ناصر الصِرامي
كانت نهاية أسبوع مميزة للإعلام السعودي المسيطر بجدارة على ساحة العربية، في أكثر من مجال وعبر أكثر من وسيلة.
في العاصمة عمان منح عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني رئيس مجلس إدارة مجموعة أم بي سي وليد آل إبراهيم وسام الاستقلال من الدرجة الأولى. التكريم الملكي يأتي تقديراً لجهوده في تطوير القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية على المستوى الإقليمي، وإسهاماته في الارتقاء بمستوى الإعلام العربي.
في نفس الليلة بدبي كرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد بجائزة الشخصية الإعلامية، وذلك في حفل جائزة الصحافة العربية في ختام فعاليات منتدى الإعلام العربي. وعبدالرحمن بالمناسبة عضو في مجلس إدارة مجموعة «أم بي سي، ناهيك عن تاريخه المهني الطويل.
في دبي أيضاً، وفي نفس الليلة الإعلامية الباذخة كان ناشر إيلاف عثمان العمير المخضرم بين الصحافة الورقية والإلكترونية يستقبل عدداً كبيراً من الإعلاميين العرب ابتهاجاً بذكرى مرور 15 سنة على إطلاق صحيفة إيلاف الإلكترونية.. والتي مر عبرها عدد كبير من الإعلاميين العرب.
من المصادفة أن أكتب في زوياتي هنا بجريدة الجزيرة السعودية، والتي مر منها عثمان وعبدالرحمن محلياً لآفاق أوسع في الصحافة العربية الدولية.. لكن تلك حكاية أخرى. شهادتي في تفوق ام بي سي وتغييرها للمشهد الإعلامي العربي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والترفيهية، والإنتاج والمحتوى، كما التأثير، لن تضيف جديداً.
والثناء المستحق على شخصية ومهارات شخص مثل وليد آل إبراهيم، أو الحديث عن جوانب التفوق المهني في شخص المشاكس الكبير عثمان العمير، أو المعلم عبدالرحمن الراشد، لا تحتاج إلى تكرار..!
ليلة إعلامية سعودية فخمة، وشهادات التفوق للريادة السعودية الإعلامية العربية الدولية وصناعة محتوى ذكي ومتفوق قادر على الوصول للناس بمختلف ثقافتهم من الخليج الى المحيط وما بعد ذلك..لم تتوقف.
اكتب في زمن الرؤية السعودية الجدية 2030 المفعمة بالأمل والطموح، وأكثر.. رؤية سيكون الوقت والعمل هما تحدياتها الأبرز. رؤية شاملة ومتفائلة بمستقبل أفضل، ومستحق للمملكة العربية السعودية، والحقيقة أن ما أعلن حتى الآن، وما ذكره سمو ولي ولي العهد مباشرة يعني تحول البلاد لورشة عمل صاخبة لن تهدأ إلا بتحقيق النصيب الأكبر من الأهداف المعلنة.
رؤية ستخضع من قمة هرم الجهاز التنفيذي للدولة للمراجعة والمتابعة والتحديث، وحتى التصحيح عند الحاجة.. الحديث عن شهادت لنجاحات الإعلام السعودي كما دون مساء الأربعاء.. ثم عن الرؤية السعودية الكبيرة. يفرض مراجعة المشهد الإعلامي السعودي التقليدي داخلياً والخاوي تقريباً من مبادرات حقيقة تجمع شتات جهوده عبر جمعيته المهملة، أو تعيد وتساهم في تأهيل كوادره بما يتوافق ووسائل ولغة المرحلة، بل حتى توفر منتدى أو فعاليات مستحقة، أو منصاة لتبادل الخبرات والاستفادة من تلك النجاحات الباهرة للإعلام السعودي الدولي.
وإذا كنا عاجزين عن تكريم إعلامنا وإعلاميين في الداخل، وكما يتم في الخارج وهي أبسط الاستحقاقات..!
كيف نقدم إعلاماً قادرًا على مواكبة الرؤية السعودية2030.. وتحولاتها الشاملة المأمولة والمرتقبة اقتصادياً وإدارياً وثقافياً.. والبدء الفوري في تأهيل إعلام داخلي متنوع ومتجدد يواكب مستويات الحراك التالية.. يتبعها ويراقب أهدافها وينقدها.. ويساهم في ضبط مسارها.. عند الحاجة.. من غير الاعلام يمكن له أن يكون هو حارس الرؤية ومراقباً لأهدافها وعيناً وعوناً لصاحب الرؤية..؟!