قصيدة رثاء في وفاة الشيخ محمد أيوب إمام الحرم النبوي - رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته -.
رتِّلْ فديتُكَ ما عاد المدى أملِي
ولم تعُدْ وجنتي عطشانة النهَلِ
ولم يعُدْ شعرُ راثٍ يحتوي عِظمًا
يهابُهُ الموتُ مثلَ الموتِ للرجلِ
أنى اعترتكَ أيادي الموتِ مصبحة
وأنت رقيتها من سالفِ الأزلِ
لم تبْغِ بالموتِ، لكنْ أهلُ مقبُرَةٍ
يهفون للآي مِن ترتيلِكَ الرَّسِلِ
قد كنتَ تتلو حياةَ القلبِ في سَحَرٍ
واليومَ أصبحتَ تتلو آية الأجلِ
كأنك احترتَ في ذكرى وموعظةٍ
فاخترتَ موتَكَ أحرى واعظٍ مَذِلِ
أطلالُ غيركَ في قصْرٍ وفي نُزُلٍ
لكنْ طلولُكَ في سجادةِ الرسُلِ
قد عدت آخرَ عامٍ كيْ تودِّعَها
كخاتمِ الرُّسْلِ قبلَ الموتِ في ثِقلِ
للهِ صوتُكَ للهِ التلاوةُ للـ
ـهِ التراتيلُ للهِ ارْتِخَا المُقَلِ
أكلما جالتِ الآياتُ في شفتي
عادتْ جفوني تُوَلِّي شَطْرَ مُنْتَقَلِ؟!
نزلتَ قبْرَكَ لحْدًا، فاغتدى رَحِبًا
محرابَ آيٍ وطاعاتٍ له دُلُلِ
سيصطفيكَ إمامًا أهلُ مقبُرَةٍ
كما اصطُفيتَ لأنحاءِ الهدى الأوَلِ
- سعد بن سامي العبد المحسن