سليمان الجعيلان
في دوري (1416 هـ) تعرض نجم ومهاجم نادي الهلال اللاعب سامي الجابر لحالة غريبة وعجيبة ونادرة في مسيرته الكروية، هي الصيام عن تسجيل الأهداف؛ إذ إن سامي لم يسجل في ذلك الدوري سوى هدفين فقط أمام فريق التعاون؛ ما أثر على نفسيته وشخصيته وتصرفاته داخل الملاعب، لدرجة أن سامي رفض في مباراة الهلال والاتفاق قرار مدرب فريقه آنذاك الهولندي فان هانجيم تغييره والخروج من الملعب، وكادت تحدث مشكلة كبيرة داخل البيت الهلالي بسبب الانقسام الإداري والشرفي الذي حصل بعد تصرف سامي في تلك المباراة، لكن لأنه الهلال استطاع رجال الهلال (احتواء) تلك القضية الاستثنائية، واستيعاب تلك المشكلة الطارئة، وتغليب مصلحة الهلال التي هي فوق كل اعتبار، حتى تمكن الهلال من تحقيق بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بفوزه على فريق الأهلي في المباراة النهائية في جدة بهدفين، سجلهما (سامي الجابر) بعد غياب لفريق الهلال عن تحقيق بطولة الدوري استمر (5) سنوات!!. تذكرت واستحضرت هذه الواقعة وتلك الحادثة بعد أن ظلت قضية مدرب فريق الهلال اليوناني دونيس وهداف فريق الهلال ناصر الشمراني طوال الأشهر الماضية عالقة وعائمة داخل البيت الهلالي، وكيف أن إدارة نادي الهلال ما زالت عاجزة عن احتوائها وفاشلة (حتى الآن) في التعامل معها حتى طغت مشكلة دونيس وناصر على المشهد الهلالي، وقسمت الهلاليين بين مؤيد ومعارض ومحتار في قراءة الموقف الهلالي الرسمي الذي ظهر وبرر على لسان نائب رئيس نادي الهلال الأستاذ عبدالرحمن النمر ومدير الفريق فهد المفرج بأن إبعاد ناصر الشمراني عن تشكيلة الفريق الأساسية (والاحتياطية) هو أمر فني، يتحمله السيد دونيس!! صحيح أنه لا يمكن لأحد أن ينتقص أو يقلل من دور مدرب فريق الهلال اليوناني دونيس في انتشال الهلال من أزمته الفنية والنفسية الماضية في فترة وجيزة، وتمكنه من قيادة الهلال لتحقيق ثلاث بطولات في مدة قياسية، ولكن هذا كله ليس مبررًا كافيًا لإدارة نادي الهلال بأن تسمح للسيد دونيس بأن يعبث فنيًّا بفريق الهلال بهذه الطريقة الاستفزازية، وتقبل بأن يعاقب الهلال بهذه الطريقة التعسفية، ليس في قضية إبعاد ناصر الشمراني الفنية كما يزعم وحسب، بل حتى في تغيير آرائه والانقلاب على قناعاته التي تكررت في الكثير من المباريات، وظهرت في العديد من المواجهات، ووجدت مع إحراج لاعبين عدة في تغيير المراكز والخانات، كما حصل في تضارب أحاديثهول مشاركة ومركز سعود كريري، وكما حدث في تعارض تصاريحه حول استبعاد الحارس خالد شراحيلي!!.. حقيقة، وبكل صراحة، ما يحدث في فريق الهلال من تخبط فني وعبث تكتيكي هو خلل إداري بالدرجة الأولى، تتحمل مسؤوليته إدارة نادي الهلال التي وقفت متفرجة على قناعات السيد دونيس الغريبة، وباركت أخطاءه المتكررة، ووافقت على تغييراته المرتبكة التي دفع فريق الهلال ثمنها غاليًا بفقدان العديد من النقاط، وضياع الكثير من فرص الفوز في مباريات كانت في متناول يد فريق الهلال، ولكن السيد دونيس فشل في المحافظة عليها؛ والسبب ببساطة أن إدارة الهلال لم تكن حازمة معه منذ البداية، وتنازلت بمحض إرادتها عن حقها المشروع في مواجهته ومكاشفته بأخطائه المستمرة ومساءلته ومحاسبته على تخبطاته المتكررة!!.. عمومًا، أمام مدرب فريق الهلال السيد دونيس أسبوع واحد لتدارك ما يمكن تداركه، وإصلاح ما يمكن إصلاحه لانتزاع صدارة دوري عبداللطيف جميل من أمام منافسه فريق الأهلي؛ لذا عليه أن يدرك ويستوعب أن مصلحة الهلال التي حضرت في نهائي (1416 هـ) يجب أن تحضر يوم الأحد القادم، ولاسيما أنها تتطلب التنازل عن القناعات الخاطئة، والتخلي عن النزاعات الشخصية، وتفرض وجود (جميع) اللاعبين مع الفريق في هذه المرحلة الحساسة، وهذه المباراة الحاسمة، التي لا أتمنى أن يضطر بعدها السيد دونيس إلى أن يظهر ويبرر سبب إخفاقه في تحقيق بطولة الدوري، خاصة أن المدرب الإغريقي استنفد كل التبريرات في المؤتمرات الصحيفة الماضية مع الإخفاقات السابقة، ولم يتبقَّ له إلا أن يقنع الرياضيين بأن كرة القدم أصبحت مربعة كما استطاع أن يمرر على بعض الهلاليين أن إبعاد ناصر الشمراني عن الفريق لأسباب فنية!!
نقاط سريعة
** بيان الاتحاد العراقي لكرة القدم عن اختيار ملاعب إيران للعب أمام منتخبنا السعودي هو ابتزاز بأبشع صوره، ومستفز بكل أحواله ومسبباته، ويفترض أن القيادة الرياضية تتعامل معه بكل حزم وشدة لمنع إقراره مهما كانت النتائج والعواقب!!
** التأخر والتلكؤ في حسم أمر التجديد من عدمه مع مدرب المنتخب السعودي الهولندي فان مارفيك ليس في مصلحة المنتخب الذي ينتظره مباريات صعبة ومشوار شاق نحو التأهل لنهائيات كأس العالم (2018) في روسيا!!
** يبدو أننا أمام هذه التحركات النصراوية الجادة لانتخاب شخصية نصراوية لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بانتظار أربعة مواسم قادمة فيها إنذار آخر!!
** في الليلة الظلماء يفتقد البدر، هذا لسان حال النصراويين الذين بالأرقام ما زالوا مهددين بالهبوط، وقد افتقدوا الحكم المطرود لينقذهم من الهبوط كما فعل في دوري (1427هـ)!!
** ستظل تلك الصور التي تُظهر لاعبي فريق الأهلي وهم يتساقطون الواحد تلو الآخر في مباراة الأهلي والشباب في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال (2008) بعد تلقي شباك مرماهم ستة أهداف شبابية وصمة عار في جبين تاريخ نادي الأهلي!!