خبر أفجع قلوب المحبين، وكدر خواطرهم؛ إذ عشنا لحظات اللوعة والألم لانطفاء ومضة نبل إنساني. رحل خالي عن دنيانا.. خال فاضل، خال غالٍ، خال عزيز.. رحل بعد مرض ألمّ به، واعتصره، جعل الله ما أصابه تكفيرًا لسيئاته، ورفعة لدرجاته، إنه سميع مجيب.
وقد أشرف على تمريضه زوجته الصابرة الفاضلة وأبناؤه البررة. ولا شك أنهم ابتُلوا مثلما يُبتلَى الأخيار والصالحون من أمة محمد صلى الله عليهم وسلم.
جعل الله ما قدموه في ميزان حسناتهم.
وُلد في جدة، وعاش يتيم الأبوين؛ فكانت حياته كفاحًا وأملاً..
فلم يكن ضعف حيلته في أول حياته إلا دافعًا جميلاً لصنع الخير. كان ذا شخصية عالية - رحمه الله - نادر الوجود، بشوش الوجه، طيب النفس، كريمًا، متواضعًا، محبًّا للخير، ساعيًا إليه، مشاركًا فيه - رحمه الله -.
إنه رجل يستحق أن يحفر اسمه في ذاكرة الأجيال؛ لتكون سيرته مثالاً يحتذى، وحياته قدوة؛ فقد شقَّ طريقه في الحياة بنجاح رغم الصعوبات.. فرحمك الله يا خالي، وغفر لك، وتغمدك بواسع رحمته، وأوفدك وفادة المقبولين، ورفعك في عليين، وجمعنا بك في جنات النعيم.
إنه خالي اللواء عبدالعزيز التركي أبو ناصر.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولكن لا نقول إلا ما يُرضي الله: {إنا لهو وإنا إليه راجعون}.
- عائشة بنت عبدالعزيز التركي