سعد الدوسري
عبّرتُ عن رأيي في حادثة تعري عدد من الشباب، راكبي الدراجات النارية، على كورنيش الدمام، الخميس الماضي، بهذه العبارات القصيرة:
*لا تفكروا في عقابهم فقط، فكروا لماذا وصلوا لهذا الحال، ومن المسؤول عما وصلوا إليه؟!
وكانت أكثر التعليقات تطالبني بالإجابة على السؤال الذي سألتهم إياه. وقبل أن أجيب، فلقد استغربت أمر مَنْ حاول أن يربط بين الحادثة وبين التنظيم الجديد لعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ لم يكن ثمة رابط بينهما، سوى تلك القصص الخيالية من قِبل الذين تخصصوا في تحويل القضايا الجادة والمصيرية إلى نكات.
إن مخالفة القيم الأخلاقية من قبل شباب مكتملي النضج، وفي مكان عام مكتظ بالرواد، ينم لا شك عن خلل في التركيبة التربوية الخاصة والعامة.
ولن تكون الأسرة وحدها مسؤولة عن هذا الخلل، فالمؤسسات الرسمية مشاركة بشكل كبير. ومهما حاولنا أن ننظر للحلول، فإننا لن نصل إلى حل قطعي.
وهذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه الظاهرة الخطيرة، بل يجب أن نسعى لإيجاد نمط للتفاعل بين المؤسسة المجتمعية والمؤسسة الرسمية، بهدف فتح آفاق لهؤلاء الشباب لكي يقولوا ما يريدون قوله، أما إذا تنافرت المؤسستان، وصارت كل واحدة تهيج الشباب ضد الأخرى، وتتهم كل منهما الأخرى، وتحملها وزر المخرجات الشبابية السلبية، فإننا لن نصل أبداً إلى نهاية سعيدة.