عثمان أبوبكر مالي
حسب متابعتي الطويلة للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، أعتقد أنه لم يسبق له في كثير من معسكراته الطويلة والقصيرة، التي تقام قبل المباريات الرسمية أو الهامشية والبطولات المهمة أو الودية، أن (استبعد) من قائمته الأساسية (ثلث) لاعبيه أيًّا كانت الأسباب، كما حصل في معسكر الحالي الذي انتظم في جدة يوم السبت الماضي استعدادًا لمباراة غد الخميس أمام المنتخب الماليزي؛ إذ تم استبعاد سبعة لاعبين دفعة واحدة من القائمة الأساسية التي ضمت اثنين وعشرين لاعبًا.
الأسباب التي تذكر عن الاستبعادات تنحصر بين عدم التزام بعض اللاعبين بموعد الالتحاق بالمعسكر (عدم الانضباط)، وإصابات البعض الآخر قبل المعسكر.
معظم الذين استُبعدوا لدواعي الإصابة كانوا قبل يوم أو يومين من التحاقهم بالمنتخب يركضون بقمصان أنديتهم (كالأحصنة) مشاركين في المباريات أو التمارين، لكن الإصابة كانت (قدرهم) مع ظهور قائمة مارفيك!!
في السابق مع جيل الهواة (جيل الطيبين) كان من النادر أن يستبعد بسبب إصابة إلا أن تكون خطيرة ظاهرة جدًّا، مثل (كسر أو فك)، فلم يكن أكثر اللاعبين يظهر إصابته (وهو مصاب) حتى وإن تعرض لها في المعسكر.. كانوا يتحاملون عليها، ويشاركون في المباريات، وترى الواحد منهم يجري وكأنه بكامل عافيته؛ وذلك رغبة في خدمة المنتخب وحفاظًا على خانته ومركزه من الضياع إذا ما استسلم للإصابة أو حتى أظهرها؛ فالأسماء في القائمة أو على الأبواب.
صحيح أن هناك لاعبين أُبعدوا على فترات مختلفة نتيجة قرارات انضباطية، ولاحظ أنني قلت (قرارات) وليس أخطاء أو تصرفات، على عكس ما هو حاصل الآن؛ فثلث الثلث المبعدين (فقط) هم المصابون، ومع ذلك فاتحادنا الموقر يخجل من أن يعتبر الإبعاد قرارات انضباطية، ويتواري في الحديث عنها خلف مقولة إنها (قرارات فنية).
القرار الفني يعني أن من أُبعدوا هناك من هم أفضل منهم، أو أن من تم استدعاؤهم بدلاء لهم هم الأفضل!! فهل كان الأمر كذلك؟!
خروج هذا العدد الكبير من القائمة، بغض النظر عن الأسباب، يعني بالتأكيد أن هناك (تغيرًا) كبيرًا وخللاً واضحًا في الأخضر وتركيبة اللاعب السعودي، وفي العمل الإداري في المنتخب بشكل عام؛ وهو ما يجب الوقوف عنده ومناقشته وعلاجه قبل أن يستفحل، وتزداد النسبة معسكرًا بعد آخر. وإذا استمر الوضع فسيأتي جيل لا يجد الأخضر فيه من يلعب له من قائمته الأساسية؛ فيلجأ - لا سمح الله - إلى الاستعانة بلاعبي المنتخبات السنية، تحت ذريعة (القرارات الفنية).
كلام مشفر
· على مدى الفترة الماضية، وخلال قرابة عام كامل، ظل اتحاد كرة القدم في كثير من تصرفاته وتعاملاته وبعض قراراته مع الأندية يظهر وكأنه ضدها، و(خصم) لها، ولا يهمه أمرها، وإنما العكس تمامًا؛ حتى خلق (حالة) عداء كبيرة ومؤلمه ظاهرة بينه وبين جماهيرها، انعكست على معسكر المنتخب، وبدت واضحة من خلال (العزوف) الواضح عنه من أول أيامه.
· وإذا كانت إدارة المنتخب لم تستشعر ذلك فإن عليها أن تسأل بعض اللاعبين (المخضرمين)، وعليهم أن يقارنوا بين (التفاعل) الحاصل هذه الأيام ومعسكرات سابقة، ولا يجب أخذ الموضوع ببساطة وتهاون؛ فالحالة - حسب بعض اللاعبين - مقلقة.
· وهذه الحالة آمل أن تكون خفت خلال اليومين الماضيين بعد أن أصبح المنتخب في (المعمعة)، وأن تختفي تمامًا غدًا، وآمل أن يكون اتحاد الكرة قد تجاوب مع مطالبتي له عبر (هاشتاق) #افتحوا _مدرجات_الأخضر، وجعل الدخول إلى مباراة الخميس مجانًا.
· نعم، افتحوا أبواب مدرجات ملعب الجوهرة أمام الجماهير الرياضية، وحفزوهم للحضور والمؤازرة، واسعوا إلى تحفيز طلاب المدارس من أجل الحضور وملء جنبات الملعب لقيادة اللاعبين إلى المباراة النهائية، واتركوا عنكم التصنع والمثاليات والعبارات المنمقة، وكونوا كما نريدكم كرويين لا دبلوماسيين.
· وليت الأمر يمتد مبكرًا إلى البدء في ترتيبات تسيير باصات تحمل الجماهير من مختلف المناطق لمرافقة المنتخب في مباراته الثلاثاء القادم، ومؤازرته في أبوظبي، ويكون في مقدمتها قيادات رابطة مشجعي جماهير الأندية الكبيرة لخبراتها وقدراتها المحفزة.
· مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم غدًا أمام ماليزيا مباراة (خطيرة)؛ فهي مباراة العبور - بإذن الله - في التصفيات الآسيوية المشتركة لنهائيات كأس العالم في روسيا وكأس آسيا في الإمارات، إذا ما فاز بها الأخضر.
· وهي (فرصة ذهبية) للاعبي الأخضر في القائمة الموجودة لتأكيد كفاءتهم وجدارتهم، والرد الفوري عمليًّا، وتقديم أنفسهم بقوة، والفوز بالمباراة، وضمان التأهل مباشرة بغض النظر عما يحدث خارج الملعب.. بالتوفيق للاعبينا.