ناصر الصِرامي
2030 رقم الحظ السعودي الجديد، بل هو الأمل الجديد لعهد مختلف، ربما الجميع يحفظه جيدًا الآن، وأمامنا 14 عامًا تفصلنا عن تأكيد الرؤية بشكلها الكامل والنهائي والمرجو..!
أمل للجميع بطول العمر حتى ذلك الحين؛ لرؤية الرؤية مكتملة، أو تحقق الجزء الأكبر منها.. طبعًا سيكون هناك مخاض عسير، وجدل كبير لسنوات عبر الإعلام ووسائل التواصل على اختلافها وتجددها.
أمامنا شهور وسنوات مثيرة، وتحولات إدارية واقتصادية وتعليمية وثقافية؛ وبالتالي اجتماعية بالتأكيد مأمولة، إلا أن ما خلقته الرؤية السعودية في إطلاقها الأول وقبل الغوص في التفاصيل وبحثها وتقييمها، وحتى نقدها.. ما خلقته من أجواء وطنية متفائلة، والتوافق السعودي الكبير حولها، ومن كل الأطياف، بحد ذاتها تحوُّل إيجابي مهم. يضاف إلى ذلك أنها رفعت سقف توقعات العمل والنتائج، والتطلع إلى مستقبل أفضل ومستحق لوطننا.
لكن - وبصراحة - هذه الإيجابية والمشاعر الكبيرة والاحتفاء بفكرة التغير والتطوير والتحديث وتحرك قطار المستقبل، ووجود هذه الرؤية التي كانت مفقودة بهذا التركيز، لن يدوم لوقت طويل دون وجود بداية تحوُّل حقيقي في الأداء والنتائج على المستويَيْن القصير والمتوسط، وهو ما نثق بأنه سيتحقق.
الخطوط العريضة للرؤية، والوعود المهمة والمبهجة للشعب السعودي ولشبابه تحديدًا، التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، هي باختصار حصيلة مطالب وأفكار، ترددت في الحوارات الفكرية والنخبوية، منها ما كتب في مقالات وآراء لسنوات مرت، وأيضًا منها ما يعاد ويقال في المجالس العامة.
هذا التلاقي والتقاطع هو أحد أسرار الاحتفاء الشامل؛ فالرؤية السعودية جاءت حاملة أفكار المتخصصين في الداخل والخارج، والكثير مما نشر سابقًا من مطالب وتمنيات في الإعلام، إضافة إلى أن حديث الأمير قرّب معانيها للشارع المحلي والعربي، ووضعها في الاهتمام العالمي! لكن كل هذا ليس سوى بداية لرحلة الألف ألف ميل.. وسيتبعها فحوصات وقياسات كثيرة ومتنوعة، وخصوصًا أنها تغطي أكثر من مجال واهتمام وتخصص واحتياج.
وفي اعتقادي، سيكون أول عوامل القياس هو القدرة على الحد الفعلي من الفساد، أو لنقل تقليصه إلى أقل حد ممكن، وخلق شفافية أكبر، تجعل رصد التحوُّل الوطني الموعود والمأمول ممكنًا بشكل كبير، ومباشرًا وواضحًا في الوقت ذاته.. دون مجاملات أو تزويق.
عندها ستكون السعودية 2030.. أو السعودية ما بعد حقبة النفط أقرب للحقيقة من مجرد خيال جميل..!