علي الصحن
يأتي ديربي اليوم بين الهلال والنصر وهو الثالث هذا الموسم وقد فقد الكثير من ملامحه، فلا الهلال الهلال ولا النصر النصر، ولا ظهورهما في الفترة السابقة يشي بأننا سنشاهد الليلة لقاءً يحمل في طياته بعض ما حملته لقاءاتهما السابقة.. الشيء الوحيد الذي قد ينقذ الديربي هو رغبة القائمين على كل فريق في مصالحة جماهيرهما بنقاط الجار، في سباق طويل تتباين فيه الطموحات وتتقاطع الرغبات، علماً بأن الفوز اليوم لا يمكن أن يكون كافياً لأن يدع أنصار الفريقين مطالبهما في إصلاح الحال جانباً ولو إلى حين...!!
يأتي الهلال إلى الديربي وقد كبَّلت نتائجه الأخيرة حظوظه في المنافسة، وأي تعثر آخر قد يؤدي إلى فقدانها تماماً والمضي نحو موسم خامس بعيداً عن بطولة الدوري التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها...!!
الهلال أمام تحديات عدة، وأمام غضب جماهيري لم يتأخر خلال الأيَّام الماضية في عرض مطالبه على طاولة الإدارة التي بدا أنها تريد العمل بهدوء وإظهار عدم التأثر بالحملات الجماهيرية التي تضرب بقوة بعد كل تعثر، فالفريق الذي فرط في 10 نقاط من 18 في الدور الثاني من الدوري السعودي، والفريق الذي عجز عن الفوز في آخر أربع مواجهات، والفريق الذي عجز عن التسجيل في آخر ثلاث منها، والفريق الذي خسر من جميع الفرق التي تنافسه في المراكز الأولى، والفريق الذي عجز مدربه عن الثبات على قائمة مناسبة ليتحجج مرة بالتدوير ومرة بالإرهاق، والفريق الذي تعاقد مع مهاجم أجنبي لحل مشكلة التسجيل فوجد أن المدافعين يسجلون أكثر من هذا المهاجم، كشف أنه يعاني ويعاني وأن مدربه وبعض لاعبيه لم يفطنوا لهذه المعاناة أو أنهم فطنوا لها لكنهم لا يملكون ما يقدمونه حيالها..!!
الهلال يواجه النصر اليوم وقد كسبه في آخر ثلاث مواجهات، وهو يريد أن يثبت قوته أمام جاره ويريد أن يَتمَّسك بآماله في المنافسة، فالمساحة الباقية لم تعد تحتمل أي تعثر جديد، وغالبية مناصري المعسكر الأزرق لم تعد لديهم الثقة الكافية بمدرب الفريق وعدد من لاعبيه، وهو يؤمنون أن دونيس لم يعد قادراً على الإضافة، وأن طريقته وتدخلاته لم تعد مفيدة، وأن عناده وإصراره يكلفان فريقه الكثير.. غالبية الهلاليين يضعون كل آمالهم في قدرة اللاعبين على استشعار خطورة الموقف، وتحقيق نصر غاب منذ أربع جولات في الدوري.
في الجانب الآخر يأتي النصر وقد وضع كل آماله في المنافسة جانباً، وما يقدمه من مستويات متباينة جعلت بعض محبيه قلقين على مستقبله وأن يعيد ذكرياته قبل 8 مواسم حينما كان ينافس على الهروب من دائرة الهبوط (!!) وفوزه اليوم يضرب له عصفورين في حجر واحد أمام جماهيره.. تأمين موقفه وتعطيل منافسه..!!
وعلى عكس الهلال الذي يتمسك مسيروه بدونيس رغم أنه يثبت منذ خروج الفريق من البطولة الآسيوية أنه ليس ضالة الفريق، فقد غير النصر غير مرة في إدارته الفنية، فمن ديسلفا إلى كانافاروا إلى كانيدا، ومع ذلك ما زال الفريق يدور في نفس الدائرة، وكلما ظن النصراويون أن فريقهم قد تعافى من أزمته سقط من جديد، وأصابع الاتهام لم تترك أحداً دون أن تؤشر عليه!!
