عثمان أبوبكر مالي
ما الذي ستخسره الأندية السعودية المشاركة في دوري (أبطال آسيا) إذا انسحبت من البطولة رسمياً؟
قبل الإجابة، دعونا نسأل سؤالا مرادفا.. ما الذي أضافته البطولة على الأندية والكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة لها؛ منذ استحداث نظامها الحالي، خاصة على المستوى الفني، مستوى اللاعبين والمنتخب السعودي عموما، وهل ما تفرزه في صالح الكرة واللاعب السعودي ومستقبله؟
خلال العهد الجديد للبطولة الذي بدأ عام 2003م، أقيمت أربع عشرة نسخة منها لم تحقق خلالها الكرة السعودية اللقب إلا مرتين (2004 و2005م) عن طريق نادي الاتحاد، ووصلت فرقنا الى النهائي خمس مرات؛ ثلاث منها توزعت الوصافة فيها على الأندية الثلاثة، الاتحاد (2009م) والأهلي (2012م) والهلال ( 2014م) ولاشيء يذكر غير ذلك.
حتى على مستوى الجوائز والمبالغ المالية، فإن الأرقام (الفلكية) التى تصرفها الأندية السعودية على فرقها ولاعبيها تفوق القيمة المالية للبطولة كثيرا جدا، سواء المبالغ الإجمالية التي يمكن أن يصل إليها أي فريق من جراء الفوز ونتائج المباريات في دور المجموعات والتي تتدرج حسب مراحلها، حيث يحصل الفريق المشارك في دور المجموعات على (300) ألف ريال فقط ترتفع إلى (450) ألف ريال في الدور ربع النهائي، وإلى (750) ألف ريال في نصف النهائي، وهذه الأرقام بدأت من نسخة الموسم الماضي، بعد (تدبيل) رفع الجوائز المالية إلى الضعف، لتصل الجائزة المالية الكبرى لمن يحقق اللقب إلى (3) ملايين دولار.
أتوقع أن الإجابة على السؤال الذي استهللت به المقال (ما الذي ستخسره الأندية السعودية المشاركة في دوري (أبطال آسيا) إذا انسحبت من البطولة رسميا؟) سيكون - عند الغالبية - لاشيء إطلاقا، وربما العكس تماما؛ ربما جنت الأندية والكرة السعودية فوائد أكبر في حالة الانسحاب من المشاركات الآسوية، فنحظى بدوري من غير توقف، ومن غير ضغط، ومن غير إرهاق ومن غير (احتقان) نتيجة قرارات مختلفة ومتابينة في تأخير وتقديم وحتى التأجيل (أحيانا) لمباريات بعض الفرق المشاركة، والأهم من ذلك انتظام الدوري واشتعاله، وانعكاس ذلك على المدرجات والحضور الجماهيري، وهو ما سيعوض الفرق التى كانت تشارك آسويا عن المبالغ (الزهيدة) التي يمكن أن تحصل عليها، خاصة وأنها في الغالب تغادر من مرحلة مبكرة الا نادرا.
إن استحضار هذه الحقائق مهم جدا قبل منتصف الشهر الجاري، وهو الموعد المقرر أن يصدر فيه الاتحاد الآسيوي قراره حول (إصرار) الفرق السعودية إقامة مبارياتها في البطولة أمام الفرق الإيرانية على ملاعب مدن محايدة (الدوحة وأبوظبي) أو الانسحاب من البطولة، فيما تحركات الاتحاد القاري والقراءة لتوجهاته توحي بأن قراره سيكون رافضا لذلك، وأتوقع أن الإجماع الشعبي سيقول مسبقا لأنديتنا، نعم (انسحبوا لن تخسروا شيئا).
كلام مشفر :
- القرار حول طلب الأندية السعودية المقرر صدوره الثلاثاء القادم تلمّح القراءة لتحركات الاتحاد الآسيوي إلى تثبيت إقامة المباريات في إيران، وقد يفرضها في مدينة طهران وحدها، ووضع إجراءات الأمن الخاصة والمفروضة غطاءا لقراره!.
- الآسيوي مهد لهذا القرار (المتوقع) عبر اللجان التي أرسلها لتفقد ملاعب العاصمة (طهران) وحدها، دون بقية المدن والأقاليم، في حين قامت نفس اللجان بتفقد ملاعب الأندية السعودية في الرياض وجدة.
- يدعم قرءاتي هذه إشراك الاتحاد الآسيوي في لجنة تفقده (مسؤول الأمن) في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وقد يكون تمهيدا لاعتماد تقريره في إصدار القرار، مع أن القرار السعودي (أعمق) وأبعد كثيرا من هذه النظرة السطحية لدى الاتحاد.
- الانسحاب من البطولة لن يكلف الأندية السعودية شيئا (آسيويا) سيكون ثمنه المنع من المشاركة فيها لمدة عامين، وتحمل التكاليف المالية من نقل تلفزيوني وإقامة الفرق في المباريات التى لعبت (واحدة حتى الآن) وربما مستقبلا تقليص عدد الفرق المشاركة في البطولة ( برضه هم الخسرانين).
- أطلقت في مقالي المنشور في العدد (15854) على الاتحاد السعودي لكرة القدم اسم (اتحاد حيص بيص) من جراء تخبطات لجانه في التعامل مع خطأ تحكيمي (فاضح) ارتكب في مباراة دورية، ورغم أن المسمى أغضب بعض الأصدقاء والأعزاء من اعضاء الإتحاد، إلا أن تداولات القضية حتى الآن اكدت صحته، بل وربما كنت لطيفا فيه.
-- ولو أردت الكتابة من جديد عن الموضوع نفسه، بعد (مشاوير) ملف القضية الذي تحول بالفعل بين اللجان الى (كعب داير) لقلت وبنفس اللطف انه إتحاد (حقرى ..بقرى..قلي عمي عد للعشرة) انها الطريقة التي يبدو ان تحويل ملفات القضايا إلى اللجان تتم بها.