الخرج - سليمان الظفيري / تصوير - إيهاب ماضي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حفل تخرُّج الدفعة السابعة من طلاب جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز، وذلك يوم الخميس 7/7/1437هـ بمسرح المدينة الجامعية بمدينة الخرج، وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل مدير الجامعة الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي ووكلاء الجامعة وعدد من العمداء.
وبدأت مسيرة الخريجين، تلاها الحفل الخطابي الذي افتتح بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب إبراهيم بن محمد العوين.
ثم أُلقيت كلمة الخريجين التي ألقاها نيابة عنهم الخريج فيصل بن محمد المرضي وجاء فيها:
كم هو شرفٌ عظيمٌ لي أن أقف هذا المقامَ الكريم، وفي هذه المناسبةِ العزيزة لأتحدثَ أصالةً عن نفسي ونيابةً عن زملائي في جامعتنِا الغالية جامعةِ الأميرِ سطَّامِ بنِ عبدِ العزيز.
فمرحباً بكم يا صاحبَ السمو وأهلاً بكم وسهلاً، لقد غمرتمونا بفضلكم عندما شرَّفتم هذا الحفلَ الذي نُكِنُّ له الكثيرَ من المشاعر. مرحباً بسموكم الكريم عندما قدمتَ لتشاركنا أفراحنا، وإنجازنا، ومناسبةً من أجمل مناسباتنا التي ازدادت بهاء، وجمالاً وألقاً برعاية وتشريف سموكم لها.
وهكذا مرَّتْ الأيامُ والسنواتُ التي قضيناها في جامعتنا جامعةِ الأميرِ سطامِ بنِ عبد العزيز، وجدَنا فيها أجمل رعاية وعناية من إدارةِ الجامعةِ وقادتِها، ومِن أساتذتِنا الكرامِ، فقد مزجوا أرواحهم الطيبة بعطائِهم الكريم علماً وفضلاً وتربيةً.
لقد وجدنَا في جامعتِنا الفرصةَ الكريمةَ لطلبِ العلمِ والمعارف، والمشاركةِ في البرامج والأنشطةِ الطلابيةِ، والمؤتمراتِ العلمية، والمسابقات البحثية والأعمال التطوعية والخدمة المجتمعية التي مكّنتنا من تحقيق ذواتنا وصقل شخصياتنا وعززتْ فينا انتماءَنا لمجتمعِنا ووطنِنا وقادتِنا.
وها نحن الآن على بوابةِ التشرفِ بالمشاركة في خدمةِ وطننا الغالي، واضعين نصْب أعيننا أن التسلح بالعلم والمعرفة، والعقيدةِ الصحيحة هو السلاحُ الأمضى لحمايةِ وطنِنا والذودِ عن حياضه، صاحبَ السمو، أستأذن سُموَكم الكريم لأُرسلَ باقاتِ شكرٍ مُعَطَّرة، بالحبِ والاحترام مؤطرة لكل من شاركَنا فرحتَنا في هذا الحفلِ البهيج.
إلى سموِكم الكريم نهدي أجملَ التحيةِ والشكرِ والتقديرِ لتشريفِكم حفلَنا ورعايتِه فتشريفُكم مصدرُ افتخارٍ واعتزازٍ لنا وستظل صورةُ سموكم الكريم في حفلنا السعيد مصدرَ إلهامٍ لنا.
مديرِ الجامعة، الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي لكم من عبارات الشكر أجملها، ومن كلمات العِرفانِ أجلّها، لقد كنتم لنا الأبَ الكريمَ الحريصَ على أبنائِه، وجدنَا في كنفِكم لِينَ الجانب، وفَتْحَ أفقِ الحوارِ البنّاء، والحرصَ المستمرَ على لقائِنا، وسماعِ شجونِنا، وعلاج مشكلاتنا.
إلى وكلاءِ الجامعةِ وقاداتِها وعمدائِها، نقول شكراً بملء أفواهنا فقد غمرتُمُونا بكرمِكم وحرصِكم واهتمامِكم فلا حرمَكم اللهُ الأجرَ والمثوبة.
إلى أساتِذتِنا الفضلاء نهدي التحيةَ والشكرَ والعرفانَ على كلِ لحظةٍ تعليميةٍ تربويةٍ استمتعنا فيها معكم.
إلى آبائنا الكرام، حضورُكم حفلَ تخرجِنا تاجُ كرامةٍ لنا ووسامُ شرفٍ لنا، لقد كنتم أنتم الداعمَ الأول لنا. كلماتُكم ودعواتُكم الصادقةُ، واهتمامُكم، ورعايتُكم كانت تمُثّلُ الزادَ الذي يزودُنا بالحماسةِ والإقدامِ، بارك اللهُ حياتَكم في صحةٍ وعافيةٍ وهناء ونسألُ اللهَ أن نكون عند حسن ظنكم، ومهما فعلنا لن نفيَكم حقَّكم علينا.
