فهد بن جليد
بعض القصص مُلهمة، تُشعرك (ببصيص الأمل) رغم (قساوة الألم)، قصة المواطن الفلسطيني (عماد أبو شمسية) تبعث داخلك مثل هذا الشعور؟!.
فهو رجل فقير، يقتات من خياطة الأحذية ليصرف على زوجته وأطفاله، لم يكن أحد يعرفه، قبل أن تُسلط عليه وسائل الإعلام (الإسرائيلية) الأضواء بتقارير مصورة ومقابلات، عقب فضحه لجرائم الجيش الإسرائيلي، بتصوير جريمة قتل الفلسطيني عبدالفتاح الشريف (بدم بارد) في الخليل، والتي شاهدها العالم بأسره، وتناقلتها وسائل الإعلام (بكاميرته الصغيرة) التي قدمتها له إحدى (المنظمات)!.
حُلم (عماد) مُنذ الصغر أن يصبح (مصوراً مُحترفاً)، ولكن سرعان ما تحطم الحلم وهو في سن (الخامسة عشرة) بسبب نظرة المجتمع إلى (إعاقته), ليتحول الفتى الصغير إلى (كندرجي) يخيط (النعال)، يقول أكثر كلمة صدمتني وحطمتني: لن تعمل مصوراً، مُستحيل! فربما تظهر الصورة (مائلة) عند وقوفك بشكل غير متساوي، لأنك أعرج!.
ولكن حلمه تحقق (بألم) عند (السادسة والأربعين) من عمره، عندما منعه الجيش الإسرائيلي من تصوير الحادثة التي وقعت أمام بيته، ولكن إصراره للدفاع عن (وطنه وشعبه) في وجه المُحتل، جعله يتسلق ليقف على سطح الجيران، و يصور (المشهد المؤلم) كاملاً، لتبقى وصمة عار، وشهادة خزّي، تضاف لجرائم الاحتلال!.
الإسرائيليون اليوم يصفونه (بالكلب)، ونشروا صورته، وكتبوا عليها (مطلوب للعقاب) بسبب إحراجه للجيش الإسرائيلي أمام العالم، ولكنه رد عبر التلفزيون الإسرائيلي: سأبقى أحمل هذه الكاميرا لفضح جرائم المستوطنين، وجيش الاحتلال، والشريط الذي صورته قدمته إلى (رويتر) مجاناً ودون مُقابل، لأن هذه قضيتنا.
هذا (الأعرج) لم يحرج (إسرائيل) وحدها، بل تفوق حتى على وسائل الإعلام (العربية و العالمية)، رغم أنه طُرد من (مهنة التصوير) أصلاً، أليست قصة (أمل وألم)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.