م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
يقول علماء الإدارة إن مشكلة الإنسان هي في أن الفرص التي تأتيه تُقدم له على هيئة مشكلات.. وبالتالي فهو لا يرى الفرص على حقيقتها، بل يرى التغيير الذي سيحدثه ذلك التحول على ما اعتاده من حياة.. وهو مجبول على حب السكون والسائد.. ومن مفاخرة الالتزام بالعادات والتقاليد والتراث.. لذلك غالباً يستغرق وقته وجهده في مقاومة التغيير.
* برنامج التحول الوطني هو برنامج تغيير سوف يخلق الفرص ويحفز التنمية.. ومع هذا فهو يُقَدَّم للمجتمع مرتبطاً بانخفاض أسعار البترول.. وأن برامجه ما هي إلا محاولات لسد العجز في الميزانية من خلال الرسوم.. فضج الناس بالبنزين والكهرباء والماء وهم في انتظار زيادات أخرى في الرسوم أهمها ستكون ضريبة القيمة المضافة والتي اتفق الخليجيون على تطبيقها مطلع عام (2018م).
* فكيف سيواجه برنامج التحول الوطني التذمر والارتباك المتوقّع عند تطبيق نظام ضريبة القيمة المضافة الذي يعتبر أحد شروط عضوية منظمة التجارة الدولية.. لأنه يحفز التنافسية بين الأفراد والمنظمات دولياً فلا يعود هناك حماية لسلعة أو احتكار لحدود أو قصر على عِرْق أو دين أو جنسية، بل منافسة مفتوحة.. وغايته دفع الدول إلى تطوير مواردها البشرية حتى تنافس في ميدان واحد اسمه العالم.
* كيف سيواجه برنامج التحول الوطني المقاومة المتوقّعة للتغيير الذي سوف يلامس العمق ليطول الفرد والمجتمع والمؤسسات.. فالتحول قرار لا رغبة.. وهو عقلاني لا عاطفي.. لذلك في بداياته سوف يُحْدث ارتباكاً أكيداً في تطبيقه.. هذا إضافة إلى أن التحول سوف يتناول بالتغيير الجذور لا السطح.. وهو خطوة استباقية لا علاجية فالتحول هو الانتقال من واقع قائم إلى رؤية مأمولة.. كما أن التحول قرار قيادة وإرادة دولة في المقام الأول.
* نعيش اليوم حقبة تشهد لحظة من لحظات التطور الفريدة في تاريخ المجتمع السعودي.. لا شك أن لحظة توحيد المملكة هي لحظة الولادة الكبرى للمجتمع السعودي.. ثم تلتها لحظة طفرة البترول في السبعينيات الميلادية التي نقلت البلاد والعباد من حال البداوة إلى حال المدنية.. وهذه هي اللحظة الثالثة التي يعيشها مجتمعنا اليوم والتي تُوجب تحول المجتمع بأفراده ومؤسساته إلى العالمية.
* لا نريد أن نخسر برنامج التحول الوطني لأنه قُدَّم لنا في مستهل انطلاقته على هيئة مشكلات.