وشكرٌ خاصٌ لقلوبٍ ترمقُنا بكل حنانٍ وعطف، ولهفةٍ وشوق، وآمالٍ تعانقُ السماء.
إلى أمهاتنِا الكريمات اللائي حَضَرْنَ معنا بأرواحهنَّ ودعواتهنَّ ومشاعرهنَّ، بأي حرفٍ سنرسلُ شكرَنا وبأي لحنٍ سننشدُ مشاعرَنا، وبأي أسلوبٍ سنوصلُ حديثَنا وبوحَنا فلكنَّ من الشكرِ أجزلُه ومن الدعاءِ أصدقُه وأوفاه، وسنظلُّ عاجزين عن رد الجميل لكنَّ، شكراً لكل من شاركَنا فرحتَنا وحضرَ حفلَنا.
عقب ذلك عُرض فيلم وثائقي يتحدث عن مسيرة الجامعة، ثم ألقى مدير جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي كلمة قال فيها: مرحباً بكم صاحب السمو ترحيبَ خريجٍ تغمره الفرحةُ والأمل، وتعمرُ قلبَ أسرتِه المسراتُ والأحلامُ والتطلعات، ومرحباً بك وأنتَ تتجشمُ العناءَ لتشاركَ جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز هذه الفرحةَ بتخريج الدفعةِ السابعةِ من أبنائها راعياً وداعماً ومحفزاً للمزيدِ من النجاحِ والفلاحِ، وإن من حديث النعمة الواجب ترديده في كل آنٍ ومقام؛ ما هيَّأه الله لوطن العز ومهبط الوحي من اتخاذ قيادتِها الإسلامَ العظيم منهجاً ودستوراً؛ فحلَّ بفضل الله ثم بهذا النهج وبحكمة القيادة وعدلِها السِّلمُ والأمنُ الوارفُ والرخاء في وقت تضطرب البلدان من حولنا وتهيج فيها الفتن والفرقة والفقر.
وحين تطلّب الأمر ردع الظلم اتخذت في الجنوب عاصفةً عنوانها الحزمُ، وسلاحُها العزم، وغايتُها الحقُ والأمن والعدل.. ثم جمع الله بها في مناورة رعد الشمال وفي التحالف الإسلامي قوةَ المسلمين واتحادَهم بقيادةٍ سعوديةٍ أبهرتِ العالمَ، وأوقفتْهُ احتراماً، وما هذه الجامعات وانتشارها وهي تشع علماً ومعرفةً في مناطق ومحافظات المملكة، إلا واحدة من تلك الملاحم التي تستوجب شكر الله ثم القيادة الرشيدة.. ولا شك أن التعليم النوعي هو عدتنا وعتادنا لبلوغ المنجزات والإسهام في مشروع التحول الوطني المعتمد على الإنسان السعودي، ذلك أن العنصر البشري هو القوة المنتجة للتنمية، ومن هنا تكبر الأحلام الوطنية في مثل هذا اليوم حين تدفع الجامعات بأفواج الخريجين لخدمة بلادهم والانضمام لمجالات العمل والإنتاج، وبناء مجتمعات المعرفة بالمستوى الذي تستحقه المملكة العربية السعودية بتاريخها وبمكانتها وبقيادتها الوفية وشعبها الكريم.
وأضاف: لقد استعرض الفيلم بعض أوجه المشاريع والحراك الأكاديمي والمعرفي الذي تشهده الجامعة لكنني أجدها فرصةً مواتيةً لأؤكد على بعض المؤشرات التي تدعونا إلى التفاؤل بحاضر هذه الجامعة ومستقبلها.
فالمدينة الجامعية الحالية تُوشك على الانتهاء، كما تعلّق الجامعة آمالاً كبيرة على مشروع المدينة الطبية الذي انطلق بحمد الله وتوفيقه.. وأسعدها كثيراً استلام العديد من مشاريعها في عدد من المحافظات، وسنسعد أكثر بقرب انتهاء العمل في عشرة مبان عاجلة خصصت جميعاً لكليات البنات.
وأشير إلى نجاح الجامعة في تحقيق مراكز متقدمة في الخدمات الإلكترونية والمؤتمرات العلمية الطلابية وعلى المستوى الأكاديمي فإن العمل جارٍ وبلا توقف في تطوير الخطط والبرامج الدراسية لتواكب المستجدات ومتطلبات التنمية في بلادنا، كما أنشأت الجامعة مركزاً متخصصاً لتطوير التعليم يسعى إلى الارتقاء بمستوى الأداء الأكاديمي وتحسين الخدمة مهنياً وأكاديمياً.
لقد خطت الجامعة خطوات متقدمة في الاعتماد المؤسسي والبرامجي وأنظمة ضمان الجودة، وكان من ثمارها بتوفيق الله اعتماد برامج كلية المجتمع، وكلية الهندسة، إضافةً إلى برامج الفيزياء، والرياضيات من المنظمات الدولية المتخصصة.
