محمد الشهري
** بنهاية مباراة الأخضر أمام شقيقه الإماراتي يوم الثلاثاء الماضي، انتهت كما هو معلوم مرحلة التصفيات الأولية (المجموعات)، وتأهلنا بالتالي لمراحل الحسم، مراحل شعارها (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) سواء على صعيد المنافسة على اللقب القاري، أو على صعيد المنافسة لبلوغ نهائيات كأس العالم في روسيا.
** بعيداً عن التفاؤل والتشاؤم، رغم مشروعية الأول وكراهة الثاني.. إلاّ أنها تظل هناك بديهيات تفرض علينا النظر للأمور بقدر كبير من المنطقية المجردة، تلك البديهيات التي لا تخضع لمقاييس التفاؤل والتشاؤم بقدر ما تخضع للتقييم العقلاني والقراءة الصحيحة دون مكابرة.
** ذلك أن العقل والمنطق والقراءة الصحيحة، كلها تقول: إننا بأوضاعنا الماثلة، وبإدارتنا الحالية، وبعتادنا وعِدّتنا الراهنة.. لن ننافس على اللقب القاري، ولن نبلغ نهائيات المونديال حتى لو استعنّا بالأخ (معيض)؟!.
** فالمراحل القادمة ستفرض على الأخضر مواجهة منتخبات تختلف تماماً، فنياً وتكتيكياً وعناصرياً، عن تلك التي واجهها خلال التصفيات الأولية، ناهيك عن الاختلاف الكلي على مستوى الطموحات بين هؤلاء وأولئك، إذ إن طموح كل منتخب من المنتخبات الاثني عشر المتأهلة، هو الظفر باللقب القاري وكذلك الذهاب لنهائيات المونديال، وهو حق مشروع ومشاع للجميع، وبخاصة لمن يمتلك مقومات تقديم مهر بلوغ الهدف.
** بمعنى: أنه ما لم يتم إعادة النظر في الكثير من الأمور المتعلقة بكيفية إعداد وتجهيز الأخضر للقادم من المعتركات، وبما يرقى إلى حجم ومستوى القدرة على مقارعة منتخبات الصفوة آسيوياً، والاكتفاء فقط بالنوم على وسادة تصدّر المجموعة كأبرز مؤهلات خوض لقاءات الحسم القادمة.. فإننا سنعود حتماً إلى المربع الأول، مربع (الخيبات والانكسارات)، إذ إن اجترار الماضي المجيد، والتغني بتصدّر المجموعة، إنما هي من المتكآت التي لا تسمن ولا تغني من جوع إذا لم تقترن بقدر عال من القناعة بضرورة التعامل مع قادم الاستحقاقات بفكر متجدد، ولعل القول الفصل في هكذا أمر هو ما قاله الشاعر العربي قديماً:
(ليس الفتى من قال: كان أبي إن الفتى من قال: ها أنا ذا).
** الوضع يتطلب الكثير والكثير من العمل، والكثير من الإصلاحات، ولتكن أهمّ، وأولى خطوات الإصلاح، هي اجتثاث الفوضى العارمة التي تكتنف أجواء الأخضر التي من أدناها قصّات القزع، ومن ثم المضي دون توقف ودون هوادة في الإصلاحات واجتثاث باقي المعوقات حتى يستعيد الأخضر الآسيوي مكانته القارية والدولية.. هكذا أرى والله أعلى وأعلم.