علي الصحن
منذ متى والتسيب شعار معسكرات المنتخب السعودي الأول لكرة القدم؟، منذ متى وعدم احترام أنظمة المعسكر والالتزام بمواعيده ديدن بعض اللاعبين؟.
منذ أن غاب الحزم عن القرارات وأصبح بعد الأعضاء بمثابة محامين عن بعض اللاعبين، وأصبح هناك من يبحث عن أعذار للاعبين يبرر به غيابهم ويلتمس من خلالها أسباباً لا توجب عقابهم، ومنذ أن أصبح الاختيار للمنتخب غير خاضع لأمور فنية بحتة، ومنذ أن أصبح بعض الإعلام يتعاطى مع اللاعب المخالف حسب النادي الذي ينتمي له دون أن يضع مصلحة المنتخب بالاعتبار وفوق كل الانتماءات، ومنذ أن أصبح المدرب يراقب اللاعبين عن بُعد ويحضر فقط للمعسكرات والمناسبات الرسمية، ومع ذلك يقبض أجره بالكامل، ولا أدري هنا ولا يدري غيري سوى أعضاء اتحاد الكرة هل تضمنت شروط العقد غيابه كل هذه الفترة والتزامه بالتحليل الفني لدوري بلاده، وهل وافق عليها اتحاد الكرة من أجل التخلص من أزمة البحث عن مدرب التي استمرت ثمانية أشهر، أم أن مارفيك يقوم بذلك مخالفاً للعقد ودون أن يقول له أحد لماذا؟
أيام حملة أحمد عيد الانتخابية وعد بأن يجعل المنتخب، ضمن أفضل أربعين منتخباً في العالم، واليوم لا يطالبه الشارع الرياضي بالالتزام بذلك الوعد، ولكن بضمان استقرار المعسكرات وحضور المدرب وعدم تأخر اللاعبين.. لقد قلت درجة الطموح، وبات المشجع الذي يطالب بتحقيق لقب القارة والوصول إلى موسكو يطلب فقط ضمان المشاركة في أمم آسيا التي اكتفينا بالتغني بأمجادنا السابقة فيها رغم مرور عقدين من الزمان وخمس نسخ من البطولة دون أن نحقق اللقب.. وفي النسختين الأخيرتين اكتفى الأخضر بالحضور في الدور الأول ثم العودة إلى الرياض... وما من حلول تلوح في الأفق.
في أحداث سابقة تأخر لاعب عن المعسكر وخرج ثلاثة دون إذن حتى الفجر وحدثت مشكلات بين لاعبين ومشجعين من ضمنها حادثة الجوال الشهيرة، وفي كل مرة كان اتحاد الكرة يحاول الخروج بأقل العقوبات التي يطالب الرياضيون المخلصون بها، وكان التبرير دائماً بعد وجود لائحة للاعبي المنتخب تحدد المخالفات والعقوبات المندرجة تحت كل مخالفة، وفي اعتقادي أن هذا مبرر غير كاف لتمرير عقوبات بسيطة مقارنة بالخطأ.. وهنا يكفي الإشارة إلى قرار عدم ضم الثلاثي للمنتخب لفترة معينة، ثم خرق القرار وإعلان ضمهم للتشكيل قبل نهاية المدة وكأن الأخضر لن يكون قادراً على فعل شيء بدونهم.. وكيف يتوقع صانع القرار ردة فعل غيرهم من اللاعبين وهم يرون عدم التزام اتحاد الكرة بقراراته، ودعك ممن يقول: إن تلك العقوبة ستنفد خلال أيام، ففي النهاية هناك خرق لقرار دون إصدار قرار آخر يبرر ذلك!!
الحقيقة أن الأخضر يعاني، واتحاد الكرة والقائمون عن المنتخب إما أنهم لا يدركون هذا الشيء أو أنهم يدركونه لكنهم لا يعرفون كيف تعالج الأمور.
في المعسكر الأخير بدأت المعاناة بغياب مارفيك عن المتابعة الميدانية للاعبين والمنافسات ثم جاءت القائمة لتضع علامات استفهام أمام بعض اللاعبين ومبررات ضمهم للمنتخب وهم الذين لم يفلحوا مع أنديتهم، ثم جاء غياب لاعبين وخروج ثالث واكتشاف إصابات واستبعاد لاعبين وضم آخرين ليؤكد أن الاجتهاد وحده لا يكفي وأن العمل المنظم والمستمر غير موجود للأسف في إدارة المنتخبات.. وعسى الله يجيب العواقب سليمة.
