خالد الربيعان
مازالت كرة القدم تدهشني وتأتيني بالجديد كل يوم، أنت حارس مرمى واعتزلت، أشد الناس تفاؤلاً ونجاحاً سينصحونك بفتح مشروع خاص، مطعم، شركة، أو تعمل بتحليل المباريات في أي شبكة رياضية، أو تقوم بالتدريب كما يفعل جميع اللاعبين... التقليديين.!
«فان دير سار» أسطورة هولندا، وأحد أفضل حراس الكرة عبر تاريخها أدهشني، وأثبت أنه غير تقليدي! بلا أي خبرة، ولا أي دراسة جامعية، وأول وظيفة على الإطلاق بعد كرة القدم اختار أن يعمل مديراً للتسويق الرياضي!
الآن مدير التسويق في أياكس هو هذا الرجل العجيب! وطبعاً المتوقع منه أن يمشيَ بجانب الحائط في بداياته، وأن يحرز نجاحاً ولو صغيراً؛ فهو أمر معجز! المعجز بالفعل أنه قام بما لم يقم به أي شخص عمل بالتسويق في أياكس.. وأصبح صيته عالمياً، فقط شاهدوا حلقة «المدير» الخاصة به على قناة أياكس.. وستعجبون جداً بالرجل!
هو يقول: سفرياتي مع مانشستر يونايتد لأمريكا والصين جعلتني أرى جانباً جديداً لم أكن أراه في الكرة! التسويق من جعل أول إنجازاته خارج المستطيل الأخضر، هو راعٍ جديدٍ لأياكس، بعد أن أصبح أياكس بلا راعٍ عند فسخ الشراكة القديمة!
المشكلة كانت أن الوسيط الذي سيأتي بالراعي سيأخذ 15% من قيمة العقد، ماذا فعل؟! ابتكر.. وقال: سأبحث أنا عن الراعي بنفسي! تخيل مدير التسويق بنفسه يقوم بذلك!
يقول: تحدثت مع 60 شركة وجدتها تتواكب مع رعاية أياكس! وتم مفاوضة 30، حتى أصبحت 10 فرص أكيدة وجيدة، اختار منهم الرجل شركةً عملاقةً هي راعي أياكس الآن هي «زيجو»!
وقع تعاقداً بـ10 ملايين يورو سنوياً للفريق الأساسي والفريق B، مع وجود راعٍ آخر تماماً لفرق الناشئين والسيدات مع بنك Abn Amro الراعي الشهير لأياكس، وجعل ناشئي أياكس يظهرون في إعلانات البنك!
جهود «فان دير سار» جعلته يجلب لأياكس 25 مليون يورو سنوياً من عقود الرعاية، 7 رعاة الآن وفي أول سنة يعمل بها مديراً للتسويق الرياضي! وهناك أيضاً أشياء أخرى مثل: التوقيع مع شريك إعلامي صيني كبير هو Le sports للترويج لأياكس وأكاديميته في آسيا!
احترافية هذا الرجل شيءٌ آخر! فبلا أي خبرة في التسويق، كان يتفاوض ولا أحد يعرف شيئاً، المفاوضات مع «زيجو» أخذت سنة كاملة ولا أحد قرأ أي خبر في أي جريدة!
لمن يهمه الأمر!
أهداف «فان دير سار» كلها لخصها في جملة رائعة «في أياكس لن نبيع التذكرة فقط يوم المباراة ونكسب 5 دولارات»!، أي أن كل شيء يصلح للتسويق وجلب الفائدة سيفعلها الرجل!
أيضاً لا تنسوا إدارة أياكس.. أعطت الفرصة لشابٍّ.. بلا خبرة.. في منصب كبير، وثقت فيه فقط لأنه ابن النادي، ولأنهم أيضاً يريدون الإصلاح ما استطاعوا!!
وهي عبارة أختم بها لمن يهمه الأمر!