه وإبداعه المعهود كما كان في السابق وأكثر، فقط هي كبوة جواد سينهض منها كما هي عادة الجياد الأصيلة.. والأيام بيننا.