خالد الربيعان
مباراة الأهلي والهلال كانت تحفة بكل المقاييس. في النهاية ذهب الدوري لمن يستحقه؛ فهنيئًا له، لكن المباراة فعليًّا كانت لا تفرق عن نهائيات دوري أبطال أوروبا من حيث المستوى والإخراج الفني والشكل الجمالي.. فهل اقتربنا من تلك النهائيات الأوروبية من زاوية التسويق الرياضي؟!
مبيعات تذاكر قمة الأهلي والهلال 7 ملايين ريال، وتأجير كبائن كبار الشخصيات أدخل 500 ألف أخرى! سأزيد وأقول - جدلاً - إن مباراة القمة التي شاهدناها، وبدت أسطورية فعلاً، كان مردودها التسويقي 10 بل 20 مليون ريال! يظل أيضًا هذا الرقم ضعيفًا جدًّا قياسًا بهذه المناسبة وما رأيناه فيها من جمال ورقى. ويكفي الجمهور!!
حين تعرفون أن مباراة نهائي كرة القدم الأمريكية (الرجبي) التي لا يعرف باقي العالم عنها شيئًا، والتي يشاهدها 40 % فقط من الأمريكان، الموسم قبل الماضي كانت حصيلتها السوقية فقط من البث الفضائي 11 مليارًا و375 مليون ريال!! هل قرأتم هذا الرقم؟!
شركة ملابس في هذه المباراة تعاقدت مع ديفيد بيكهام ليعلن عن علامتها بالمباراة. ظهر بيكهام لمدة ثوان بالمنصة التي وصل سعر التذكرة فيها لتجلس بجانب بيكهام 37 ألف ريال!
مباراة مثل هذه مناسبة تسويق رياضي لا تتكرر إلا قليلاً، حلبة للمصارعة التجارية تتنافس فيها الشركات للفت أنظار الجماهير وتسويق منتجاتها!
قمة الأهلي والهلال كانت قيمة الإعلان لمدة 100 ثانية في لوحات الملعب 140 ألف ريال. في المباراة التي أتكلم عنها في الدوري الأمريكي كانت مدة الإعلان 30 ثانية، أي ثلث المدة، مقابل 15 مليون ريال!!
أرقام عجيبة لا تصدق! ولكنها حقيقية! وهذا هو ما أقصده.. أن يكون سقف طموحنا التسويقي للاستفادة من أحداثنا الرياضية يساوي - ولن أقول أكبر من - قيمة هذا الحدث!
لذلك دخل أمريكا من الاستثمار الرياضي سنويًّا 212 مليار دولار، يعني ضعف ما يساهم به قطاع الصناعة! ويحقق 275 ألف فرصة عمل بالسنة! ليحتل الآن المرتبة الخامسة في الاقتصاد الأمريكي!
زبدة الكلام
رأيت فرصة ذهبية مرت أمام عيني أمس لتحقيق فائدة عظيمة للمواطن السعودي والرياضة السعودية، أكثر من كونها مهرجانًا يحتكره راعٍ واحد، يكتب اسمه على كل شبر من أرض الملعب، وألعابًا نارية للشو الإعلامي، وبالونة بيضاء بها كاميرا يتقاذفها الجمهور فيما بينهم؛ ما جعلني أعيش بزحمة وفوضى إعلانية مزعجة أحادية الجانب، تفتقر للمسات المبدع.. لذا أقول: يجب أن ينطلق الإبداع بتوسع!