كما يحق لنا أن نُسْرَّ بانتظارٍ أعقبه وسيعقبه - إن شاء الله - قدومُ أكثر من سبعمائة مبتعث ما بين معيد ومحاضر من أبناء الوطن استقطبوا وفق معايير الجدارة والكفاءة ويواصلون دراساتهم في أفضل ثلاثمائة جامعة على مستوى العالم لينضموا إلى زملائهم في موكب المعرفة والعطاء للوطن الكريم.
وفي ختام كلمته هنأ الخريجين على تخرجهم، مباركاً لأسرهم ولأحبابهم وأصدقائهم هذا النجاح وهذا الإنجاز.
مؤكدًا لهم أن المسيرة القادمة تقتضي الصبر وعلو الهمة في أعمالهم وفي كل مسالك الحياة ودروبها؛ وقال: فثقوا بالله ثم بأنفسكم وبقدراتكم، وتأكدوا أنكم دعامة أساسية من دعائم الوطن تنتظرون خيرَه وبرَّه، وينتظر عقولكم وسواعدكم، وأنتم - بإذن الله - أهل للثقة في صنع المستقبل المشرق لكم ولأسركم ولوطنكم المعطاء.
وشكرَ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض على هذا التشريف الكبير وهذا الدعم، سائلاً الله أن يجزيه عن الجميع وعن أبنائه خير الجزاء، وأن يحفظ المملكة.
بعد ذلك ألقى عميد القبول والتسجيل الدكتور عبد العزيز بن محمد الصقر كلمة قال فيها: بهذه المناسبة السعيدة أتقدم بالتهنئة الخالصة لأبنائي الخريجين, متمنياً لهم التوفيق والنجاح في مستقبل حياتهم العملية والعلمية، سائلاً الله سبحانه أن يكونوا لبنات خير وسواعد تطوير لهذا البلد المعطاء.
وبيّن د. الصقر أن عدد الخريجين للفصل الدراسي الأول والمتوقع تخرجهم للفصل الدراسي الثاني بلغ (3765) (ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمسة وستين) طالبًا وطالبة، منهم (1127) ألف ومائة وسبعة وعشرون طالبًا و (2638) وألفان وستمائة وثمانية وثلاثون طالبة، موزعين على كليات الجامعة بجميع مقارها بمحافظة الخرج، وحوطة بني تميم والأفلاج والسليل ومحافظة وادي الدواسر.
بعد ذلك ألقى سمو الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض كلمة ذكر فيها أن في حياة الإنسان لحظات لا تُنسى، ومن أهم هذه اللحظات التي لا تُنسى إذا تناغم المكان والزمان فنحن اليوم في محافظة الخرج وفي جامعة الخرج التي تشرف بأن تحمل اسم رجل غالٍ هو صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي عمل وقدم لمنطقة الرياض الشيء الكثير ولمحافظة الخرج ضمن محافظات المنطقة.
كل ذلك جاء بتوجيه وتخطيط ورعاية من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي يخطط بنظرة ثاقبة وبعيدة، لنجد أنفسنا في مثل ما نحن فيه اليوم في هذا الصرح العملاق هذه الجامعة الفتية التي تشق طريقها في خدمة هذا الوطن ومن أجل الوطن.
إننا في بلد حباه الله بخيرات كثيرة ووهبه نعمًا عظيمة، ويجب علينا أن نتمسك بخدمته ومواصلة السير نحو الأخذ بيد هذا الوطن إلى بر الأمان بعيداً عن غثاء المشكلات التي تحدث يميناً وشمالاً.. هذا الوطن نظيف بأهله نظيف بأرضه شريف في عمله.. نسأل الله أن يجعله كذلك دائماً وأبداً - بإذنه تعالى -.
أحمل إليكم أيها الإخوة.. أيها الزملاء.. أيها الطلبة.. أيها الخريجون الذين ستعملون من غد في أعمال تخدم وطنكم أحمل إليكم تحية الملك - حفظه الله ورعاه -، إنه ينظر إلى إنسان هذا الوطن نظرة إعزاز وتقدير ينظر إليه ليكون ليس كأي إنسان على هذه الأرض، فالإنسان السعودي له صفات وخصوصيات يجب أن تحترم ويجب أن تأخذ مكانها على أرض الوطن - بإذن الله -.
إننا جميعاً نعمل ونجد ونجتهد ولا نستغني عن بعضنا البعض، فنحن نكمل بعضنا بعضاً وأي منجز يتم إنما يسجل لفريق عمل كامل يعمل بجد واجتهاد وتلاحم، فلنشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم، ولنشكر كل من عمل وثابر واجتهد وجد، فالمستقبل ينتظر منا الشيء الكثير. حفظ الله الوطن وولي العهد وولي ولي العهد.
وفي نهاية الحفل قدم مدير الجامعة د. عبد الرحمن العاصمي درعاً تذكارياً لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز.