د. صالح بن سعد اللحيدان
خامساً: الرازي وهذا قد يختلط بعالم آخر هو (فخر الدين الرازي) ولكن ليس كذلك فبينهما بون شاسع وطريق شاق.
والرازي هذا الذي أبين حقيقة اسمه وكنيته ولقبه انما هو المحدث العالم الاديب محمد بن عبدالله بن جعفر بن الجنيد الامام الثقة المعروف سمع من كثير من العلماء الكبار وأخذ عنه العلم كبار العلماء في بلاد الشام لأنه سكنها وأصبح الناس من علماء وقضاة ومصنفين يعودون اليه، فقد جمع بين الحفظ والفهم وسعة البال ويكنى (بأبي الحسين الرازي) ولا يكاد يخلو كتاب في التراجم الا وله نصيب منه موفور .
سادساً: الأصم هكذا يوصف بالأصم وليس كذلك ولكنه من باب المقابلة.
والأصم دائماً ما يقال في كتب العلم والقضاء واللغة قال الاصم وذهب الاصم ورأى الاصم وهذا رأي الاصم فمن هو هذا الرجل ؟ إنه محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الاموي النيسابوري.
ويكنى بأبي العباس عاش قديماً فقد ولد سنة 247 رحل الناس اليه في بلاده التي هو فيها، وقد رحل هو الى مكة ومصر والشرق ودمشق وسواها من البلاد، ألف في القرآن والحديث واللغة والادب وكان عابدا ورعاً مجاب الدعاء والله اعلم.
وقد كف بصره في آخر عمره فزاد علمه وحفظه والله جل وعلا إذا أخذ شيئاً عوض صاحبه خيراً إذا كان أهل لذلك مالم يكن استدراجاً.
سابعاً: أبو نعيم هذا وثقه العلماء لما له من دور في جمال الخلق وحسن المعاملة وقوة العقل ولما له من فضل على هذه الامة لما نشر فيها من فقه الواقع وسياسة معرفة أساسيات الرواية والترجمة والعلم المتنوع في مجال الدراية وسياسة الفتياء والقضاء ويعرف بالحافظ والمحدث الفطين.
واسمه أحمد بن عبدالله بن احمد بن اسحاق بن موسى.
ويوصف بالاحول وليس به حول في ما علمت قال عنه ثقة واسع التصنيف مع سعة البال والتحري ذكره الخطيب البغدادي وغيره من المترجمين.
وقد تناقلت العلماء والمترجمون تراجمه واخباره.
وفي قراءة سيرته متعة للعقل والنفس والروح ذلك إذا قرأت سيرته من خلال العقل المتمهل.
وقد رحل الناس إليه في زمانه وكانوا يعودون منه على كبير من العلم والرأي السديد.
ثامناً: الخلَّال هل قرأت أو نظرت كتاباً في العلم من المطولات وذكر الاختلاف والآراء دون أن تجد هذه الصفة الخلَّال.
يكنى بأبي محمد.
وأٍمه الحسن بن محمد بن الحسن بن علي رحل الناس اليه في زمن مبكر إذ إن عقله قد سبق عمره الزمني. أثنى عليه الخطيب البغدادي وأثنى عليه الامام الذهبي والامام بن عبدالهادي.
وكان العلماء على وجه العموم يصدرون عن رأيه مع أنه إمام حافظ لا يلزمهم بشيء إنما هي القناعة لما يرون عليه من الورع والعفاف والترحيب وفتح الباب.
تاسعاً: البيهقي يكنى بأبي بكر وهو أحمد بن الحسين بن علي بن موسى فإذا قيل البيهقي اوقيل شيخ خرسان اوشيخ المشرق فإنما هو الامام البيهقي.
ولذلك نجد في مطولات وأصول كتب العلم واللغة وقال البيهقي ورواه البيهقي ومال إليه البيهقي.
