سليمان الجعيلان
احترام المنافسين وتقدير الآخرين في المنافسات الرياضية والألقاب الجماهيرية سمة من سمات الأندية الكبيرة، وصفة من صفات الفرق الجماهيرية التي تتعامل مع الرياضة بفروسية الشجعان وثقافة الأبطال، كما يحدث في نادي الهلال ويفعل الهلاليون الذين لم يسبق أن أساؤوا للمنافسين أو تطفلوا في يوم من الأيام على ألقاب الآخرين. وهذا الرقي بعينه الذي طبَّقه ومارسه الهلاليون فعليًّا على أرض الواقع، ولم يتخذوه شعارًا يرفعونه متى ما شاؤوا ويتخلون عنه متى ما أرادوا كما يعمل الأهلاويون الذين لم يكتفوا بأن زاحموا الهلاليين على اللقب التاريخي المستحق للهلال، وهو لقب النادي الملكي، بل تمادوا وأسرفوا في الإساءة لنادي الهلال، وإقحام اسم الهلال بكل شاردة وواردة منذ اللحظة التي عرفوا فيها أن منافس فريقهم على بطولة دوري جميل هو الهلال وكبير الكبار!!.. أفهم وأتفهم مدى ما يعانيه الأهلاويون من حسرة الحرمان وأسى الافتقار وعذاب الانتظار لبطولة الدوري التي غاب عنها فريقهم أكثر من (30) عامًا، ولكن لا يمكن أن تكون المنافسة على البطولات والعودة للإنجازات بهذه الطريقة المخجلة والمؤسفة في الإساءات والاتهامات (الانتقائية) للمنافسين، ولا عن طريق التقليل من تاريخ وسمعة الآخرين بهذه الكيفية المثيرة (للسخرية)، وذلك عندما يظهر بعض الأهلاويين ويتحدثون بأن العالمية صعبة قوية بحجة مناكفة الهلاليين، وكأنهم يجهلون أن نادي الهلال يتزعم القارة الآسيوية بـ(6) بطولات آسيوية، بينما رصيد ناديهم الأهلي في البطولات الآسيوية (0) مكعب!!.. وأفهم وأتفهم مقدار الضغوطات النفسية والمعاناة المعنوية والمطالبات الجماهيرية التي يعيشها ويجدها لاعبو الأهلي كما عبَّروا عنها باللقطة التلفزيونية (المأساوية) احتياط فريق الأهلي أثناء تنفيذ زميلهم عمر السومة ضربة الجزاء الغريبة والمريبة أمام الفريق (الهابط) هجر بسبب غياب فريقهم عن بطولة الدوري أكثر من (30) عامًا، ولكن لا يمكن لنادي الأهلي أن يكون منافسًا على كل البطولات وفي جميع المسابقات، وبعض الأهلاويين يرفضون الاستقلالية، ويرضخون للتبعية؛ لذا لا تجد أصواتهم ترتفع ولا إساءاتهم تظهر إلا إذا كان منافسهم الهلال، بينما يتحولون كالحمل الوديع. ولنا في ردة فعل الأهلاويين على الأحداث الرياضية في الدوري في الموسم الماضي وهذا العام خير مثال ودليل!!.. عمومًا، اليوم قد يتحدد مصير دوري عبداللطيف جميل عندما يلتي الهلال والأهلي، ويمكن أن يتوقف رصيد الهلال عند (13) بطولة دوري حققها الهلال إذا لم يستشعر لاعبو الهلال المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الانتصار لكبرياء ناديهم، وإسعاد جماهيرهم.. ويمكن أن يحقق فريق الأهلي (ثالث) دوري في تاريخه، ويتحقق ما راهن عليه نائب رئيس نادي الأهلي الأستاذ عبدالله بترجي بأن فريقه سيحقق بطولة الدوري بـ(القوة)، وحقيقة لا أعلم عن أي قوة يتحدث عنها وينطلق منها نائب رئيس نادي الأهلي التي جعلته يصرح بكل هذه الثقة، ولا أدري هل هي داخلية أم خارجية، ومعتادة وعلى طريقة قرار (الذات العام) الذي لم يجف حبره بعد، وربما هو ما يفسر لماذا تنازل الأهلاويون مبكرًا عن المنافسة في المشوار الآسيوي وارتضى الأهلاويون بأن يكون تفكير فريقهم محليًّا، وليس له حضور قاري قوي مثل النادي الملكي الهلال الذي كان - وما زال - يتعامل مع كل المسابقات بثقافة وطموح الكبار في المنافسة المستمرة والقوية على الأصعدة كافة، وفي جميع البطولات!!