أقوى دوري عربي
كان يا ما كان... كان دورينا أقوى دوري عربي أما الآن فقد انصرف معظم متابعيه لمتابعة الدوريات الأوربية والاستمتاع بجماليات كرة القدم التي تُقدم هناك وقصر متابعة المنافسات المحلية على المباريات الكبيرة أو مباريات النادي المفضل وتتبع النتائج من خلال برامج التواصل الاجتماعي...
للأسف... أنديتنا لم تعد قادرة على تجاوز نقطة معينة وصلت إليها قبل عشر سنوات، وأنديتنا تعاني من الديون وغياب الرؤية الاستثمارية المناسبة، والعجز عن تحقيق عوائد مالية تضمن القدرة على تطوير العمل وآلياته في المستقبل.
وللأسف أنديتنا غير قادرة على التعاقد مع أجهزة فنية كفؤة ولا لاعبين أجانب يحققون الإضافة الفنية الحقيقية إلا ما ندر، لذا أصبح التعديل والتبديل في قوائم الأجانب من مدربين ولاعبين هو القاعدة طوال السنوات السابقة والسبب دائماً في سوء القرار.
نردد أقوى دوري عربي وفيه وخلال السنوات السابقة لا يتنافس إلا فريقان أو ثلاثة على اللقب، نردد أقوى دوري عربي ونحن ندرك أن الجمهور بدأ يتسرب من المدرجات ويكفي من ضمن ما يكفي ضعف الحضور الجماهيري للمباريات الكبيرة هذا الموسم وآخرها ديربي الهلال والنصر قبل أسبوعين!! ونردد أقوى دوري عربي وهذا الدوري مازال عاجزاً عن تقديم خلفاء حقيقيين لمحمد الدعيع وسامي الجابر وفؤاد أنور وخالد مسعد وغيرهم من جيل الإنجازات الأخيرة للمنتخب.
نردد أقوى دوري عربي وفيه تظهر الأخطاء التحكيمية بشكل يشيب له رأس الوليد... دون أن يتدخل المعنيون ودون أن يكون هناك حل حازم...!! نردد أقوى دوري عربي ويظهر أكاديمي ليقول إن الدوري (مبيوع) وسط صمت مطبق من اتحاد الكرة رغم أن الأمر يمس كرامته وحياده.
نردد أقوى دوري عربي وأنديته عاجزة عن تحقيق اللقب القاري منذ عشر سنوات وأقصى ما نجحت فيه هو الوصول إلى النهائي مرتين فقط، وهنا تكفي نتائج ممثليه وكبار أنديته هذه الأيام في الدوري القاري لتكشف الحقيقة المرة وتقول إن موقعه من المنافسات والإعراب.
أقوى دور عربي عبارة قديمة استهلكت.. وإذا أردنا أن نعيد لها الوهج ونجعلها حقيقة متجددة فلنعالج كل أسباب ترديه وتراجعه وهي كثر... وقبل ذلك الاعتراف بواقعه الحزين.
كم العدد المناسب من الأندية؟
الأحد القادم يُعلن عن نتائج دراسة العدد المناسب للأندية السعودية البالغة ما يقارب الـ170 نادياً.. بعد الموافقة على إنشاء 17 نادياً في أكتوبر 2014م.
أعتقد أن التوجه لتقليص عدد الأندية هو القرار المتوقع خاصة في ظل عجز الكثير منها عن تحقيق أي نتائج في أي ألعاب، وعدم القدرة على اكتشاف ولو لاعب واحد في أي لعبة !! وبقائها في مقار مستأجرة تكلف الدولة الكثير دون عوائد، والصرف على رواتب مدربين وفنيين لم يحققوا أي إضافة، ووجود أندية في نفس المحافظة بما يضمن توحيد الجهود وتطوير الرياضة.
هناك فرق كرة قدم في بعض الأندية لا تلعب في الموسم كاملاً سوى أربع مباريات فقط.
هناك أندية تحقق نتائج لافتة في بعض الألعاب المختلفة.
هناك أندية تقوم بأدوار اجتماعية أو ثقافية في مجتمعها... ولا تحقق أي شيء في الجانب الرياضي وتلك الأدوار يمكن أن تقوم بها جهات أخرى.
وجود بعض الأندية في مواقع معينة ربما يعوق تطورها وتطور أندية أخرى في نفس الموقع.
تقليص عدد الأندية ودمج أندية بأخرى قرار قد لا يكون سهلاً وربما تكون له انعكاساته.. لكن في النهاية له مبرراته.