رؤية المملكة 2030 تقول إننا نمتلك من وسائل القوة ما لا يتوفر لغيرنا من الأمم ولكننا لم نستغلها كما ينبغي؛ وما تم استغلاله منها كان بطريقة غير صحيحة. فمن الذي اكتشف هذه القوى الوطنية الهائلة ووضع قواعدها كخطة عمل حقيقية بدأ تنفيذها عملياً؟ الجواب: هي رؤية ملك يسانده ولي عهد وبتخطيط أمير! أي ثلاثة رجال فقط لا غير من أبناء هذه الأرض وليس من خارجها، وبالمناسبة فإن مهاتير محمد عملاق ماليزيا جذوره من الجزيرة العربية (حضرموت).
جاءت رؤية السعودية 2030 مفاجئة تثبت بالحقائق والأرقام أن لدينا من القوى الوطنية الشاملة أعظم مما كنا نتصور؛ بل لم تكن في حسبان أي مواطن سعودي ومقيم على هذه الأرض؛ ولا اعتقد أن غير المختصين كان يعلم أن أرض السعودية يوجد بها 6% من مخزون اليورانيوم بالكرة الأرضية وهذا كمثال فقط.
رؤية المملكة 2030 تتطلب من المواطن السعودي وخاصة الشباب تغيير نمط التفكير الاجتماعي السابق والسعي الحثيث لتدريب أنفسهم وفهم الوضع كاملاً والاستعداد العاجل لجني الثمرة التي اتضحت معالمها وستكون قريبا ناضجة بإذن الله ،فالمرحلة الحالية والقادمة لا تحتاج سوى العمل الجاد واقتناص الفرص التي لا حدود لها في هذا الوطن وعبر هذه الرؤية 2030 كتجارة التجزئة؛ لكن هذا يحتاج إلى التغيير الشجاع ومن ضمن التغيير اللازم امتلاك شماغ واحد فقط واستخدامه للمناسبات الوطنية وحسب. ومن تأخر فهو يظلم نفسه ويعطل التنمية. ولو كنت في صفوف الثانوية العامة لفكرت في تأهيل نفسي للعمل في شركات الصناعات العسكرية القادمة وتخصصت في مجالات الذخائر وبرمجتها، هكذا يجب أن يكون تخطيط وطموح شبابنا لكل التخصصات الأخرى في طول البلاد وعرضها.
إن القوة الشاملة تتطلب استغلال كل شيء ممكن يتوافق مع عقيدتنا ومبادئنا وهذا هو مختصر الرؤية الوطنية للمملكة 2030 والتي ستنقلنا بمشيئة الله من مرحلة السهر مع اللهو والواقع المرير المستتر إلى مرحلة انطلاق النمور السعودية المتوثبة لقيادة الجزيرة والعرب والمسلمين مستندين في ذلك إلى نهضة وطنية شاملة مبنية على رؤية المملكة 2030 التي ستجعل من السعوديين نمور العرب والمنطقة.
إن انهزام أمريكا في فيتنام وفشلها في العراق وغرقها في أفغانستان ثم ضعفها المالي والاقتصادي مقارنة بالسابق وسكوتها على إهانات بوتين روسيا ونتنياهو إسرائيل لها يقول لنا أن بقاء الحال من المحال وأن أمريكا السابقة تغيرت للأبد؛ وأن المستقبل سيكون لنا فيه نحن السعوديين تأثير كبير على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا وماليا ودينيا وهذا أحد الجوانب الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030 التي ستتحقق قريباً كواقع نراه بإذن الله، لكن في المقابل هناك لنا أعداء شرسين تاريخيين كالصهيونية وثورة الخميني الفارسية فما هو الحل؟ الحل الوحيد هو تكوين القوة الوطنية الشاملة للتصدي لهم ولغيرهم من الأعداء؛ وهذه القوة أو مجموعة القوى تكمن في مخرجات رؤية المملكة 2030.
لقد انطلقت النمور السعودية بعزيمة صلبة وبرؤية إستراتيجية نحو تحقيق القوة الشاملة. والتاريخ يدونه المنتصرين ونحن لم ننهزم قط بعون الله.
- اللواء الطيار الركن عبدالله بن غانم العابسي