سعد الدوسري
تعتبر الرياض وجدة ومكة والمدينة والدمام، من أكثر مدن المملكة ازدحاماً مرورياً، ولم تفلح الخطط المرورية في تخفيف هذه الازدحامات، ربما لأن تلك الخطط لا تدرس الأسباب الحقيقية لتكدس المركبات في خطوط معينة، أو لأن تنفيذ هذه الخطط لا يتم بالطريقة المطلوبة، ولو كان هذا الأمر يحدث، لما لمسنا تزايد الازدحامات في هذه المدن مع مرور الوقت، ومع افتتاح طرق جديدة.
إن من أكثر الملامح المرورية سلبية، هي عدم السيطرة على المركبات الثقيلة لشركات المقاولات التي تعمل داخل المدن، فهي لا تلتزم بالقواعد المرورية من جهة، ومن جهة أخرى، تحول المسارات بالطريقة التي تحلو لها، دون أخذ المصلحة العامة بعين الاعتبار. وفي هذا الصدد، أنحى عدد من أهالي المدينة المنورة باللائمة على الشركات المنفذة للمشاريع، في الحوادث التي تقع على شوارعهم بكثرة، وتحصد الأرواح، بدعوى تجاهلها الالتزام بوسائل السلامة، في حين أقرَّ مدير إدارة مرور منطقة المدينة المنورة العميد نواف المحمدي بوجود أخطاء من الشركات المنفذة، موضحاً أنهم يلحقون بها العقوبات والغرامات المالية بالتنسيق مع أمانة المنطقة. وانتقد الأهالي تجاهل الشركات شروط السلامة، وإجراءها تحويلات المسارات بعشوائية، دون وضع حواجز أو لوحات إرشادية وتحذيرية، فضلاً عن أنهم يتحركون بمعداتهم باتجاه معاكس ما يزيد من حالات الاصطدام على الطرق.
أظن أن على الأهالي المتضررين من مركبات شركات المشاريع، أن يتقدّموا بالشكوى القضائية على مثل هذه الشركات، إذ يبدو أن المخالفات المرورية لا تجدي نفعاً.