علي الصحن
تختلف اللغة ويختلف التعامل عند بعض الرياضيين عندما يحضر الهلال، ومركب الإساءة للهلال ليس مقتصراً على فئة معينة، ففيه إداريون ولاعبون وشرفيون وإعلاميون، كلهم يتغيرون عندما يتعلق الأمر بالهلال...!!
إداريون هادئون تتعرض فرقهم لأخطاء تحكيمية مثل غيرها ويتقبّلون الأمر ولكنهم يثورون ويهددون ويتوعدون بعد مباراة الهلال ويخترعون أخطاء غير موجودة أصلاً، وبعضهم يتحول لشاعر (حزين) وآخر دخل الوسط الرياضي وخرج منه ولا يتذكر الشارع الرياضي له إلا تصريحاً واحداً ضد الهلال!!
الناقل الحصري... يختلف أداؤه في مباريات الهلال، وفي مباراة الهلال الدورية الأخيرة استفز الهلاليين باقتطاع ربع الشاشة ليعرض قمصان فريقي الأهلي والاتحاد بشكل لم يقم به الإسبان في المواجهات التي سبقت كلاسيكو العالم السبت الماضي، وهنا لا أعلم هل يعتقد مخرج الناقل الحصري أن ما قام به عمل احترافي وتقديم سبق لمشاهدي مواجهة الهلال والخليج أو هو بالفعل يستفزهم، وكلتا الحالتين مصيبة!!
شرفيون يظهرون فجأة في مباريات أنديتهم التي تسبق مواجهات الهلال فيضخون الملايين ويقدمون المكافآت والسيارات ويتكفلون بسداد المتأخرات... وما إن تنتهي المواجهة إلا ويعودون لغيابهم على (أمل اللقاء بهم في مواجهة الهلال القادمة)..!!
وفي بعض البرامج الرياضية وصلت حال بعضهم إلى الكذب وادعاء وقائع غير موجودة وتزييف حقائق ثابتة، والمشكلة أن بعض من (يطنطن) في هذه البرامج لا يعي ما يقول وكل همه هو الإثارة وإرضاء مجالسيه ومن يتحكمون برأيه ويوجهون بوصلة أحاديثه..!!
والمشكلة أن معظم رواد (دكاكين) الفضاء يغيرون آراءهم وقناعاتهم ما بين برنامج وآخر وما بين كلام مسموع وآخر مقروء أو رأي سريع في برامج التواصل الاجتماعي!! يحدث ذلك كله دون أن يرف لهم جفن من الخجل!!
الشيء الذي يجمع معظم هؤلاء أن قناعاتهم تتغير بحسب حال فريق الهلال... يخسر الاتحاد من الأهلي برباعية كانت قابلة للزيادة فلا يتحدثون عن أحوال الاتحاد ولا من أوصل الفريق إلى هذه الحال، بل يتحدثون عن الهلال، ويكذبون على الهلال، ويختلقون قصصاً من بنات أفكارهم لإقناع الناس بسوء الهلال، ولو طلبت من أحدهم دليلاً واحداً على أحاديثه وكذباته وإسقاطاته المعيبة (لثارت ثائرته) وبدأ يلف ويدور باحثاً عن طوق نجاة ولا يجد إلا كذبة أخرى يدلل بها على الكذبة السابقة... أما حين ترجع لمقالاتهم القديمة فإنك ستجد العجب العجاب، ذلك أنهم تحدثوا عن وقائع ثابتة وطالبوا بتطبيق الأنظمة واللوائح التي يلتفون عليها هذه الأيام.. لكن (الشرهة) ليست عليهم (وضع تحت الشرهة خطين) ولا على من يستضيفهم ويحاورهم فهؤلاء تجوز لهم (سباحين) الإعلاميين (المساكين) الذين يبحثون عن نقطة ضوء من خلال الإساءة للــ(كبار) ولو لم يتحدثوا بهذه الطريقة الجوفاء لعادوا للـ(القروب) وعلى قولة العوم و(يخب) عليهم!!
المضحك أن بعضهم لا يكف عن الإساءة للهلال، لكنه عندما يريد توجيه النصح لناديه يقول: اعملوا مثل ما يعمل الهلاليون، وكونوا بصدق الهلاليين، وتوحدوا كما يتوحد الهلاليون!! أي أن أكاذيب برامج ومقالات طوال تكشف حقيقتها تغريدة واحدة.. و(العقلاء) يرصدون ويتندرون على أصحاب هذا الطرح!!
أفهم ويفهم غيري أن الحديث عن الهلال يسوغه البحث عن الشهرة والبحث عن تسويق (المنتج) البرنامج، لكن ليس بهذا الأسلوب البليد الذي كشفه أحد المشاركين فيه قبل سنوات عندما قال: إن البرنامج موجه للإساءة للهلال... أو قول رئيس تحرير سابق أنهم يكتبون ويسيئون للهلال بحثاً عن التسويق... فالعالم تغير والكذب الذي كان يمكن تمريره أمس لم يعد كذلك اليوم، فكما أسلفت الناس تتابع وترصد وتقارن وتفضح كل متناقض...!!
الهلال (مشغلهم) ومشغل (دكاكينهم) وسيظل كذلك، فهو يبحث عن مواصلة (بطولاته) وهم يبحثون عن مواصلة بطولاتهم و(سباحينهم) التي لا تختلف عن (سباحين) الجدات التي كانت تتلى على الأحفاد فاغري الأفواه قبل عقود... لكن أحفاد الأمس يصدقون وينامون... وأبناء اليوم يضحكون وعلى (الحكواتي) يطقطقون!!
أخيراً.. ليس من الضروري أن تكون إساءات بعضهم المتكررة للهلال لمجرد عدم محبته فقط أولكونه منافسا يحرم فرقهم المفضلة البطولات في غالب الأحوال.. بل لأن الهلال هو الباب الواسع الذي يدخل منه أولئك إلى عالم الشهرة، ولأنه الحديث عنه هو أقصر الطرق للأضواء!!