كوثر الأربش
كان لابد أن ينسحب روحاني من حضور البيان الختامي الصادر عن القمة الإسلامية المنعقدة في إستنبول. فبعد كل ما بذلته الدبملوماسية الإيرانية من أجل خدمة مشروعها الدموي الجديد، بعد حملات التشييع التي امتدت للصين وإفريقيا وأوروبا، بعد مشروعها النووي التي أرهق ميزانيتها وجوّع شعبها، بعد بسط نفوذها على العراق ولبنان وسوريا، وبث سمومها الانقلابية في البحرين واليمن، وفقدانها لأهم جنرالاتها وجنودها في سوريا والعراق، بعد أن استغلت قداسة الحج، وفي «منى» تحديداً لإثارة الدول الإسلامية والعالم ضد السعودية، بعد أموالها التي انبثقت شرقاً وغرباً لشراء مؤيدين ورشوة مناصرين. بعد تحريضها المباشر وغير المباشر ضد المملكة فيما يعلق بتنفيذ الأحكام القضائية في عدد من إراهبيي الداخل.
بعد كل ذاك وأكثر كان لابد أن ينسحب هو والوفد المرافق له، لقد بائت سياسته بالفشل.. فشل أولاً: في زعزعة ثقة العالم الإسلامي بالمملكة، ثانياً: في كسر عزلة بلاده والإندماج مع بقية العالم الإسلامي، ثالثاً: في مسرحية الأهداف الكبرى والاهتمام بقضايا المسلمين، فبات واضحًا للجميع أن إيران لا تتبنى قضايا شمولية إسلامية وعالمية، بل ترعى مشروعاً قوميا طائفيا يهدف لإنعاش إمبراطورية كسرى من جديد، ولم يعد أحد راغبًا في خسران كيانه والتحول لمجرد محافظة فارسية تفترسها إيران وتمص خيراتها ثم تلقيها للإرهاب واللصوص والدمار. رابعًا: فشلت في مشروع تصدير الثورات، الذي بات الجميع يعرف أنه مجرد إثارة فتن وانقسامات تفتت الدول وتخدم المشروع الإيراني فقط خصوصًا بعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، التي سمّت الأشياء بأسمائها، بقوله: «إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شئون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي.
كان لابد أن ينسحب روحاني، ليؤكد للجميع أولاً أنه لن يصمد أمام 50 دولة لتلقي حقيقته المفضوحة. ثم أنه من الصعب أن يرى مكانة المملكة المتمثلة بقوة خطاب الملك سلمان، وسرد جرائمه ورفضها وجها لوجه، وهو الذي سعى سعيا حثيثًا؛ لأن يفرض سيادته بطرق غير نزيهة ودموية تمثل خرقاً للاتفاقيات والعلاقات الدبلوماسية والقنصلية والقانون الدولي.. كان لابد أن ينسحب ليحفظ ماء وجهه قبل أن يقال أمام أكثر من خمسين دولة، وبكل وضوح: روحاني نظامك ينكشف!.