إمام جليل لا يكاد احد الا وبحاجةٍ اليه ولد سنة 384 ألف (السنن الكبير والسنن الصغير) وألف كتابا يعتبر من معجزات التأليف ومن معجزات العقل إلى هذا العصر اسمه (دلائل النبوة) والذي أورد فيه الأدلة العقلية والنقلية على حقيقة النبوة مما يجعل العقل ولو كان صاحبه مشوشاً لابد أن يقتنع إذ إنه في كتابه هذا قد خاطب العقل بسداد الروايات وصدق النقل وشرح علمي ثقيل.
إلا ان هذا الكتاب يحتاج الى طول تأمل.
وألف كتاباً لست أظن أحدا من المعاصرين من ذوي الثقافة والبحث عن الغيبيات إلا وهو بحاجة اليه وهو (كتاب الإسراء).
عاشراً: ابن منده وقال ابن منده ورجحه ابن منده وذهب اليه ابن منده وهذا ما ذكره ابن منده.
سوف تجد هذه العبارات ومثلها عن هذا الرجل مما يدل على انه بلغ مبلغاً جليلاً في سعة الحفظ والفهم والإحاطه الشاملة في علوم الآثار الصحيحة.
ولذلك أطلقوا عليه شيخ الاسلام ويكنى بأبي عبدالله وهو محمد بن الشيخ أبي يعقوب.
ويعتبر من الحفاظ المدركين أخذ عنه العلماء آراءه ومروياته وكان إلى ذلك سديد الرأي كثير الصمت جليل المقام.
الحادي عشر: ومن هنا سوف أنقل ما لخصه الامام ابن عبدالهادي عن هذا الامام الجليل الذي من أجله سوف أنقل ترجمةً كاملةً له على سبيل الاختصار مما ذكره في كتابه (طبقات علماء الحديث) وهو الامام ابن عدي ولولاء كبر مقامه ومقداره ما فعلت.
يقول ابن عبدالهادي في الجزء الأول صفحة 134 و 135 و 136
الامام الحافظ الكبير أحد الاعلام أبو أحمد عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد بن مبارك الجرجاني ويعرف أيضاً بابن القطان صاحب كتاب (الكامل) وهو كتاب جليل.
ولد سنة 277.
وسمع سنة تسعين وارتحل أولاً سنة سبعٍ وتسعين فسمع بهلول بن إسحاق الأنباري ومحمد بن عثمان بن أبي سويد ومحمد بن يحيى المروزي وعبدالرحمن بن القاسم بن الرواس الدمشقي وانس بن السلم وأبا خليفة الجمحي والحسن بن سفيان والنسائي وعبدان الأهوازي وأبا يعلى الموصلي, وخلقاً كثيراً و(معجمه) يزيد على ألف شيخ.
روى عنه: أبن عقدة وهو من شيوخه وأبو سعد الماليني والحسن بن رامين ومحمد بن عبدالله بن عبدكويه وحمزة بن يوسف السهمي وآخرون.
قال ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه.
وقال الخليلي: كان عديم النظير حفظاً وجلالة. سمعت عبدالله محمد الحافظ يقول : زرُّ قميص ابن عدي أحفظ من عبدالباقي بن قانع، وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أرَ أحداً مثل أبي أحمد بن عدي، فكيف فوقه في الحفظ ؟ وكان أحمد قد لقي الطبراني وأبا أحمد الحاكم قال لي كان حفظ هؤلاء تكلفاً وحفظ ابن عدي طبعاً.
وقال حمزة السهمي: كان حافظاً متقناً لم يكن في زمانه أحدٌ مثله تفرد برواية أحاديث وهب منها لأبنيه :عدي وأبي زرعة وتفردا بها عنه.
قال السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتاباً في الضعفاء فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ قلت : بلى قال: فيه كفاية، لا يزاد عليه.
من أجل ذلك كان لا بد من أن القارئ العزيز الذي يروم سعة المدارك ويروم التجارب مما خلفه الأقدمون من كبار العلماء كان لا بد أن يطالع مثل هذا على حالٍ يكون فيها أمره بواسعٍ من نظرٍ سديد متأمل لعل وعسى أن يكون قريناً لواحدٍ منهم أو لعله يتخطى ذلك فإن فضل الله واسع ورزقه واسع ورحمته واسعة.
والى الملتقى بإذن الله تعالى.