فهد بن جليد
ما زالت هناك في القرية الشعبية، وفي سوق حجاب، معالجتان شعبيتان بالكي والفصد، وخلطات الأعشاب (مجهولة المصدر)، وتمسّدان الأطفال بزيت (الخلطات الثلاث)، عند معظم المُعالجين الشعبيين هناك (لهوم) إجباري مع كل جلسة علاجية، يُذكِّرك بمحلول (كبريتات الباريوم) الذي يتناوله المريض قبل تعرضه للأشاعة (السينية)!
أغرب (وصفة) لمريض يعاني من العُقم؟ كانت (لقاح نخيل) مطحون حتى تنجب زوجته! هذه التخبطات والممارسات العشوائية لم تجد من يتصدى لها بجدية حتى الآن، مؤخراً يتم تداول موضة جديدة لتسفير مرضى (الجلطات والشلل النصفي) إلى الهند، أو إندونيسيا، والصين لإكمال مرحلة العلاج الشعبي، عن طريق اتفاقيات وشراكات علاجية بين مراكز علاج طبيعي هناك، وبين بعض مدّعي العلاج الشعبي هنا، وإن صدقت مثل هذا الأخبار فنحن على باب (كارثة جديدة)؟!
العلماء بجامعة براون الأمريكية ومركز ويس للأعصاب، يجربون حالياً تقنية جديدة، تُمكّن المشلولين من التحرك بواسطة أجهزة أطراف استشعارية تعمل بتقنية (الواي فاي)، يتم تطويرها لاحقاً عبر (شريحة صغيرة) تزرع تحت فروة (جلد الرأس)، لتصدر أوامر للدماغ لتحريك الأطراف الأربعة، فيما يشبه عمل (الروبوت)، بينما المرضى لدينا يبحثون عن كيّ (مطرق، أو رقمّه) نتيجة ضعف الخطط العلاجية وعدم وضوحها، وتجاهل احتواء المرضى وذويهم (نفسياً )!
لن ألوم المريض (شفاه الله) الذي من حقه التعلّق بقشّة، بحثاً عن الصحة والعافية، بل ألوم وزارة الصحة وطواقمها التي جعلت منا (فريسة سهلة) لأطماع مثل هؤلاء في (الداخل والخارج)، فكل من يشتكي تجاهل أو تقاعس مستشفيات وزارة الصحة في علاجه، ليهرب نحو (بسطات ابتعاث المرضى) عليه أن يعلم أن (العنوان أعلاه) ينطبق عليه، إلا ما رحم ربي!
وعلى دروب الخير نلتقي.