فهد بن جليد
يحاول السعوديون في الرياض تحديداً، ترديد واستخدام هذا المثل المصري الشهير بكثرة في العامين الآخرين، للخروج من عتب (المواعيد المضروبة) بسبب الازدحام المروري الذي خلفته مشاريع العاصمة التي لا تنتهي، وعلى رأسها مشروع (مترو الرياض)!
لا يمكن أن يجزم لك أي شخص في الرياض أنه سيحضر في الوقت المُحدد، ما لم يخرج قبل الموعد بوقت مبكر جداً، لأن الطُرق لدينا تزدحم فجأة، وتتعطل الحركة فيها دون إنذار أو سبب مُقنع، وكأن سائقي المركبات قد استسلموا (للسكة وزنقاتها)، مع فشل خطط المرور (بكل صراحة وبدون زعل) في استيعاب الموقف أو إيجاد حلول عملية حاسمة.
كم من عمرك يضيع بسبب الازدحام المروري، إذا كنت من سكان الرياض؟!
تستغرق رحلة الدوام اليومية ذهاباً وإياباً (ساعة كاملة) على أقل تقدير، و(نصف ساعة) في مشاوير أخرى، إذاً (90 دقيقة يومياً)، (450 دقيقة) كل 5 أيام عمل بدون مشاوير نهاية الأسبوع، (1800 دقيقة في الشهر)، أي ما يعادل 360 ساعة في السنة أو (15 يوماً كاملة) تضيع من عمرك سنوياً وأنت في زحام الرياض!
لن تصدق أنك (محبوس) في السيارة كل هذه الأيام، فقط لمجرد الوصول (لمقر عملك)!
بُصّ حضرتك أنا جايلك بس (مسافة السكة)، هذه الجملة المصرية الطريفة و(المطّاطة) في ذات الوقت، تبين لك كيف تعايش وتغلب المصريون على ظروف المواصلات وزحمة السير لديهم وبكل أريحية، (مسافة السكة) ليست جملة اعتباطية، بل هي نتاج لتجارب مصرية طويلة مع المواعيد المضروبة، أو كما نقول بلهجتنا الخليجية (الرُّكب الجامدة)، بسبب الظروف الخارجة عن الإرادة!
الفرق بين (مسافة السكة) في الرياض والقاهرة، أن الناس هنا مُتأخرين عن مواعيدهم دائماً، لذا تجدهم متجهمين غير مبتسمين، بينما في القاهرة تسير وسط (تعليقات وكفشات) السائقين لأن مشاويرهم مضمونة (بنهاية السكة).
وعلى دروب الخير نلتقي.