أ.د عبدالله بن أحمد الفيفي
ضاقتْ خَلائقُ عَصْرِيْ عَنْ مَدَى شَرَفِـي؟
أَمْ ضَاقَ بِـيْ شَرَفِـيْ عَنْ مُنتهَى شَغَفِي؟
سألتُ لَـيْلِـيْ عَنِ الأَيـَّامِ، كَـيْـفَ ذَوَتْ؟
وكَيْفَ أَمْـسَى ضِيائِيْ حالِكَ السَّــدَفِ؟
فأَطْـرَقَ اللَّيْـلُ إِطْـراقَ الكَـئيــبِ على
عَصَـا السُّـؤالِ، ولم يَـأْبـَـهْ ولم يَصِـفِ!
قُلْـتُ: اسـتَعِرْ مِنْ لِسانِـيْ ما يُصوِّرُ عَنْ
هـذا الظَّــلامِ، ولا تَكْـتُمْ، ولا تَحِـفِ!
أَمْ أَنـْتَ، يا لَيـْـلُ، مِثْـلُ النَّاسِ، وا أَسَفَـا!
وما الذي في الـوَرَى يُجـدِيْـهِ وا أَسَفِـي؟
يا لَيـْلُ، فيكَ مِنَ النَّاسِ: الظَّلامُ، وفيــ
ـكَ الظُّلْمُ، والغَدْرُ، فيكَ الخَوْفُ؛ فاعْتَرِفِ!
كيفَ احتَسيتَ كُؤُوْسَ النَّارِ؟ كَيْفَ غَـزَتْ
مِنْكَ الجَوانِحَ؟ لِـمْ لَمْ تَنْـجُ مِنْ تَلَفِ؟!
** **
فقالَ: ما بِـيْ مِنَ الأَدْوَاءِ ليسَ سِــوَى
ما أَبْـدَعَ النَّاسُ لِلأَحْيَـاءِ مِنْحَـتَـفِ
قد كُنْتُ خَيْمَـةَ صَفْـوِ النَّاسِـكِـيْنَ أَنـَـا
وكُنْتُ مَوْعِـدَ وَصْـلِ العاشِـقِ الدَّنِـفِ
فاسْـأَلْ رِفاقَــكَ ما يَأْتـُـوْنَ تحتَ جَنَـا
حِيْ؟ ثُمَّ سَلْـهُمْ: أَما مِنْ مُرْجِعٍ سَلَـفِـي؟
في الناسِ فِطْـرٌ مِنَ الأَوْبَـاشِ تَعْرِفُـهُـمْ
وفِـيْهِمُ كُـلُّ وَغْـدٍ لَيْسَ ذا هَــدَفِ!
** **
كُنْ كالنَّهَـارِ، فطُوبَـى لِلضِّيَـاء بِما
يَخُـطُّ في مُهْجَـةِ الإِنسانِ مِنْ صُحُفِ!
وهْـيَ الحَيَـاةُ! بِلا رُوْحٍ تُؤَنْسِـنُهـا
لَيْسَتْ سِوَى كَعْبَةِ الأَوثانِ. لا تَطُفِ!
خَرابَــةٌ جُعِـلَـتْ دِيْــنًـا، خَرائِـبُـهُ
لِلدُّوْدِ مُنْتَـجَـعٌ، والوَحْشِ والجِـيَـفِ
** **
يا قِصَّـةً سَـلَفَتْ في قِصَّـةٍ خَلَفَـتْ
يَفْـنَى الزَّمَـانُ وما تَنْفَـكُّ في الأَلِـفِ!