مباراة اليوم تأتي وسط هذه الظروف التي لا بد أن تضع أثقالها على المعشب الأخضر، وأن تظهر آثارها على أداء اللاعبين، وتعامل المدربين مع الحوار الكروي، وفي مثل هذه الظروف ليس من المنطق أن تتوقع شيئاً للمقابلة، أو أن تحاول رسم سيناريو مبكر لها.. كل شيء يُترك للظروف داخل الميدان.
اليوم قد نشاهد مباراة مثيرة في بعض تفاصيلها، لكنها في النهاية لن تصل إلى ذروتها الفنية كما كان الفريقان يفعلان في السابق، ولا سيما في ظل غياب العنصر المحلي والأجنبي والتدريبي الذي يصنع الفارق..!!
أصلحوا حال برامجكم!!
معظم البرامج الرياضية الفضائية فقدت مشاهديها، نسب المتابعة قلت كثيراً عن السابق، وردود الفعل وصدى الحديث لم يعد كما كان في ما مضى، وهناك أسباب عدة لذلك:
مواعيد البث المتأخرة التي لا تناسب كثيراً من المشاهدين.
ظهور مذيعين غير معروفين وتصديهم لبرامج وحوارات يعجزون عن التعامل المهني معها.
تقاطع مصالح بعض القائمين على البرامج مع آخرين وسهولة اختراقها وتطويعها لمصالح خاصة.
ظهور ضيوف لا يمكن قبول السماع لهم أو الأخذ برأيهم ولو في ناصية شارع.
عجز عدد من الضيوف المعروفين عن تجاوز نقطة معينة وأسلوب مكشوف وتكرار ما يقولونه ولو كان باطلاً، والإصرار على الرأي ولو كان أعمى!!
فقدان بعض البرامج مصداقيتها وعدم الموثوقية بما تقدمه أو تطرحه.
عدم قدرة البرامج على التطوير وتقديم شيء مختلف.. فالأسماء تتغير والديكور يختلف لكن المحتوى (تقارير وثلاثة يسولفون) ويحاولون تقديم إثارة مصطنعة وربما تم الاتفاق عليها.
رفض بعض أولياء الأمور مشاهدة أبنائهم لهذه البرامج خاصة بعد أن ثبت أن بعض مذيعيها يقعون في المحذور إما لفرط جهلهم أو تعصبهم.
أخيراً.. وهذا الأهم غياب الأسماء الإعلامية المعروفة ذات الخبرة والمهنية والـتأهيل ورفضهم الظهور في هذه البرامج لأسباب مختلفة، أبرزها عدم القناعة بما يطرح كل مساء.
السؤال هنا: هل يتنبه القائمون على القنوات التي تقدم مثل هذه البرامج لذلك، ويصلحون حالها وحال محتواها قبل فوات الأوان؟؟
مراحل... مراحل
- دونيس لم يفشل إلا في أمور منها: (القراءة الفنية للخصم - لعب كل مباراة بأسلوب مناسب - إيجاد توليفة مميزة ومناسبة - اختيار لاعب أجنبي عليه القيمة - الإصرار على مشاركة لاعبه الميدا رغم وجود من هو أفضل منه - عدم الاستفادة من الدروس بدلالة تكرار الوقوع في نفس الأخطاء - التدخل المناسب حسب ظروف المباراة....) فقط!!
- تقاطع المصالح والازدواجية في العمل والأدوار، أمور يجب أن تتنبه لها بعض الأندية فهي تنخر في جسدها من الداخل، ونتائج ذلك بدأت تظهر!!
- لو تم إبعاده فلن يضيع فمركزه محفوظ مثل (صديقه) الذي انكشفت حقيقته في ثاني يوم من إبعاده (اقصد اعتزاله)..!!
- هناك من يدعي الإخلاص، وهو صادق ولكن (لمصالحه) الخاصة!!
- تقاذف اللجان لاحتجاج الاتحاد ومطالبه بإعادة مباراة القادسية يكشف عدم وجود نظام يستند عليه في مثل هذه القضايا..!!
- وفي حال عدم وجود نظام فلا حل سوى الاستئناس برأي مشرع قانون كرة القدم (فيفا) لكن اتحادنا لا يريد تصعيد الأمر كما يبدو حتى لا ينكشف أمره وضعف حيلته.