سعد الدوسري
في معظم دول العالم، يتمّ منح المبدعين في شتى المجالات، إجازات تفرغ؛ هذه الإجازة السنوية مدفوعة بالكامل، مقابل أن يكون العمل المنجَز خلال هذه الإجازة، منسوباً للجهة التي منحتْ المبدع تلك الإجازة، وتكون في الغالب سنة أو أكثر. وهناك دول تستضيف مبدعين من دول أخرى، وتتكفل بكل مصاريف بقائهم على أرضها لسنة أو سنوات، على أن يقدم مشروعاً إبداعياً، يمكن ترجمته إلى لغة الدولة المستضيفة، أو إقامة معرض أو فعالية له، على أرض الدولة.
وكان الأدباء والمثقفون والمبدعون السعوديون، محرومين سابقاً من الحصول على إجازات خاصة، حين تتم دعوتهم لحضور المؤتمرات، إلى أنْ أصدرت وزارة الخدمة، أواخر الأسبوع الماضي، بياناً على موقعها الإلكتروني، يجيز للأدباء والمثقفين والمبدعين من موظفي الدولة، التغيب عن العمل لغرض المشاركة في المحافل الداخلية أو الخارجية، على ألا يتجاوز مجموع مدد الغياب ثلاثين يوماً، دون أن تحتسب هذه الأيام من إجازات الموظف. وربما يحرك هذا القرار وزارة الإعلام ووزارة التعليم، والذين لم تتغير قوائم مرشحيهم منذ الثمانينيات، فتجدهم هم هم، يحضرون كل الفعاليات الدولية التي تدعى لها السعودية، وحين تبحث عن هؤلاء المرشحين في الفعاليات المحلية، فإنك لا تجد منهم أحداً، فلقد اعتادوا على أجواء المشاركات الخارجية!
نأمل أن يفتح مثل هذا القرار الإيجابي، الباب لقرارات أكثر إيجابية، مثل التفرغ للبحث والتأليف والاختراع، فمردود هذا التفرغ، سيعود بنفع كبير للوطن.