عثمان أبوبكر مالي
يُغلق يوم الأحد القادم باب الترشح لانتخابات نادي الاتحاد السعودي لاختيار رئيس ومجلس إدارة جديد للنادي، بعد أن تم فتحه اعتباراً من العاشر من إبريل الجاري، وبعد مرور عشرة أيام ظل الخبر الذي يتردد عن الانتخابات حتى يوم أمس هو (لم يتقدم أحد)، ولم تتلق اللجنة رسمياً أي ملفات للترشيح.
عدم وجود مرشحين، ونحن على بعد خمسة أيام من انتهاء موعد التقديم لا يُشكّل قلقاً لدى كثير من الاتحاديين المرتبطين بالنادي وعلى دراية بأحواله ومتابعة دقيقة لمشهده وانتخاباته الماضية، لوجود أسباب جوهرية تبرر (للعزوف) المؤقت الحاصل حتى الآن، وهي ثلاثة أسباب رئيسة من - وجهة نظري - أُلخصها فيما يلي:
الأول والرئيس هو (القوائم المالية)، فعدم ظهور التقارير المالية، وتقارير المحاسب القانوني، يجعل الرغبة في التقدم للعمل في النادي وإدارة شئونه (مغامرة) كبيرة جداً لا يقدم عليها عاقل يريد بالفعل خدمة النادي وتطويره والتقدم به، خصوصاً مع الأرقام (الفلكية) التي تُنشر عن الرقم الذي وصلت إليه ديون النادي.
السبب الثاني: شرط (المؤهل) الجامعي المطلوب لمن يرغب أن يكون رئيساً للنادي، وإن كان هذا الشرط لم يكن في أي يوم من الأيام (عائقاً) أو محل نظر أو اهتمام في رئاسة نادي الاتحاد، فكل الذين ترأسوه في السنوات الأخيرة أصحاب مؤهلات علمية عالية، والاستثناء الوحيد كان (الرئيس الحالي)، ويُضاف إلى هذا (نظام القوائم) في الانتخابات الذي يُطبق لأول مرة، إذ لم يعد الترشح فردياً لا للرئيس ولا للأعضاء، وإنما على الرئيس أن يقدم قائمة ترشح لا تقل عن خمسة أسماء، ومن يرغب أن يكون عضواً عليه أن ينتقي أو يُوافق على رئيس تنطبق عليه الشروط، حيث إن سقوط الرئيس أو عدم قبول ترشيحه يُسقط قائمته كاملة.
السبب الثالث، فهو ليس خاصاً بالاتحاد وإنما هو عام، وهو ثقافة (اليوم الأخير) وهي ليست ثقافة اتحادية، وإنما خصلة تتغلغل في الغالبية العظمى من الشعب السعودي، وتُعد (ثقافة مجتمع)، ولذلك وحسب هذه الثقافة، وحسب التوقعات فإن قوائم المتقدمين ستفتح اعتباراً من مطلع الأسبوع القادم، وربما قبل ذلك مع نهاية الأسبوع الحالي، وأتوقع أن تكون مفاجئة وصادمة في نفس الوقت.
كلام مشفر
* ليس من الأهمية بمكان موعد أو متى تقدم المرشح بقائمته، فالأمور لا تُؤخذ بِمَن قبل مَنْ؛ إنما المهم من هو المتقدم وهل تنطبق عليه الشروط، وهل هو كفؤ وقادر على أن يقود المسيرة ويُخرج النادي المتأزم من خندقه؟!
* لم تقدم لجنة الانتخابات العامة، وفريق العمل (المصغر) المكلف بالإشراف على انتخابات نادي الاتحاد، حتى الآن (القوائم المالية) لأعضاء الجمعية العمومية كما وعدت في بيانها (الإلحاقي) الشهير، رغم تردد أعضاء الجمعية العمومية عليها ومطالبتهم بها يومياً!!
* ولم تف اللجنة بوعدها في أن تقدم لأعضاء الجمعية العمومية المعلومات والأرقام التي ستتوصل إليها (اللجنة الخاصة) المكلفة بالتدقيق في حسابات النادي، رغم ما يتردد أنها أنهت مهامها تماماً، لكن لجنة الانتخابات (متخوفة) من إظهار المعلومات والأرقام التي توصلت إليها (!!).
* هل صحيح ما يتردد أن أرقام الديون المالية التي على نادي الاتحاد ارتفعت وبلغت أرقاماً فلكية، وأنها قاربت (300) مليون ريال وهناك ملفات ديون رسمية وموثقة لم تفتح بعد، غير (المطالبات) التي لم يتقدم أصحابها بمطالباتهم بها؟!
* عدم إظهار المعلومات والأرقام والتقارير المالية يعني دفع الراغبين في الانتخابات إلى إلغاء التفكير في العمل وخدمة النادي، وبالتالي إفساح المجال لقائمة الإدارة الحالية للبقاء والاستمرار، بل الفوز في الانتخابات بالتزكية، فلماذا إذاً كل هذه البربغنده واللجان وإشغال الوسط الاتحادي والرياضي؟!
* مفرحة جداً هي الأنباء التي تشير إلى توصل الاتحاد السعودي إلى اتفاق مع الهولندي مارفيك للاستمرار مدرباً للمنتخب، ووجه الفرح ليس في مسألة نتائج وتحسن أداء المنتخب معه، ولا الاستقرار الذي يوفره فحسب، وإنما أمور أخرى فوق ذلك، وفي نفس مستوى الأهمية.
* في مقدمة ذلك (الخبرة العملية) الكبيرة التي يمتلكها المدرب لاعباً ومدرباً، خصوصاً تجربته الفنية ومشواره مع منتخب هولندا (2008- 2012) ووصوله به إلى نهائي مونديال العالم في جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا) وخسارته غير المستحقة أمام المنتخب الإسباني المرصّع بالنجوم آنذاك.
* ولأن العمل الإداري (المنظم) الذي يعتمد على الشخصية والمنهج والقدرة والخبرة، هو ما سيكمل عمل مارفيك وجهازه الفني؛ مفرحة أيضاً الأنباء التي تتردد عن قُرب تكليف الأستاذ عادل البطي مشرفاً عاماً على المنتخب، وآمل أن تكون صحيحة، وأن يتم بالفعل إسناد المهمة لرجل عُرف بهمة العمل وروح النجاح والانضباط والشخصية.