كتب - الهادي التليلي:
لأن الشعوب لا تحيا خارج تراثها اختارت جزيرة قرقنة التونسية لنفسها نمطا من الفولكلور يسمى طبال قرقنة وأن تعددت التسميات لمادته كالشغل وغيرها فهو يحافظ على تركيبته ويتواصل على مدى الأجيال ليرسم لوحات تعبيرية تعكس صور علاقة الإنسان الجزيري بالبحر وتترجم أوجه صراعه مع الحياة وتختزل مشاعره تجاه الوطن والأرض والمرآة.
الفولكلور القرقني الذي جاب كل الأقطار معرفا بالفن الشعبي الأصيل حيث كان الزعيم بورقيبة يصطحب معه هذه الفرق أينما حل بل وتجسيدا لمدى أهميته كإرث جماعي فقد ضمنت صورة هذه الفرق في الورقة النقدية من فئة عشرة دنانير.
بأجياله المتعاقبة انطلاقا من جيل علي وإرادة وصولا إلى الجيل الحالي الذي يمثله كثيرون منهم السطا علي وفتحي غرس الله وغيرهم بتوفره على جمالية المشهد الحركي وروعة الإيقاعات يجعل منه وثيقة حية لقراءة مسيرة حياة الإنسان الجزيري.
هذا وتعد جذوره من حيث اللباس والآلات المعتمدة والرقصات متنوعة حيث هضمت تجارب الكثير من الشعوب لتصبح عنوانا للوطنية واستمرارا لتراث بلد كافح من أجل الحرية ونالها وحتى اللون والذي هو لون الراية الوطنية كانت زرقاء وبيضاء وبعد الاستقلال صارت حمراء وبيضاء. الآن لا يخلو مهرجان أو احتفالية في تونس عامة وفي المدن الساحلية على وجه الخصوص من حضور هذا النمط الفني الأصيل والجميل.
المحرر:
نشكرالشاعر التونسي الأستاذ الهادي التليلي على هذه اللمحة الجميلة التي خص بها (مدارات شعبية) عن التراث التونسي.