فهد بن جليد
في إحدى الدول الإسلامية كانت (أجرة التاكسي) تتغير من يوم لآخر؟ فبمجرد أن يعرف السائق أنني من السعودية، يبدأ في ترديد الأدعية، وآيات من القرآن، يسرقنا الحديث حتى أصل للفندق وأدفع المقسوم، لم أكن أفهم أن لكل سائق طريقته الخاصة في حساب الأجرة، رغم أن مشواري اليومي لم يتغير؟!.
بعد (خامس مشوار) تقريباً عرفت الطريق جيداً، وأصبحت أقول للسائق في كل مرة (رآيت، لفت) وفي بعض الأحيان (يو تيرن)، ولا أتحدث مُطلقاً، حتى يسلك أقصر الطرق وأرخصها كُلفة!.
تعرفت على (صديق شهم) يسكن ذات الفندق، لذا أصبحنا نتشارك (التاكسي سوياً) لأن مشوارنا واحد، وبحكم أنني (الدليلة) أي (الولد الكويس) الذي يعرف الطريق، أصبحت أركب في (المرتبة الأمامية)، وأتولى توجيه السائق، ومُهمّة صاحبنا (دفع الفاتورة) في كل مرة، والتدّقيق في الباقي، معظم مشاويري (ببلاش) لأن دوري تحذيره بعد الوصول (أنتبه لا يلعب عليك) تأكد (عملتهم تتشابه)!.
في اليوم (الأخير) قرر صاحبنا أن يعزمني في مطعم (عربي)، وبحكم أننا لا نعرف الطريق؟ طلبت من سائق التاكسي توصيلنا بسرعة و(سندفع له أكثر), لم نستطع التفاهم معه، فقد دخل بنا مع طريق خطأ، وبدأ يلتفت كثيراً، هنا قلت (للمعزّب) شكلنا ضعنا، والعداد شغّال؟!.
استشاط غضباً، وسأل بحِدّه (فين طريق)؟ وكان رد السائق فقط (لا إله إلا الله)، فهدده صاحبنا (بوليس)؟ فقال السائق (أستغفر الله)!.
أخبرته أن هذه مُشكلتي معهم مُنذ (البداية) يحاولون استغلالي بترديد مثل هذه العبارات، قررنا النزول، ودفع جزء من المبلغ؟!.
وفيما نحن نسير على الأقدام للبحث عن تاكسي آخر، لمحت اسم المطعم مكتوب (بالعربي)، (سوء الظن) جريمة لا يُعاقب عليها القانون، فأستغفر الله العظيم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.