د.دلال بنت مخلد الحربي
تؤدي دارة الملك عبدالعزيز دورا كبيرا في دعم البحث العلمي في المملكة منذ إنشائها وإلى اليوم، ويتضح ذلك من الإصدارات الكثيرة التي نشرتها والمؤتمرات والندوات التي عقدتها وتعقدها، والأهم دوريتها العلمية (الدارة) التي نشرت على صفحاتها الكثير من الدراسات العلمية المحكمة..
كما أنها قامت وتقوم بمشاريع علمية كبيرة تسعى من خلالها الى سد ثغرات معينة في التاريخ المحلي، وكل ذلك تقوم به الدارة من خلال استعانتها بالباحثين من الأكاديميين غير المتفرغين وهو منهج متبع ومفيد دون شك، غير أنه من المهم من مثل الدارة ان تضم باحثين متفرغين من هم على مراتب علمية ولهم سمعة علمية مميزة كي تستطيع أن تستفيد منهم في دراسات وقضايا معينة قد تكون أكثر دقة مما طرح، والقيام بدراسات وبحوث موجهة نحو قضايا بعينها يحتاجها تاريخ المملكة، إضافة إلى أن وجود مثل هؤلاء الباحثين المتفرغين قد يساعد على البحث في الوثائق التي تملكها الدارة والتي تحفل دون شك بمعلومات كثيرة تثري التاريخ المحلي ..
ومن المهم الإشارة إلى أن كل مراكز البحوث العلمية الراقية على مستوى العالم لديها باحثون متفرغون ومتميزون يعملون فيها، ودورهم واضح في قيادة فرق علمية، وفي اقتراح مشروعات معينة، وأنا أعرف أن الدارة ترغب في هذا الأمر لكن العقبة التي تواجهها هو عدم توفر وظائف لها على هذا المستوى من وزارة الخدمة المدنية ولذا فعلى الدارة أن تطلب ذلك من وزارة الخدمة المدنية وأن توضح حاجتها إلى مثل هذه الوظائف، إذ ليس من المعقول أن تقوم الدارة وهي جهة بحثية على موظفيين إداريين .وأن تركز على توظيف باحثين بمستويات عالية ( ماجستير ودكتوراة ) ورتب علمية كما الجامعات ..
،تحتاج دارة الملك عبدالعزيز إلى باحثين مستقلين متفرغين يعملون فيها لترسيخ مفهوم البحث العلمي الذي تقوده ‹ ولو وضعت الدارة نظاماً خاصاً بالبحث العلمي يوضح ماالمميزات التي يحصل عليها الباحث المتفرغ بأن يحصل على ترقيات علمية كما هو حاصل في الجامعات، وأن يكون هناك باحث مساعد وباحث مشارك وباحث رئيسي، سيشجع المهتمين وذوي الاختصاص فيها للالتحاق بالدارة، ويخلق فرص عمل لخريجي الجامعات ممن يحملون شهادات عليا مثل الماجستير والدكتوراه وكذلك لمن هم في رتب علمية أعلى من ذلك، وكل ذلك هو تنشيط لعمل الدارة الحقيقي وترسيخ لمفاهيم البحث العلمي ومراكز البحوث المتخصصة والمتميزة ..