علي الصحن
حقق الهلال في الدور الثاني من الدوري السعودي (15) نقطة فقط من (27) نقطة مفترضة في (9) مباريات، وبنسبة مئوية حقق الفريق 55 في المئة من النقاط، وبشكل وصفي لهذه الأرقام وعلى طريقة التقارير الدراسية يمكن القول ان مستوى الهلال في الدوري الثاني من الدوري السعودي (ضعيف) أو الدرجة (د)!!
قبل فترة التوقف ما بين الدوري الأول والثاني تحدث الكثير من الهلاليين عن تراجع مستوى الفريق - رغم أنه يُنافس بقوة على كل الألقاب - وأكدوا أن الفريق يعاني على المستوى الإداري والفني، وأن إدارة النادي في موسمها الأول يجب أن تبدأ من حيث انتهت الإدارة السلف، وليس العودة من جديد لنقطة الصفر، لكن الفترة الشتوية مرت ولم يتغير أي شيء ولم يتم تقديم أي إضافة وبقي كل شيء على حالته، ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يفرض الواقع نفسه وأن يدفع الفريق ثمن التسويف والتأجيل والإصرار على قناعات معينة أثبتت الأيَّام عدم سلامتها.
مدرب الفريق دونيس قدم كل ما في جعبته في المرحلة التي تولى فيها قيادة الفريق الموسم الماضي، وكانت كل المؤشرات تقول انه سيعود إلى بلاده قبل أن يغير هدف جحفلي كل شيء، ومع بداية الموسم وتوالي المنافسات والتحديات كشف دونيس عن قدراته وتناقضاته وضعف تدخلاته، وها هو الفريق يدفع الثمن فقد خرج من دوري آسيا في نسخته السابقة بسبب قناعات ممرنه، وبدأت تقل حظوظه في تحقيق لقب الدوري المفقود من أربعة مواسم، والسبب دائماً هو المدرب دون إغفال دور بعض اللاعبين الذين يعتقدون انهم النجوم ولا نجوم غيرهم في نزيف النقاط الذي عاني منه الفريق طوال الفترة الأخيرة!!
على الصعيد الإداري وصل كثيرون إلى قناعة أن إدارة الكرة في فريق الهلال أقل مما يحتاجه الفريق ولاعبوه، وأن مدير الفريق الحالي لم يوفق في مهمته بدلالة مشكلة ناصر الشمراني التي كان لا بُدَّ من احتوائها وحلها وعدم التباين في تقديم أسبابها للجمهور، مما جعل التخمينات والإشاعات تتناثر يمنة ويسرة بشكل لا يمكن أن يكون في صالح الفريق، وفي مثل هذه المواقف تتضح أهمية وقيمة العمل الإداري المحيط بالفريق.
لاعبو الهلال الأجانب ما الفائدة التي جناها الفريق منهم خلال الفترة الثانية من الموسم.. من البداية والبعض يتحدث عن جدوى الإصرار على ملء خانتي قلب دفاع بلاعبين أجانب، ورغم ذلك ووفقاً لقناعات فنية بقي النجم كواك واللاعب ديقاو، والأخير كثير الغياب إما موقوفاً (أربع مباريات انضباطياً هذا الموسم) أو مصاباً في غرفة العلاج الطبيعي، والثالث ادواردو زاد الضغط عليه خلال الجزء الأول من الموسم ووضعت كل الحلول بيده وأنقذ مدربه غير مرة لكنه أصيب في النهاية وطالت فترة علاجه، وتأثر الفريق بشكل لافت جراء غيابه.
أما اللاعب الرابع (رأس الحربة) فقد اثبت أنه دون تطلعات الهلاليين (بكثييييييير) وأنه إن أفلح بتسجيل هدف في مباراة فإنه يهدر جهود زملائه وجهده في المباراة التالية وربما في نفس المباراة...!! ومع ذلك لا زال مدربه يجامله ويصر عليه ويفرض تواجده في القائمة الرئيسة على حساب ناصر وياسر وهما في أسوأ أحوالهما أفضل منه (بمراااحل) من وجهة نظري!!
يقول بعض المدافعين عن عمل إدارة الهلال ومدرب الهلال أن الأرقام تثبت نجاح العمل الذي يقومون به، غير أن الأرقام نفسها تثبت سوء حال الفريق ولا سيما ودرجة (15/27) كافية للرد، وتأكيد أن حال الهلال لا تسر الهلاليين!!
يقولون أيضاً إن الفريق مع دونيس حقق ثلاث بطولات ومع الإدارة الحالية حقق بطولتين، ويقال أيضاً انهم يشكرون على هذا العمل ولا يمكن إغفاله وهو يوضع في قائمة نجاحاتهم، لكن في العالم كله فإنَّ منافسات النفس الطويل ثم البطولة القارية هما الحكم الحقيقي على جودة العمل.
أخيراً لا بُدَّ من القول إن حظوظ الهلال بلقب الدوري قلت ولم (تنعدم) وأنه ربما يحقق البطولة وربما لا يحققها، وفي كل الأحوال لا يمكن إغفال فشل مدرب الفريق وأن مدرباً آخر ربما يكون قد حسم الأمر وطار باللقب (السهل) هذا الموسم، ويكفي أنه أضاع (12) نقطة في الدور الثاني يتفق معظم المحللين والمتابعين أن لقناعات دونيس وتدخلاته دور كبير في تسربها من حساب الفريق.. ولابد من القول أيضاً إن إدارة النادي لم تتعامل مع المدرب كما يجب وأنها بالغت في منحه الصلاحيات - أو هكذا نشعر - لكن من العدل أيضاً القول إن الإدارة في موسمها الأول قد استلمت النادي وهو مكبل بالديون وأن هناك أموراً - وليس كل الأمور - يصعب عليها علاجها أو وضع حلول لها خلال موسم أو موسمين!!.
مراحل.. مراحل
ما بين أحاديث المدرب، وأحاديث النائب غير المتخصص في الأمور الفنية، تناقضات تكشف الكثير من معاناة الفريق!!
الجميع اتفقوا على سوء الإداري.. ومع ذلك مازال مستمراً في منصبه (يتفرج) على الفريق دون أن يكون له تدخلات مثمرة!!
المهاجم لا يكتفي بالفردية وإضاعة الفرص.. بل يزيد الطين بلة والعلة علة بالوقوف أمام الكرات التي يسددها زملاؤه ويحرم فريقه من أهداف محققة!!
الحديث عن التحكيم وأخطاء الحكام لا فائدة منه، ولم يعد هناك أمل إلا بتغيير واسع في إدارته التي عجزت عن التقدم قيد أنملة...!!
هل يتلخص دور إداري الفريق في التحضير اليومي والفرحة بالأهداف والتصريح بعد كل مباراة فقط؟؟ وهل يوجد دليل تنظيمي أو دليل إجراءات يحدد مؤهلات مديري الكرة والأعمال المطلوبة منهم.. أم أن المؤهل المطلوب لا يتجاوز في الغالب لاعبا سابقا أو محبوبا جماهيريا أو صديقا لصناع القرار.. الجواب عند إدارات الأندية...!!
مجموعة الأخضر في تصفيات كأس العالم 2018 صعبة لكن: لا شيء مستحيل في كرة القدم/ أمامنا متسع من الوقت لتلافي كل الأخطاء وصناعة منتخب قوي يُنافس بقوة.