د.دلال بنت مخلد الحربي
في إطار ماتبذله المملكة من اهتمام بالعالم الإسلامي منذ أمد بعيد فتح المجال لطلاب من شتى البلدان الإسلامية للالتحاق بالجامعات السعودية، بل إن الأمر ذهب في وقت من الأوقات إلى تخصيص جامعة بأكملها لهذا الموضوع وهي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، إضافة الى ماكانت تقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من عناية بطلاب المنح للتخصص في الدراسات الشرعية والعربية والاجتماعية.
واليوم ومع وجود أكثر من ثلاثين جامعة حكومية وأهلية توجد كما أعلم منح للطلاب من شتى أنحاء العالم للالتحاق بهذه الجامعات، ولاشك ان هذا المنهج منهج مفيد وهي في عرف الدول يعد من الأمور الاستراتيجية التي تسهم في دعم مسار الدولة خارجياً وتؤدي الى كسب أصوات مؤيدة ومدافعة بحكم الانتماء العلمي.
وما أراه أن جامعاتنا في الوقت الحاضر وبسبب الظروف السياسية الراهنة يجب عليها أن تتوسع في هذا المجال ليس على حساب الطالب السعودي، ولكن على نحو يعين على استيعاب طلاب منح من كل الدول الإسلامية مع التوسع في فتح المجال لهم في العلوم والتقنية، بما في ذلك الطب والهندسة والعلوم الإدارية والحاسب لأن هذه التخصصات هي الأكثر رواجاً اليوم في العالم والخريجين منها يحظون باهتمام كبير على المستوى العلمي، والكل يتسابق عليهم كما أن بعضاً ممن سيعطون المجال للدراسة في هذه التخصصات العلمية سيتبؤون مراكز كبيرة في بلدانهم.
هذا النهج معمول به في الغرب والدليل على ذلك أننا نجد أن كثيرا من القادة في بلدان أفريقية الذين يتبؤون المناصب العليا ويديرون دفة البلاد أو لهم الصيت والشهرة هم من خريجين لجامعات أجنبية في تخصصات الإدارة والعلوم السياسية والقانون، وكذلك نجد المتخصصين في العلوم والتقنية والطب لهم تأثيرهم الكبير في مجتمعاتهم. وهم خريجو جامعات كطلاب منح في الجامعات التي درسوا بها..
إنها دعوة لجامعاتنا بأن تنتهز الفرصة للاستفادة من هذا التوجه الذي تدعمه الدولة لكسب الأصدقاء، وتخريج المؤثرين والمتنفذين الذين سيكونون فيما بعد سفراء غير معينين لهذا البلد.