عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة في كل أسبوع يسقط فريق سعودي إن لم يكن أكثر على المستوى الآسيوي ولم يعد لدينا الثقة في أي فريق يخوض أي لقاء حتى ولو ضرب الحظ موعداً ليفوز مؤقتاً، فاليوم ليس كالأمس، الكل تغير وتقدم إلا نحن مع الأسف، سجل مؤشر التراجع لدينا معدلاً غير مسبوق بسبب اختلاف الثقافات الرياضية والاعتماد على العمل الاجتهادي وعدم فحص واختبار من يتواجد في المنظومة الرياضية ومدى ثقافته الرياضية.
لقد كانت الأندية السعودية قاطبة والمنتخبات السعودية بمستوياتها كافة لها اليد الطولي وكعبها يعلو جميع أندية غرب القارة أو حتى الشرق منها، إلا أن الوضع قد تبدل كلياً وأصبحت أنديتنا ومنتخباتنا وديعة وضعيفة حتى أمام أحدث الفرق والمنتخبات.
لقد كان وضع النصر أمام لخويا صعباً جداً وتلقى هزيمة مذلة، قد عزا البعض ذلك لتميز الفريق القطري وقوته بفضل تجنيس معظم لاعبيه، ولكن حلت الكارثة عندما خسر الهلال من فريق تراكتور الإيراني الذي لم يكن له تميز في يوم من الأيام على مستوى القارة، رغم أنه سبق وأن هزم النصر على أرضه في ظل وجود هذه الإدارة التي لم يعد لبقائها إلا مزيد من هدر الوقت والمال، ورغم فوز الأهلي على الجيش القطري بنتيجة كبيرة إلا أننا لا نستطيع أن نراهن عليه فالأهلي يتميز في لقاء ويسقط فيما بعده حتى من أمام الفرق الصغيرة، والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع بمن فيهم المسؤول أن تراجعنا بات مخيفاً وقد يمسح تاريخنا الرياضي إذا ما استمرت السياسة الرياضية المعمول بها, وقد نخسر كل شيء، وهذا أمر متوقع عطفا على ما نشاهده يوميا من أحداث تقتصر على الصراعات والاتهامات والإساءات بين أفراد المجتمع الرياضي حتى وصل الأمر إلى عدم وجود الثقة بين أفراد المجتمع فهذا يسجل وينشر والآخر يبوح ويتحدث بما لا يجب أن يذكر ناهيك عما يتم خلف الأبواب المغلقة والتمرير من تحت الطاولات المبهمة.. بهذا الأسلوب والعمل، لن نعود نعم لن نعود بل سنختفي ونذوب وسنهرول خلف السراب بعدما نفقد كل شيء وقد لا ينفع الندم بعد ذلك.
غوميز لن يعيد الميت للحياة
قلت وما زلت أقول إن النصر في ذمة الله على مستوى الفريق الأول لكرة القدم فقط وما محاولة البحث عن مدرب ومحاولة عمل أي طريقة إنعاش لانتشال الفريق ومحاولة إعادته إلى الحياة مرة أخرى إلا سيكون مصيرها الفشل ولن ترى النور قريبا لأن المشكلة باختصار ليست فنية أو مقتصرة على إمكانية الأجهزة الفنية.
لقد أثبتت الأحداث والنتائج أن المشكلة إدارية بحتة والدليل الدامغ أن استبدال المدربين وإحضار الواحد تلو الآخر لم يغير من الواقع شيئاً وأكبر برهان أن الفريق مخترق ومسير إداريا بدون رؤية فنيه أن التشكيلة لم تتغير وتسير كما يريده المسيرون من الإدارة أو اللاعبين المهيمنين الذين يعيشون دور السلطنة في زمن أصبح القوي في مطالباته وحقوقه هو من يقود ويعمل ما يريد مقابل تهدئة الأمور وقيادة المجموعة لحد الإقناع لمزيد من الصبر عن حقوق دار عليها الحول بدون حل وإذا ما صحت الأخبار عن نية الإدارة المفلسة إحضار المدرب الأميز (غوميز) فإن قبل هو بتحمل المسؤولية فمصيره الفشل ولرحيل ومسح الصورة الجيدة من الأذهان التي رسمها في آخر موسمين مع فريقه الحالي وعلى لوبيز أن يفكر جيداً قبل قبول خوض المغامرة وعلى الأشخاص القريبين منه أن ينصحوه ويشرحوا له الواقع حتى لا نخسر مدرباً متميزاً قد يضيف إلى الكرة السعودية تميزاً نحن في أمس الحاجة إليه ويشعروه أن الجماهير النصراوية لن ترحمه ولن تعفيه من المسؤولية حتى لو كان الفشل من غيره لأن المدرب دائماً ما يكون شماعة لفشل أي إدارة سواء في تعاقداتها أو في حصيلة نتائج عملها.
