د.دلال بنت مخلد الحربي
برز في الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً بدراسات المرأة، وتنوع هذا الاهتمام بين طروحات وفعاليات وتصريحات لاشك أنها جميعاً تنم عن صعود الوعي بأهمية هذا الموضوع.
ولما كنت من أوائل من أبدى اهتماماً بدراسات المرأة من خلال عشرات المقالات التي كتبتها، والبحوث العلمية التي نشرتها في الدوريات المتخصصة، إضافة إلى عدد كبير من الندوات والمحاضرات العلمية والثقافية التي شاركت فيها والتي ركزت جميعها على التعريف بالنساء الشهيرات أو الأحداث التي شاركت فيها المرأة، وتوجت كل ذلك بأربع كتب، كان أولها: «نساء شهيرات من نجد» الذي احتوى تراجم لاثنين وخمسين امرأة من نجد كان لهن دور مميز في حياة مجتمعاتهن، والكتاب الثاني كان «إسهام المرأة في وقف الكتب» وضحت فيه دعم المرأة للمسار العلمي والثقافي في نجد، والكتاب الثالث هو المرأة في نجد (وضعها ودورها) وفيه قدمت صورة المرأة النجدية خلال الفترة من 1200 هـ// 1786م الى 1351هـ/1932م.. وأخيرا طرحت كتابا عن غالية البقمية والذي أبرزت فيه حقائق عن هذه المرأة في أول ترجمة شبه كاملة عنها حسب ماتوفر لي من معلومات وخلصت من خلال عملي عبر السنين في موضوع دراسات المرأة أن المجال لايزال متسعاً لا أكثر وأكثر غير أنه يحتاج إلى همة وجهد، فما كتب عن تاريخ المرأة في الفترات القديمة هو مجرد شذرات تتناثر في كتب التاريخ والتراجم ودواوين الشعر الشعبي، وبرؤيتي الشخصية أن الفترة تحتاج فعلياً إلى تكريس أكثر لإبراز تاريخ المرأة في المملكة، وإجراء دراسات عن المرأة المعاصرة، ولعلي هنا أشير إلى جهد بعض الأجنبيات من مثل دكتورة نامي تسجو نامي في جامعة طوكيو التي اعتنت بقضايا المرأة في المملكة ووضعت كتابا باللغة اليابانية عنها، وهناك بعض الباحثات الفرنسيات والبريطانيات اللاتي اهتممن بالموضوع ولكن من وجهة نظر خاصة بهن.
ولعلي هنا أؤكد أن الكتابة عن المرأة السعودية باللغة العربية غير كاف ونحتاج أن نقدم المعلومات عنها بلغات أخرى حتى نزيل الصورة القاتمة عنها بشكل عام عند الشرقيين والغربيين، وأتذكر هنا ماأشارت إليه إحدى الباحثات اليابانيات في مقابلة نشرت أن المجتمع الياباني لا يعرف شيئاً عن المرأة في السعودية، كأنها تنبه إلى أهمية التعريف بها وتقديم المعلومات عنها إلى مجتمعها.
هذه الأهمية لاتتناسب مع التكرار الذي يلجأ له البعض باجتزاء أعمالي أو تكرارها دون إضافات جديدة، وهي طريقة غير علمية فيها اجتراء على حقوق من كرست جهدها في هذا المجال، إذ أنه استلاب لحقوق من له السبق، كما ينم عن كسل معرفي وتقاعس عن البحث العلمي الجاد، وهو ماآمل أن يتم تجاوزه من خلال الباحثات الجادات في هذا المجال بتقديم أعمال مبتكرة تضيف لهذا الحقل بدلاً من التكرار والاستلاب لما قدم من قبل.