هدى بنت فهد المعجل
اليوم الاثنين 25 أبريل 2016 أجلس لكتابة مقال الأربعاء «بلا تردد» ويفصل بيني وبين ترقب السعوديين لبرنامج «الرؤية السعودية 2030» ساعات قليلة جداً، بالتالي عند نشر المقال يكون قد مضت أيام على إطلاق تلك الرؤية التي يمثل يوم إطلاقها يوم الثقة السعودي، حيث سيرتبط هذا اليوم بالذاكرة الجمعية للسنوات ال15 القادمة ، كيف لا يكون كذلك وهو يقدم رؤية استراتيجية وطنية للمستقبل بما يشتمل عليه من تغييرات اجتماعية واقتصادية واسعة. مثال على التغيير الاقتصادي إنشاء أكبر صندوق سيادي في العالم كافية لشراء شركات أبل وجوجل ومايكروسوفت وغيرها من أكبر الشركات المطروحة في العالم ذلك لأن الاستثمار مصدر إيرادات ضخم.
البرنامج شاركت فيه 29 جهة حكومية، بينها 18 وزارة، قدمت نحو 900 مبادرة للبرنامج، تم تطويرها وتقديمها لإعلانها مع إطلاق البرنامج.
الرؤية نترقبها مِن مَن؟ من الأمير محمد بن سلمان، من قال في لقاء معه عبارته الباعثة على الاطمئنان، لو تأملناها جيداً. قال: [الفرص التي نمتلكها أكبر من المشاكل]. في الوقت الذي نقرأ ونسمع أن المشاكل توشك أن تضر بالدولة. قلت نقرأ ونسمع والذي يفترض منّا عندما نقرأ أو نسمع أن نتثبت من المقروء والمسموع، من مصدره والذي يروج له وأهدافه عند الترويج!!.
علينا أن نثق في قيادتنا الحكيمة بدلاً من رهن سمعنا وبصرنا في أيد لها نوايا مبيتة وأهداف دنيئة. وفرة الحلول وقلّة المشاكل يعني أن هناك من يسهر من أجل المملكة في حين ننعم بنوم هانئ.
البناء أصعب من الهدم، معرفة ندركها جميعاً، لكن من يعرف الشقاء الذي تكبده الباني حتى تم البناء لا يقتنع إطلاقاً بسهولة الهدم. بمعنى من توقع انهيار الدولة كان يتمنى ذلك قبل توقعه. ربما كان يجهل وجود جيل شاب من نسل المؤسس يؤسس لمضاعفة قوة الدولة وزيادة متانتها من أوجه عدة ومن مصادر متنوعة تأسيس مدروس مرتب له بتكاتف جميع قطاعات الدولة ووزارتها بالتالي كان يوم 25 أبريل يوم الرؤية السعودية التي من شأنها إسكات من لم يشبع بأن يهرف بما لا يعرف ولا يعي. أو كف يد من يكتب راغباً في زعزعة ثقة المواطن السعودي في قادة المملكة ناسياً أنها بدأت قيادة حكيمة وستستمر «إلى أن يشاء الله» قيادة حكيمة جيل عن جيل وخلف عن سلف وأحفاد عن أب وأبناء.
لفت نظري في التغطية التقرير المنشور في صحيفة الجزيرة يوم السبت 23 أبريل 2016 تصريح الأمير محمد بن سلمان أنه متزوج من امرأة واحدة فقط ولا يخطط للزواج مرة أخرى. وفسر ذلك بأن جيله ليس مهتماً بتعدد الزوجات، فالحياة مليئة بالمشاغل. وقال الأمير محمد بن سلمان «إن العيش مع عائلة واحدة شاق بما فيه الكفاية». شاق على من حمل فوق عاتقه هم الدولة السعودية هم المواطن السعودي هم الرؤية السعودية والتحول الوطني لما بعد النفط وهو يرغب في برنامجه وخططه المستقبلية الضغط على الأثرياء من أجل العامة والفقراء. الضغط عليهم بما يحقق الراحة والرفاهية للمواطن السعودي درع الوطن المتين.
كان النظرة الفرد في الخارج تجاه المواطن السعودي أنه بئر نفط يتحرك، كانوا لا يرون فينا غير ذلك. لكن التحول الوطني «بإذن الله» سيثبت للعالم أجمع أن قوة المملكة في برنامج الرؤية المستقبلية التي خطط لها الأمير محمد بن سلمان مع الجهات الحكومية والوزارات لدولة ما بعد النفط التي توقعوا إفلاسها يوماً ما، لكنها «بحول الله» لن تفلس في وجود أجيال فكرهم وثقافتهم يتناسب والزمن الذي يعيشون فيه. جيل يعترف بأحقية النساء في الحصول على حقوقهن أحقية أخيها الرجل عندما قال الأمير محمد بن سلمان «هناك حقوق للنساء في الإسلام لم يحصلن عليها بعد». إذا نأمل في الرؤية المستقبلية للمملكة للتحول الوطني للـ15 سنة القادمة أن تسكت الألسن المغرضة وتكف الأيدي المأجورة عن محاولة زعزعة ثقة المواطن السعودي في الدولة وفي القيادة الحكيمة خصوصاً الطبقة الكادحة.