نقاط للتأمل
- سبحان الله وسبحان مغيّر الأحوال ظل محبو نادي الهلال يتغنون ويتشدقون بلاعبهم محمد جحفلي بعدما أهداهم وأعادهم للمباراة بهدف في الوقت بدل الضائع من أمام الغريم النصر، واليوم ينقلبون ويطالبون بإبعاده وتحميله الخسارة الآسيوية الأخيرة من تراكتور الإيراني.
- تتجه الأنظار قاطبة مساء الأحد إلى ملعب الجوهرة في جدة للقاء من العيار الثقيل بين تتويج للأهلي بالدوري إذا ما فاز وبين تأجيل التتويج والتعادل نقطيا إن فعلها الهلال وكسر كل التوقعات التي تصب في صالح أصحاب الأرض وهم من كسب لقاء الذهاب في الرياض بهدفين فهل يفعلها الأهلي أم يؤجلها أبناء الزعيم.
- صبّت بعض الجماهير الهلالية جام غضبها على لاعب فريقها ناصر الشمراني وهو يحضر مباراة حواري ويلعب المزمار في وقت كان فريقه يخوض لقاء مصيريا أمام الفريق الإيراني.. والسؤال المطروح ماذا تريدون منه أن يفعل؟ فهل يجلس في بيته أم يسافر للدوحة وهو مبعد من قبل مدرب فريقه؟ مزيداً من الواقعية ونحن في زمن الاحتراف والمادة وليس زمن الولاء والانتماء.
- كشفت نتائج الاستئناف عن سذاجة بعض الطرح واستغلال الموقف للتشكيك في مصداقية ونزاهة اللجنة، غير مدركين أن البيان لم يلغ أو ينفي عدم وجود المادة المحظورة فوجودها والنسبة المسجلة كفيلة بأن تدين اللاعب ويستمر إيقافه ولكن خلف الأبواب ما لا يعرفه أحد.
- يعزو مدرب الهلال دونيس خسارة فريقه من الفريق الإيراني إلى أن اللاعبين يفكرون في لقاء الأهلي يوم الأحد المقبل وهذا ما كان يجب ألا يتحدث به المدرب ويخالف قواعد الاحتراف وفنون اللعبة، فلكل مباراة وضعها وأهميتها وأسلوب أداء يقوم به الأجهزة الإدارية والفنية، ولكن أعتقد -والله أعلم- أنها شماعة فاشلة للتخلص من تحمل المسئولية.
- رحل أحد اللاعبين الأجانب من النصر في الوقت الضائع، فلم يبق من الموسم الشيء الذي يجعل الإدارة تلغي عقده في الوقت الحاضر وإذا كان ولا بد من التخلص من اللاعبين الأجانب الفاشلين فليكن اللاعب الكارثة المدافع محمد حسين على الأولوية في الرحيل، فاستمراره هدر للمال والوقت، وقتل للاعبين الشباب في النادي، وهذه إحدى مشكلات الإدارة التي أفلست من كل شيء ولم تستطع أن تحافظ على ما حققته.
- خاتمة (اللهم جمّلني بقلب رحيم وعقل حكيم ونفس صبورة، ويا رب اجعل بسمتي عادة، وحديثي عبادة، وحياتي سعادة، وخاتمتي شهادة).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما ألتقيكم من كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.