عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة نقول مبروك وألف مبروك لجميع الأهلاويين أو من يعشق الراقي بلعبه وفنه وجمهوره، مبروك لكل من سعى وعمل وراهن حتى يعود مجد القلعة الخضراء، بعد 32 عاما يعود الدوري لأحضان النادي الأهلي الذي حقق كل شيء واستعصت عليه أقوى البطولات وراوغت كثيرا وكان قاب قوسين أو أدنى في عدة مواسم من تحقيق اللقب إلا أنها ترفض وتصعب بل تهرب في آخر اللحظات وآخرها الموسم الماضي الذي كان الأهلي الفريق الأميز والأفضل ولم يخسر ولكن لم يحقق الهدف واليوم يبتسم الحظ من جديد ويسجل أبناء القلعة أسماءهم من ذهب في أروع تلاحم رياضي كروي كان العنوان الأبرز لكل منتمٍ لهذا الصرح العظيم.
لقد صبر المدرج الأخضر كثيراً وعانى وتلقى الصدمات الواحدة تلو الأخرى، بل إن أحلام وأماني عديدة وفي مواسم كثيرة ذهبت أدراج الرياح وعاندتهم البطولة المهمة كثيراً ولكن لا بد للصبر من فرج، واليوم لا يوجد من هو سعيد ومبتهج ومنتصر ومتوج أكثر من الأهلي وقلعة الكؤوس.
أكرر التهنئة لكل الأهلاويين ولإخواني إعلاميي النادي ولجميع من ينتمي للقلعة الخضراء والتهنئة موصولة لجميع الرياضيين على نجاح موسم يعد من أفضل المواسم إثارة وندية، تميز فيه من تميز وخذل من خذل ويبقى الأهلي البطل الوحيد.
نعم أبارك من قلبي لمن استحق التتويج في يوم لم يكن عاديا يوم انتصر فيه الفريق الأميز طوال الموسم والأقل خسائر ولا عزاء لمن حاول واجتهد لأن محاولاتهم واجتهاداتهم ذهبت أدراج الرياح لعدم توفيقهم فيما عملوه وخططوا له إن كان هناك تخطيط فقط الأهلي والأهلي وبس.
الهلال على طريق النصر
يوماً بعد يوم يسجل فريق الهلال تراجع وتسجيل خسائر غير مسبوقة آسيوياً ومحلياً بغض النظر إن كان المتسبب هو المدرب أو غيره، الحصيلة أن الهلال في انحدار وقد يكون سلك طريق جاره ومنافسه النصر.
لقد بالغ الهلاليون كثيراً في تمييز بعض اللاعبين بمجرد إنجاز أو تحقيق هدف وهذا لم يكن ضمن القاموس الهلالي منذ الأزل ناهيك عن استقطاب بعض الأسماء المنتهية واستمرار البعض الآخر الذي لم يعد لديه ما يقدمه.
إن من أسباب تدهور الجار هو عدم مواكبة الآخرين واستمرار التحديث والبقاء على الرعيل الأول وكذلك التغني والمباهاة بما سبق إنجازه وهذا تماما ما هو حاصل لأبناء بني هلال فلا يمكن أن تعيشوا على إنجازات الماضي ولا يمكن استمرار الدلال لمن لا يقدر شعار الاحتراف وتحصيل الملايين إذا ما افترضنا أن زمن الولاء والانتماء قد ولّى ونحن نعيش زمن المادة وزمن من يدفع أكثر ومع ذلك الحصيلة لا شيء مقابل ما يتحصل عليه اللاعب، واليوم استمرار غياب ذهب الدوري للموسم الخامس على التوالي عن نادي الهلال وخسارة آسيوية متوقعة ومغادرة مبكرة من المجموعة وهذا مؤشر خطير ودليل على أن الأمور مرشحة لمزيد من التراجع والانهيار إن لم يتم تدارك الأمر من خلال رجالات النادي الذين عودونا دائما على رفض الانشقاق وإبعاد من يسعى لذلك ولملمة البيت الهلالي والعمل على عودته قوياً كما كان.
والسؤال اليوم الذي يدور في الأذهان هل ينقذ الهلاليون بناديهم أم يسير في طريق جاره وتنتقل العدوى ويصبحون في قارب واحد للنسيان.. الله وحده أعلم.
نقاط للتأمل:
- طار الأهلي ببطولة دوري عبداللطيف جميل وقبلها بأيام اكتسح فريق الجيش القطري بالأربعة إنه الزمن الجميل لقلعة الكؤوس ويعتبر الأميز منذ مواسم من جميع النواحي الفنية والرقمية ولكن لم يبتسم الحظ إلا متأخراً ولكن نقول مبروك وألف مبروك.
- نعم حقق فريق النادي الأهلي بطولة الدوري بعد 32 عاما بتميز واستحقاق ولكن المهم المحافظة على الإنجاز واستمرار التميز وأخذ العبرة من الذين سبقوه في تحقيقه، ففريق الفتح حقق الدوري ثم صارع من أجل البقاء وعدم الهبوط والنصر حقق البطولة واليوم يقبع في ثامن في الترتيب.
- في ليلة التتويج من خلال مباراة أقل ما يقال عنها إنها مجنونة أضاعها الهلاليون في شوطها الأول مع إبداع لحارس الأهلي وقلبها الأهلاويين من أول دقيقة من الشوط الثاني بمباركة من دفاع الهلال المتفكك والضعيف وحارسه الشارد ذهنيا وهجوم معطل بلا فاعلية، لك الله يا هلال.
- ما حدث من بعض محبي وعشاق النادي الأهلي بعد الفوز على الهلال والحصول على البطولة أمر مخجل وغير مقبول وما شاهدناه من خلال بعض المقاطع خاصة ما تعرض له بعض الأطفال من تعنيف وضرب أمر مخزي ومعيب ولا يشرف أي سعودي كان رياضيا أم لم يكن فالتعبير بالانتصار يجب أن يكون في حدود الإنسانية والضمير الحي.
- دائماً لا أحب الحديث عن الأموات، بل أذكرهم بالخير ولكن تعادل الخليج مع النصر الميت دليل على أن النصر في ذمة الله وأن عودته للحياة من جديدة ليست مرتبطة بمدرب مميز أو لاعبين مختلفين فالأمور جميعها مرتبطة بالفكر الإداري وتسيير الأمور من قبل إداريين لديهم الخبرة والكفاءة وهذا لم يعد متوفر فمنهم متواجدين حاليا مع كامل الاحترام والتقدير لشخص كل واحد منهم.
- خسر النصر آسيويا وغادر ولا جديد وخسر الهلال كذلك آسيوياً ولم يغادر ولكن إذا خسر اللقاء المقبل وفاز بختكور خرج ولحق بجاره واليوم الأمل بالله ثم بالفريق الأهلاوي أن يحفظ ماء وجه الأندية السعودية فقط لأن الاتحاد رغم انتصاره إلا أنه يعاني إدارياً وفنياً ويوم 3-5 تتضح الأمور ونبارك لمن يواصل ونترحم على من غادر وقد تكون بدون رجعة.
خاتمة:
في عيني اليمنى من الورد بستان.. وفي عيني اليسرى عجاج السنين.
وعلى الوعد العهد معكم أحبتي عندما التقيكم من كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.